خبر دمشق: تحسن علاقة تركيا بالعرب يؤثر على علاقتها بإسرائيل سلبا

الساعة 04:12 ص|02 مايو 2010

فلسطين اليوم-الشرق الأوسط

في تصريحات تزامنت مع إجراء مناورات عسكرية مشتركة سورية - تركية الأسبوع الماضي، قال معاون نائب رئيس الجمهورية العماد حسن تركماني إنه كلما تمكنت سورية من تطوير علاقتها مع تركيا وعلاقتها مع العرب عسكريا وسياسيا «تأثرت العلاقات الإسرائيلية - التركية سلبا» دون أن ينفي ذلك تفهم سورية لواقع أن «تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي ولها علاقات مع إسرائيل وليس من حقنا إلغاء علاقة تركيا بالآخرين» ونوه تركماني بدور تركيا «الفاعل في رعاية المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل»، وموقفها عندما تأزمت علاقة سورية مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عبر «تحجيم الأزمة وتحديدا في الأمم المتحدة».

العماد تركماني في محاضرة له ضمن «ملتقى البعث للحوار الفكري» ألقاها في المركز الثقافي العربي في منطقة دوما بريف دمشق عن العلاقات الثنائية السورية – التركية، قال: «تطورت بشكل ملحوظ عام 2009 وتمثل ذلك في مجالات كثيرة سياسية وعسكرية واقتصادية»، وأضاف: «عسكريا لدينا 814 كيلومترا من الحدود مع تركيا واليوم وبدلا من أن يقوم المخطط العسكري عندنا بالعمل على تلك الحدود وتأمينها، يوجه اهتمامه للعمل على الحدود مع العدو الإسرائيلي وهذا بحد ذاته يعتبر مكسبا استراتيجيا عسكريا لنا».

واستعرض تركماني في محاضرته التي جاءت تحت عنوان «العلاقات السورية التركية وآفاقها المستقبلية»، ونشرت جريدة «الوطن» المحلية الخاصة ملخصا عنها، أبرز المحطات في تاريخ العلاقة بين البلدين منذ بداية الفتح الإسلامي في مناطق آسيا الوسطى إلى اتفاقية أضنة عام 1998 وصولا إلى عام 2004 وزيارة الرئيس بشار الأسد إلى تركيا. وقال إن الرئيس الأسد «رأى أن هناك فائدة استراتيجية كبيرة في العلاقة مع تركيا، وبخاصة في ظل الظروف التي كانت تحيط بسورية كاحتلال العراق وبدء محاربة سورية وإصدار قانون محاسبة سورية»، وتابع: وقد «أتت هذه العلاقات لكسر العزلة دوليا، وليحقق الرئيس الأسد اختراقا استراتيجيا تاريخيا في هذه العلاقة». وأشار تركماني إلى أن علاقات صداقة موازية للعلاقة الرسمية نشأت بين البلدين وتوطدت ثقة كبيرة بني عليها كل ما تلا ذلك، والأمر الأهم هو «أن برنامج حزب العدالة ورؤيته لمشكلات المنطقة، متطابقة ومتشابهة مع برامجنا وخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وموقفهم الواضح تجاهها ودعم كل الفلسطينيين وفك حصار غزة، كذلك تجاه العراق فكلنا كدول إقليمية نطمح لنرى العراق موحدا»، ورأى تركماني أنه من خلال العلاقات السورية مع تركيا تم كسر الحصار وتطورت علاقات سورية مع دول الاتحاد الأوروبي، وخصوصا فرنسا، وقال: «لا ننسى دور تركيا الفاعل في رعاية المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، كما لا ننسى موقفها عندما تأزمت علاقتنا برئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عبر تحجيم الأزمة وتحديدا في الأمم المتحدة».

وعن الملفات والقضايا الخلافية بين البلدين قال مستشهدا بقول الرئيس الأسد: «إذا وضعنا أمام أعيننا القضايا الخلافية فلن نستطيع الوصول إلى ما نريده». ورأى أن العلاقات السورية التركية «واعدة لأنها بنيت على أسس متينة وشفافة مدعومة بمد شعبي واسع في البلدين»، وأن هناك فكرا جديدا في العلاقة الثنائية ويتطلع البلدان لتوسيع هذه العلاقات تمهيدا لبناء تكتل إقليمي جديد نسميه «الشرق الأوسط الكبير»، إلا أنه سيكون «مبنيا بأيدي أبنائه الذين يملكون ثقافات مشتركة وربما دينا واحدا، وهذه الرؤية قابلة لتطور ديناميكي يأتي لاحقا بين الطرفين».

وأجرى الجيشان السوري والتركي مناورات عسكرية مشتركة لثلاثة أيام الأسبوع الماضي وعلى الجانب التركي من الحدود المشتركة أعلنت عنها رئاسة الأركان التركية، وقالت إنها تهدف إلى وضع تعاون البلدين في مجال الأمن الحدودي موضع التطبيق وتعزيز التعاون والثقة بين القوات البرية وهي المناورات الثانية خلال أقل من عام إذ سبق وأجريت مناورات مشتركة في تشرين الأول الماضي، وكانت بعد يومين من إلغاء تركيا مناورات «نسر الأناضول» الجوية المشتركة مع إسرائيل وقوات من الولايات المتحدة ودول حلف شمال الأطلسي.