خبر الإسراع فوق أمواج البطولة - معاريف

الساعة 10:03 ص|29 ابريل 2010

بقلم: بيلي موسكونا ليرمان

إزاء سلاسل الأعلام البالية قليلا التي ما زالت ترفرف على سقوف البيوت تذكيرا متلاشيا بيوم الاستقلال الأخير، يحسن مرة أخرى أن نقف لحظة لننظر في أنفسنا. نظرة هادئة جديدة غير متحمسة في الاضطراب السياسي والاقتصادي الذي نترجح فيه جميعا بشعور خانق باليأس بلا مخرج. سئلت عشية يوم الاستقلال في برنامج "سيدر يوم" الذي توجهه كيرن نويبخ في الشبكة الثانية هل نربي أبناءنا على التضحية بحياتهم في  معركة من أجل رفاقهم. يثير هذا السؤال الذي يستعيد أسطورة التضحية الاسرائيلية ويتغذى على صدمة الكارثة، يثير نقاشا وهميا عقيما نهرب اليه منذ 62 سنة.

ان موت كل شاب في معركة أو في غير معركة هو موت مؤلم يحز في لحم اولئك الذين يظلون أحياء. أصاب هذا الموت عائلتي بغتة أيضا عندما قتل أخي، وكان مرشدا شابا في مكابي، صباح ما في عيد الأنوار عندما صد حجارة في منطقة ترك فيها الجيش الاسرائيلي قذائف سلاح حي بأهمال بليد لا مسؤولية فيه.

منحنا الجيش الاسرائيلي كعائلة التعويض مدى السنين لنركب أمواج بطولة السقوط البطولي وأن نتغطى بأجنحة الثكل. واستطعنا في مقابلة ذلك أيضا أن نختار وأن نرفع دعوى قضائية وأن نندد بالأسطورة القومية التي تتغطى تحتها اخفاقات غير قليلة. فضلنا ألا نختار أي واحد من الامكانين لان في كل واحد منهما اختيارا منافقا لأن نصبح مقدسين معذبين بدل أن نجرب كامل الألم. في يوم الاستقلال الأخير أجري لقاء مع عنات مرنين التي ثكلت أخويها في حادثة تثير القشعريرة، مع صحيفة "مغازين" من معاريف: سقط أحدهما في الجنوب والثاني في الشمال، في اليوم نفسه، وفي الساعة نفسها تقريبا في حرب يوم الغفران. اختارت مرنين ان تصبح نشيطة فاعلة في نادي العائلات الثكلى الاسرائيلي – الفلسطيني. هذه الفاعلية هي الطريقة السياسية التي اختارتها كي لا يموت شبان آخرون بسبب الروح العام القومي الداحض عندنا أو بسبب اخفاقات سياسية استراتيجية – مثل الاتصالات بالاسد الاب والاسد الابن او اتفاق اوسلو. يمكن أن نرى مرة بعد أخرى كيف لا تتجسد تلك الجهود ولا تصبح اتفاقات سلام مع الفلسطينيين والسوريين وذلك بسببنا نحن الاسرائيليين في الاساس.

في سن الثانية والستين يحسن بنا أن نطور كما يحسن بدولة ناضجة، تأملا نقديا وانعكاسيا لحروبنا كحروب كان منها مناص وخيار. كانت حرب الاستقلال في 1948 وعملية كديش في 1956 أيضا حروبا لا مناص منها فرضت أنفسها علينا. ومنذ ذلك الحين ونحن في حروب يوجد منها مناص نحن بادرنا اليها: حرب الايام الستة ("شرم الشيخ بغير سلام أفضل من السلام بغير شرم الشيخ") وجلبت علينا كارثة المناطق المحتلة، وحرب الاستنزاف وحربي لبنان الاولى والثانية التي نشأ بعدهما حركات رفض أصيلة ترفض منح الروح  العام القومي الذي يتغذى على رعب الكارثة، الاستمرار على البقاء.

فيما يتعلق بالسؤال المخادع عن حياة الرفيق في حومة الوغى، أجاب عن ذلك يشعياهو ليفوفيتش: "البطولة العسكرية هي أرخص البطولات. لان ثبات المرء في حومة الوغى أسهل من ثباته في المعركة اليومية لكبت الغريزة. غريزة الملكية وغريزة السلطة وغريزة الجنس وغريزة الطمع". ويزيد ليفوفيتش قائلا: "بطولة القتال ليست شهادة على مستوى انساني لصاحبها البطل". ومن يريد براهين على ذلك يستطيع أن يفحص عن حياة جميع الجنرالات العسكريين الذين أصبحوا ساسة من موشيه ديان الى اسحاق مردخاي الى ايهود باراك.