خبر تفاهمات سرية أميركية - إسرائيلية تتعلق بمسألة البناء في القدس

الساعة 11:20 ص|27 ابريل 2010

فلسطين اليوم : القدس المحتلة

ذكرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أن إسرائيل والولايات المتحدة توصلتا أخيراً إلى تفاهمات سرية تتعلق بمسألة البناء في مستوطنات القدس المحتلة، على أن تبقى طي السرية التامة ويتم نفيها بشدة في حال تسريب خبر عنها إلى وسائل الإعلام «لتفادي التسبب في مشاكل لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو داخل ائتلافه اليميني، وأساساً داخل حزبه ليكود».

وكتب المعلق السياسي في الصحيفة بن كسبيت أنه خلافاً للتبجح الإسرائيلي، فإن رد نتانياهو على مطالب الرئيس باراك أوباما وقف الاستيطان في القدس «لم يكن لا، لكنه أيضاً لم يكن نعم، إنما هو أقرب من تعليق البناء». وأضاف أن الترجمة الأفضل لهذا الرد هي «نعم، ولكن». وتابع أن التوصل إلى هذه التفاهمات تم بعد سلسلة طويلة من النقاشات واللقاءات بين الجانبين الإسرائيلي بقيادة المستشار الخاص لرئيس الحكومة اسحق مولخو، والأميركي برئاسة مسؤول ملف الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي دان شابيرو.

ووفقاً للمعلق، فإنه تم الاتفاق على عدم إعلان إسرائيل تجميدها البناء في القدس، بل على العكس، أن يتاح لنتانياهو إعلان أنه رفض التجميد، على أن يلتزم على أرض الواقع إرجاء مشروع بناء 1600 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة «رمات شلومو» شمال القدس الشرقية لسنوات، وهو المشروع الذي كشف عنه خلال زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن لإسرائيل قبل أقل من شهرين وفجّر الأزمة بين واشنطن وتل أبيب، وعدم نشر عطاءات بناء جديدة في مستوطنات القدس.

وأوضح أن نتانياهو تعهد أيضاً «أن يمارس نفوذه وصلاحياته طبقاً لما يتيح له القانون لمنع أي نشاط إسرائيلي لا لزوم له في الأحياء العربية في القدس الشرقية، لكن هذا الالتزام لا يشمل مشاريع بناء يهودي في هذه الأحياء تم الشروع فيها في السابق مثل البناء في محيط فندق شبرد في حي الشيخ جراح» في قلب القدس الشرقية. وزاد المعلق أن ثمة تفاهماً آخر يقضي بأنه في حال تعرض نتانياهو لأزمة ائتلافية حادة أو ضغوط كبيرة من شركائه في اليمين على خلفية تعليق البناء في القدس الشرقية أو في حال تم تسريب التفاهمات إلى الإعلام، «سيتاح له تنفيذ أعمال بناء رمزية، بالتنسيق الهادئ مع الولايات المتحدة، كي لا يظهر كمن انحنى أمام الضغوط الأميركية أو خنع لها».

وأشار إلى أن أعضاء «المنتدى الوزاري السباعي» أبدوا استعداداً «لتجرع» هذه التفاهمات التي تعني عملياً «أن تقول لا لأميركا وتتصرف خلاف ذلك». وأضاف أن هذه التفاهمات «في حال لم تقع مفاجآت في اللحظة الأخيرة»، ستتيح للولايات المتحدة الإعلان قريباً عن استئناف المفاوضات «التقريبية» غير المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، «وعندها سيكون في وسع الأميركيين أن يشيروا إلى أول إشارة نصر بالادعاء أنهم نجحوا في التقريب بين الطرفين، لكنهم سرعان ما سيكتشفون أن الأسوأ ما زال أمامهم، ذلك أن نتانياهو يأمل في أن تكون هذه المفاوضات وسيلة لنسف العملية السلمية لا لدفعها إلى أمام».

ونقلت وكالة «أسوشيتدبرس» عن النائب عن حزب «كديما» المعارض روني بار - اون تأكيده امام الكنيست ان الحكومة جمدت بهودء الموافقة على البناء اليهودي في القدس الشرقية، وقال: «انا اتكلم عن حقائق.

في الوقت نفسه، قال مسؤولون في البلدية الاسرائيلية للقدس ان الحكومة جمدت عملياً البناء الاستيطاني في القدس. وأوضح مئية مارغليت من حزب «ميرتسط اليساري ان مسؤولين عن مشاريع البناء في البلدية اخبروه ان مكتب نتانياهو امر بتجميد البناء بعد اندلاع الخلاف مع اميركا.

غير ان الناطق باسم رئيس الحكومة مارك ريغيف نفى وجود تغيير أساسي في سياسة الحكومة بالنسبة الى البناء في القدس، وقال: «لقد وضعنا آلية تمنع وقوع حوادث كما حدث خلال زيارة بايدن»، في اشارة الى الاعلان عن قرار بناء 1600 وحدة سكنية في القدس.  وفي واشنطن، قال مسؤولون اميركيون انهم علموا بأمر تجميد البناء، وانهم على اتصال مع الحكومة الاسرائيلية للحصول على ايضاحات.