خبر فنان إسرائيلي وعالمي -هآرتس

الساعة 08:57 ص|02 مايو 2010

فنان إسرائيلي وعالمي -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

افيغدور اريكا توفي بعمر 81 سنة، بعد حياة مليئة بالابداع والشهرة. وقد خلف وراءه هيئة عمل أصبحت جزءا من عالم الخيال الداخلي للكثيرين، في اسرائيل وفي العالم. صورته الذاتية بالظل على عينيه وزائغ البصر من النور كمن يرفض الاستسلام ويؤمن بقوة النظر، مظلة آن زوجته "الحمراء"، التي تستند في زاوية الغرفة لتقول ان هنا بيت ولا حاجة للحماية. في رسوماته التي أبدعها في العقد الاخير يمكن أن نرى تلميحات بالفناء. فقد تميزت أعماله، منذ أن توجه الى الرسم في منتصف الستينيات، بمحاولة الانشغال بالحقيقة ولكن ليس بالولاء للواقعية. رسومات أريكا تخفق وتتنفس وكأنها لم تتجمد حركتها أو تتحنط، بل نجحت في إرجائها. ومثل النفخ في الناي، هكذا الحركة، النبضة، واحيانا الرعشة، هي التي تربط رسم اريكا بالمعاني الابداعية.

        اريكا عاش في اسرائيل 5 سنوات متواصلة فقط، ومع ذلك فقد كان فنانا اسرائيليا. رسوماته الاولية رسمها في معسكر الابادة النازي، حين كان ابن 13 سنة. وقد وصف الفظائع التي شهدها ووصلت كراسته في الستينيات الى مؤسسة "الكارثة والبطولة". هاجر الى اسرائيل في 1944 ومثل الكثير من الناجين شارك في حرب التحرير بل وأصيب بجراح خطيرة. في 1949 انتقل الى باريس، بعد ان حصل على منحة دراسية. ومع أنه لم ينف تاريخه الشخصي – انطباعاته من المعسكر عرضت في متحف اسرائيل ومتحف تل ابيب في نهاية التسعينيات – الا ان اريكا لم يصبح رسام الكارثة. فكره نما من عالم ثقافي اوروبي غني وتعمق في اعقاب اهتمامه بتاريخ الفن وكان ذروته في معارض نيكولا بوسان وجان انغر. وكان لصداقته الوثيقة مع صموئيل بكيت وزن عاطفي وثقافي هائل بالنسبة له.

        اريكا ولد للحداثة وقرر الانسحاب منها. هذا القرار قد يكون السبب في مكانته الخاصة ولكنه كان بعيدا عن التيار المركزي الاسرائيلي في الربع الاخير من القرن السابق، الذي سعى لان يكون "آنيا". فقد اقترح اريكا بديلا فيه الرؤيا والشك يسكنان معا والزمن الماضي يصبح جزءا من الحاضر المتواصل. غير قليل من الاسرائيليين يعتقدون بأنه يجب على اسرائيل ان تتبنى نهجه، في الفن مثلما في الحياة.