خبر الاستيطان السري في القدس ..هشام الهلالي

الساعة 01:23 م|03 مايو 2010

الاستيطان السري في القدس ..هشام الهلالي

 

مازالت مفاجآت الرئيس الأمريكي باراك أوباما للعرب والمسلمين تتزايد في الآونة الأخيرة، فقد ذكرت صحيفة “معاريف” أن المحادثات المكثفة التي جرت خلال الأسبوعين الماضيين بين مكتب نتنياهو ومسئولين أمريكيين أدت إلى التوصل لاتفاق سري يقضي بتقليص الاستيطان في القدس “الشرقية”، وبينت الصحيفة بصدد هذه التفاهمات أنه خلافًا لتفاخر نتنياهو بأنه قال “لا” لمطالب الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشأن تجميد الاستيطان في القدس، فإن رده لم يكن “نعم” وإنما شيء ما في الوسط، وهو أقرب إلى الموافقة على التجميد وعدم تنفيذ أعمال بناء واسعة.

 

تنسيق صامت

 

وتعهد نتنياهو باستغلال صلاحياته من أجل منع نشاط صهيوني زائد في الأحياء العربية في القدس “الشرقية”، لكن هذه التفاهمات لا تشمل الأنشطة الاستيطانية الجاري تنفيذها مثل موقع فندق “شيبرد” في حي الشيخ جراح، وتقضي التفاهمات وفقًا للصحيفة بأنه إذا واجه نتنياهو أزمة كبيرة أو تعرض لضغوط كبيرة أو تم تسريب التفاهمات فإن الجانب الأمريكي يميل إلى تمكينه من المصادقة على تنفيذ أعمال بناء “رمزية” بتنسيق صامت مع الأمريكيين لكي تبقى صورته “كمن لم يطأطئ رأسه” أمام الضغوط الأمريكية، وقال حزب المعارضة الرئيسي: إن الحكومة قد جمدت الموافقة على مشاريع في القدس “الشرقية” في مسعى لتبديد الخلاف مع واشنطن وجذب الفلسطينيين إلى طاولة المحادثات، وقال عضو “الكنيست” روني بار أون من حزب كديما الوسطي: “أنا أتحدث عن حقيقة تحريت الأمر، جميع العمل في لجنة تخطيط منطقة القدس قد جمد تمامًا.. إلا في الأحياء القديمة”، وتساءل بار أون: “لماذا لا تقول لنا الحقيقة كاملة يا سيادة رئيس الوزراء”. ووصف التجميد الفعلي للنشاط الاستيطاني بأنه خطوة صائبة من أجل تضييق الخلافات مع واشنطن بشأن الاستيطان ولاستئناف محادثات السلام المجمدة منذ ديسمبر 2008.

 

وسئل مارك ريجيف المتحدث باسم نتنياهو عن التجميد الفعلي للنشاط الاستيطاني فقال: إنه لم يطرأ تغير جوهري على سياسة الحكومة تجاه البناء في القدس، وأضاف: “لقد اتبعنا آلية جديدة يجري تطبيقها، بحيث لا يطرأ حادث كما وقع خلال زيارة بايدن”، ولم يعط ريجيف مزيدًا من التفاصيل ولكن وسائل الإعلام “الصهيونية” قالت: إن ممثلاً عن مكتب نتنياهو سيحضر اجتماعات لجنة التخطيط لضمان أن يكون الإشراف عليها رفيع المستوى.

 

حي "شمعون الصديق" – "الشيخ جراح" سابقًا

 

ويؤكد هذا الاتجاه ما كشفت عنه الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، عن وجود ثلاثة مخططات صهيونية جديدة تمت المصادقة عليها من جانب بلدية الاحتلال لبناء 321 وحدة استيطانية، إضافة إلى مدرسة دينية في حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، وأكد خاطر في بيان، وجود وثائق تؤكد المخططات المشار إليها والتي سيتم تنفيذها على 18 دونمًا من أراضى الحي، مؤكدًا أن اثنين من المشروعات الثلاثة يقف وراءها المليونير اليهودي موسكوفيتش وأولاده، موضحًا أن سلطات الاحتلال تسعى إلى ترحيل المقدسيين وإتمام الاستيلاء على المساكن والعقارات المتبقية تمهيدًا لهدمها، وأن سلطات الاحتلال، حسب المخططات المذكورة، تعتزم تغيير اسم حي "الشيخ جراح" ليصبح “شمعون الصديق”. وقال: إن هذا المشروع في حال تنفيذه سيكون بمثابة طعنة خطيرة في خاصرة القدس الشمالية، وسيستخدم كحزام استيطاني لعزل المدينة عن امتدادها العربي في هذا الاتجاه، كما أنه سيحكم الحصار حول البلدة القديمة من الجهة الشمالية، إضافة إلى أن إقامة هذا الحي الاستيطاني الكبير سيفتح الباب واسعًا لاستكمال الزحف الاستيطاني ليتواصل مع مجمع “معالي أدوميم” الاستيطاني شرق المدينة.

 

وطالب خاطر القيادة الفلسطينية وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي بالتحرك لقطع الطريق على تنفيذ هذه المخططات، محذرًا من أن هناك شخصيات صهيونية رفيعة هي التي تتبنى متابعة هذه المخططات أمثال عضو “الكنيست” ووزير السياحة السابق بيني ايلون.

 

من جانبها، أكدت عضو المجلس التشريعي جهاد أبو زنيد أن تصريحات رئيسة “الكنيست” داليا إيتسك، تمثل اعترافًا صريحًا بأن الاحتلال يعاني أزمة دولية كبيرة، وقالت: “إن نتنياهو لا يريد السلام والاعتراف بحقوق الفلسطينيين التي كفلتها القوانين والمواثيق الدولية”.

 

على أي حال، سواء كان هناك تنسيق صامت أو معلن، فلن يجدي الأمر شيئًا؛ لأن الحكام العرب والمسلمين انشغلوا بخلافاتهم ومشكلاتهم الداخلية متجاهلين ملف القدس والمسجد الأقصى، وتركوا الصهاينة يعيثون فسادًا في القدس ويغيرون معالم القدس الشرقية، فهذا حي "الشيخ جراح" يستعدون لأن يطلقوا عليه "شمعون الصديق" والبقية تأتي.