خبر بعد تلقيه لتحذير ..المقدح يرضخ لقرارات فتح

الساعة 05:24 ص|05 مايو 2010

بعد تلقيه لتحذير ..المقدح يرضخ لقرارات فتح

فلسطين اليوم-وكالات

انهت حركة فتح حالة الجدل والخلاف الشديد التي سادت العلاقة بين قيادتها داخل الساحة اللبنانية، بعد ان سلم العميد منير المقدح قائد الكفاح المسلح مهامه، للعميد محمود عيسى (اللينو)، بحضور عزام الاحمد عضو اللجنة المركزية ومبعوث الرئيس محمود عباس.

وبحسب ما تم الاتفاق عليه بين الموفد الرئاسي عزام الاحمد والمقدح، فقد جرى الحاق مهمة الاشراف على 'المقر العام' للعميد المقدح، بدلا من منصبه السابق، حيث يكون في المنصب الجديد مسؤولا عن مهمة ترتيب 'قوات المليشيا' داخل المخيمات.

وقال مسؤول قيادي بارز في حركة فتح لـ'القدس العربي' ان حركة فتح بذلك انهت كافة الترتيبات الجديدة الخاصة بهيكليات الحركة الجديدة في ساحة لبنان، بعد ان عينت امين سر جديدا للساحة وهو فتحي ابو العردات، خلفا لسلطان ابو العينين، وكذلك قائدا جديدا للامن الوطني.

وعلمت 'القدس العربي' من المسؤول الفتحاوي ان رضوخ العميد المقدح لقرار مركزية فتح القاضي باستبداله، بعد ان كان يرفض حتى مناقشة القرار جاء بعد ان وجهت الحركة 'تحذيرا شديدا'، يحذر من يعترض قراراتها بـ'المساءلة الحركية'، التي قال انها كانت ستصل لحد 'الفصل والطرد' من اطر الحركة.

وتشرف قوات 'الكفاح المسلح' على الامن داخل المخيمات الفلسطينية المنتشرة في لبنان.

وقال المقدح في تصريحات له ان دواعي القرار الجديد كانت طبيعية، وانها جاءت في اطار 'التغيير المستمر لاطر الحركة وترتيب واقعها وهيكلها التنظيمي'.

ولم يستبعد المقدح ان يكون موضوع اغتيال نائب ممثل منظمة التحرير الفلسطينية السابق في لبنان اللواء كمال مدحت له علاقة بعملية التغيير، وقال 'كل شيء ممكن'، لكنه حذر في ذات الوقت من محاولة البعض 'ادراج هذه الجريمة كحالة خلاف فتحاوي تهدف لتجزئة الحركة من خلال سياسة الاغتيال'.

وكان العميد مقدح سلم مهامه للقائد الجديد للكفاح المسلح (اللينو) برعاية الاحمد الاثنين الماضي في قاعة نادي ضباط الكفاح المسلح في مخيم عين الحلوة، وبحضور قادة الحركة فتحي ابو العردات امين سر ساحة لبنان، ونائبة خالد عارف، وقائد الامن الوطني 'ابو عرب'، وقادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية. وسبق ان ذكرت معلومات ان العميد المقدح يرفض التخلي عن منصبه كقائد للكفاح المسلح، الذي يتولاه من سنين عدة.

واكد الاحمد في تصريح صحافي وصل 'القدس العربي' نسخة خلال عملية تسليم المهام للقائد الجديد على انتهاء زمن 'الاقطاعيات'، في هياكل الحركة، وقال 'عقلية الاقطاعية التي تقول ان هذه مزرعة لي وهذه مزرعة للاخر، فلن تروها اطلاقا مهما حاولت بعض الاقلام وبعض الاجهزة'.

واشار الى ان المسؤولين اللبنانيين الامنيين والسياسيين ابدوا اهتماما بالتغيير، وقال 'نشكرهم على ما سمعنا من نصائح ساعدتنا في ترتيب اوضاعنا'.

واكد الاحمد على ان الفلسطينيين 'ضيوف في لبنان' وانهم يحترمون 'انظمته وقوانينه'.

وكشف الاحمد على ان الايام القادمة 'ستحمل الكثير من الحلول لتخفيف معاناة شعبنا الفلسطيني في لبنان'، وفق ما اكده رئيس وزراء لبنان سعد الحريري، من خلال تحسين الاوضاع المعيشية والاقتصادية والانسانية للمخيمات.

وقال 'لقد شاب الوضع الفلسطيني في الساحة اللبنانية ربما بعض الشوائب التي استغلت من قبل بعض المترددين في الساحة العربية لتوفير الدعم لنضال الشعب الفلسطيني'. واضاف 'نحن اليوم في عين الحلوة نؤكد ونجدد اننا مؤسسة واحدة ومنظمة واحدة وشعب واحد وبالتالي هدف واحد وبرنامج وطني واحد'.

وذكر ان الرئيس اصدر مراسيم برفع رواتب اسر الشهداء في لبنان 30' ابتداء من الاول من شهر مايو، ورفض الاحمد تصوير ما حدث من تغيير داخل الساحة اللبنانية بانه 'انقسام او تشرذم' داخل هذه الساحة، عازيا سبب التغييرات الى الديمقراطية التي تنتهجها الحركة.

واثنى الاحمد على العميد المقدح، ووصفه بـ'مناضل فتحاوي كبير'، وقال انه سلم مهامه لقائد 'لا يقل عنه نضالا وانتماء لفتح'.

واكد ان التغيير في المواقع 'يكرس وحدة المخيم'، يقصد عين الحلوة، وطالب جميع فصائل منظمة التحرير وحركتي حماس والجهاد بتكريس هذه الوحدة وتحمل مسؤولياتهم في دعم الكفاح المسلح و'الغاء كل تصور للاخرين عن المخيم بانه معقل للفارين من القانون او الخارجين عنه'، وشدد الاحمد على ان فتح ستبقى 'اقوى واعلى من الجميع'، وانها ستبقى على عهدها حتى العودة واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

واكد على الثوابت الفلسطينية التي كرسها الرئيس الراحل ياسر عرفات، والتي قال ان الرئيس عباس 'يتمسك بها'.

وكان الاحمد غادر لبنان عقب عملية التسليم بعد ان وصله قبل اسبوع كرسه في وضع الترتيبات السياسية والامنية والتنظيمية داخل المخيمات الفلسطينية.