خبر أمسك اللحظة- يديعوت

الساعة 08:56 ص|02 مايو 2010

أمسك اللحظة- يديعوت

بقلم: ايتان هابر 

في تلك الليلة من صيف 1992، التي هزم فيها اسحق رابين اسحق شمير في الانتخابات للكنيست، جلس بنيامين نتنياهو مع حفنة من اصدقائه ومؤيديه. قبيل الصباح أعلن شمير اعتزاله من الحكومة، من الكنيست ومن السياسة. احدى صديقات نتنياهو في حينه، عالمة نفسية تسويقية في مهنتها، فهمت على الفور بانه نشأ فراغ سياسي – حزبي، ودفعته، اليوم، الان، هذه اللحظة، الى الاعلان عن ترشيحه لرئاسة الليكود والحكومة. نتنياهو، كما يقال بالانجليزية، "امسك اللحظة" – وكل ما تبقى تاريخ. كانت هذه "لحظته". في السياسة، في كل مكان توجد هذه اللحظات. قبل وبعدها لا يوجد شيء.

في الوضع السياسي الحالي في اسرائيل نشأت لحظات خاصة من نوعها: ايهود باراك الذي ليس له (تقريبا) حزب خلفه، وحفنة مؤيديه في الشارع الاسرائيلي تتقلص باستمرار، هو على ما يبدو الرجل الذي تتطلع اليه عينا نتنياهو. في الفوضى السياسية والدولية باراك هو الانوار والاضواء، ايجابا وسلبا على حد سواء. رئيس الوزراء يستند الى كتفه، وهو، باراك، يتخذ صورة الراشد المسؤول، الذي يخرج ويدخل، وبالتأكيد في العلاقات مع الولايات المتحدة. ومثل نتنياهو، الادارة الامريكية ايضا تداعب رأس باراك (وبين قوسين يقال: وزير الدفاع لم يلتقِ أبدا الرئيس بالتأكيد ليس في الولايات المتحدة. كمن "طبخ" في الماضي عدة لقاءات "اصيلة" كهذه فان الموقع أدناه يعرف كيف يقدر القيمة الهامة لنقل الرسالة الشخصية). باراك، بالمناسبة، كان دوما شخصية محبوبة في عائلة نتنياهو، التي عينته ايضا كمحكم في نزاع ما. باراك، ومرة اخرى بالمناسبة، يتمتع بمحبة كبيرة من جانب رئيس الطاقم في البيت الابيض، رام عمانويل.

اذا ما بدأت بالفعل هذه المحادثات او تلك مع الفلسطينيين في الاسابيع القريبة القادمة، فانه يمكن لهذه أن تكون لحظة باراك، مثل اللحظة اياها لنتنياهو. عن ذلك سبق أن قال الشاعر: "مد اليد والمسه". ماذا ينبغي لايهود باراك ان يفعل كي يعود لان يكون ايهود باراك اياه في ليلة 1999، في ميدان رابين، عندما اهتز عشرات الاف المصوتين الذين عربدوا بفرح احتفاء بانتصاره في الانتخابات. عليه أن يكون الرجل الذي يدفع المحادثات مع الفلسطينيين، والا يسمح لها بالسقوط. هو الرجل الذي يجب أن يبث أملا، أملا، أملا.

وهذا، الاحرى، صعب عليه. اذا كرر الشعار للعام 2000 وبموجبه "لا يوجد مع من يمكن الحديث"، فانه سيفوت اللحظة – لا فرصة له ولا انبعاث له. في "لا يوجد مع من يمكن الحديث" يوجد له منافسون يفوقونه باضعاف. مع "لا يوجد مع من يمكن الحديث" يمكنه أن يعود الى المحاضرات في كنس ميلفيكي. افيشاي بريفرمن او بوغي هيرتسوغ سيحلان محله في قيادة حزب يتنافس في الانتخابات القادمة مع "ورقة خضراء" او حركة "شحطة على كل شفطة" (حركة تؤيد تشريع تناول المرجوانة).

الحقيقة هي انه "لا يوجد مع من يمكن الحديث". وهذه بالضبط مشكلة الثنائي اللطيف نتنياهو وباراك. ولكن بينما نتنياهو يبارك "على ما يبدو" في الخفاء كل يوم يمر ولا يكون فيه "من يمكن الحديث معه"، فان دور باراك في هذا الثنائي هو الحفر في الصحراء الجرداء للسلام، كي يجد مصدر ماء للحياة ويبين أنه "يوجد مع من يمكن الحديث" – ابو مازن، اسماعيل هنية او مروان البرغوثي، أو كلهم معا.

في هذا الفصل من الحرب على السلام سيكون صعب عليه بعد كل ما قاله وفعله في السنوات الاخيرة، ولكن ينبغي دوما التذكر بان مواقفه الاساس سبق أن كشفها باراك قبل عشر سنوات في كامب ديفيد: هناك، في حينه، اذهل الامريكيين، وبالتأكيد الاسرائيليين والفلسطينيين، في سلسلة خطوات وتنازلات بدت وسمعت كمبالغ فيها، على حدود الانتحار السياسي، له وربما ايضا لحكومته وحزبه.

سيقال: من سيسمح لباراك "بالعربدة" ليخلق لنا امام العينين دولتين للشعبين؟ إذ يوجد نتنياهو فوقه ويكاد كل اليمين خلف نتنياهو. ولكن مثلما في الوحدة الخاصة اياها، عندما قاد الطواقم الى المهمات اياها، فان هذه لحظة باراك في ان يري نتنياهو الطريق. الموقع أدناه يؤمن بان نتنياهو بالفعل مستعد لحل الدولتين للشعبين، وهو يحتاج في هذه الايام الى مرشد، الى من يسنده في ظهره بدفعة الى الامام، عند عبور حقل الالغام في الليل. نتنياهو يحتاج الى هذا، وباراك يمكن أن يوفر هذا له. فقط من قطع الطريق الطويل والصعب منذ "ضفتان للاردن" وحتى "تنازلات أليمة" يمكن أن يفهم نتنياهو.

باراك عاد من الولايات المتحدة الى البلاد الى المعمعان السياسي، وهذه، على ما يبدو، لحظته. لا توجد الكثير من مثل هذه اللحظات في الحياة وفي السياسة. عليه أن يشمر عن أكمامه، وليس في اعقاب الصيف الحارة التي تتلبث في المجيء الينا.