خبر ليبيا: زيارة وفد عرب الـ48 تجمع شمل عائلتين منذ النكبة

الساعة 05:01 ص|01 مايو 2010

فلسطين اليوم-وكالات

كما هو الحال في زيارات دمشق، ستوكهولم، الدوحة، القاهرة وعمان، لم تخل زيارة طرابلس مما يذكر بالنتائج المروعة للنكبة ولجرائم الحركة الصهيونية في التهجير، وإبعاد الأخ عن أخيه، فبقي الأول في ترشيحا وبات الثاني في طرابلس بعد تهجيرهما من سحماتا لا يقويان على التواصل إلا بواسطة الإنترنت ومنذ سنتين فقط بعد 60 عاماً .

 

هذه هي قصة حسين محمود علي عبد الوهاب (53 عاماً) من سحماتا، القريةالمهجرة قضاء عكا، هجرت عائلته إلى لبنان في النكبة عام 48 فيما بقي أخوه نايف (69 عاماً) في ترشيحا سوية مع والدته . الأب اضطر إلى الهجرة تاركا زوجته وابنه بعد ملاحقته من قبل العصابات الصهيونية فاستقر في لبنان .

 

هناك في لبنان تزوج ثانية ورزق عام 1957 بولد أسماه حسين قبل أن يتوفى عام 1989 من دون أن يرى زوجته الأولى وولده نايف . وبعد ذلك سافر الولد حسين لليبيا بحثاً عن مصدر الرزق ليعمل هناك نجاراً، فيما بقي أخوه نايف في الوطن، ومضت الأيام وقد تقطعت بهم السبل نتيجة الترحيل .

 

فور سماع نايف (أبو عوني) عن وفد ليبيا سارع للتحدث مع رئيس الحزب القومي العربي محمد كنعان فحمّله السلام والكلام وهدية تذكارية على شكل سلسلة وخاتم ذهبيين . وحال وصول الوفد للفندق في طرابلس الغرب كان حسين (أبو شادي) ينتظر على أحر من الجمر فعانق كنعان حامل الهدية وكأنه شقيقه، كيف لا وهو يحمل رائحة الأهل وعبق زعتر الجليل .

 

وقال حسين إنه تزوج في لبنان وأنجب أربع بنات وثلاثة أولاد قبل أن يهاجر إلى ليبيا عام ،1978 لافتاً إلى أن أشقاءه هاجروا: محمود لألمانيا ودلال للدانمارك، وفاطمة إلى سوريا فيما بقي علي في لبنان .

 

وعن حالته في ليبيا يشير حسين أنه تزوج  من شابة فلسطينية أصلها من قرية البصة المهجرة في الجليل . وتابع “طول هذه الفترة كنا نعرف أن أخاً لنا ظل في فلسطين، وكنا نسمع أنه يقيم في البقيعة لكننا لم نتمكن من لقائه لصعوبة التنقل بوثيقة السفر الفلسطينية . وحينما سلمه محمد كنعان الهدية قال حسين معلقاً: أنتم أجمل هدية، فيكم رائحة الوطن . . شعوري لا يوصف وفي قلبي عاصفة لم أغمض عيني بسببها منذ علمت بزيارتكم . وقتها حسبت أن أخي يمازحني ولم أصدق ما قاله إن وفداً فلسطينياً من الداخل في طريقه إلى طرابلس” .

 

ويوضح أبو شادي الذي لا يحمل جنسية ليبية، وإقامته في طرابلس مؤقتة، مؤكداً أن ليبيا تعامل الفلسطينيين كالليبيين وتمنحهم الحق بالتعلم حتى الجامعة مجاناً، إضافة للخدمات الصحية أيضاً . ونبه إلى أنه يحلم بالعودة وبلقاء أخيه .