خبر رسالة الى بوغي وبيني .. يديعوت

الساعة 07:50 ص|26 ابريل 2010

بقلم: الياكيم هعتسني

الى بوغي وبيني تحية.

لديكما سجل كحارسين لحقوق الشعب اليهودي في القدس وفي يهودا والسامرة – ولمستقبل مئات الاف المنازل هناك. الجمهور اليميني، المتفاجىء وخائب الامل، سلم بقضاء التجميد بقدر غير قليل بسبب وعدكما في أن يكون الشلل مؤقت فقط. في اسرائيل، التعبة من الخيانات والاكاذيب، اتخذتما، ليس كفردين صورة من هما ذوا مبادىء واستقامة. رجاء لا تخيبا أملنا أنتما أيضا.

بعد أن مرت أقل من نصف فترة التجميد، بات واضحا للعيان بان طابع التسويغ الذي دمغتماه على القرار كان خطأ جسيما. فالخضوع للطلب الاول اجتذب طلبات اضافية، عقب الخضوع بات عدم تلبيتها صعبا. انتهاء التجميد سيلقى الان معارضة اكبر من تلك التي لاقاها في البداية.

منذ اليوم يضع النائب دانون امام رئيس الوزراء ساعة رمل ستسقط آخر ذراتها في 26/9 خشية أن يتراجع عن كلمته. وثمة من يطرح منذ الان السؤال كيف يعقل استئناف البناء في المستوطنات وادارة المفاوضات في نفس الوقت. وذوو الاخلاق المزدوجة جعلوا منذ الان من التجميد "جزيرة يونانية"، بسببها مطلوب جعل الحقيقة كذبة، والنور ظلام.

هل يعقل أنكما كنتما، انتما اللذان بفضلكما اقر هذا القضاء، ساذجين؟

عندما وقع نتنياهو على سند السيادة الفلسطينية على حساب الحقوق المقدسة للشعب اليهودي، وافقتما على ذلك. ومثل الجميع اعتقدتما بان هذا "مجرد كلام". فهل تفهمان الان بان هذا كان ايضا خطأ جسيما. والان، حين جاء الشرطي الامريكي لصرف السند وطلب بتسليم اجزاء من المناطق ج، ذات الاروقة الضيقة التي بقيت بين البلدات، واجزاء من شمالي البحر الميت والغور؟

بعد الاعتراف بفلسطين وبعد تجميد الاستيطان يطلق اوباما الفضيحة الرسمية حول القدس، والرئيس بيرس، وكأن بالصدفة، اطلق عبارة "احياء يهودية" وعد فيها الا يكون تجميد. وفوره تماما أعلن نتنياهو ايضا احتفاليا، بصدر منتفخ وبوقفة بطل، بان في "الاحياء اليهودية" سيتواصل البناء.

غير أنه تحت "النعم" للاحياء اليهودية يكمن لغم "اللا" لكل بناء يهودي خارج هذه الاحياء. فما هذا، ان لم يكن تقسيم القدس حسب خطة كلينتون: الاحياء اليهودية لليهود والعربية للعرب؟ فهل لهذا أيضا يا بيني وبوغي اعطيتما موافقتكما؟ أم ربما ببساطة لم تنتبها؟

للسلوك المأساوي لنتنياهو يوجد ايضا جانب هزلي: اثنان يدعيان بيتا، كل لنفسه. فجأة ينهض احدهما ويصرخ: "ولكنك لن تحصل على ساعتي!". خصمه، الذي لم تكن الساعة في باله على الاطلاق، يطلبها هي أيضا الان. والنهاية؟ الاخير يحصل على البيت والاول يعلن النصر: الساعة بقيت له...

الاعتراف بيهودية دولة اسرائيل لم يعتبر في أي يوم من الايام مشكلة. اولا، لان توقيع جيراننا العرب لا يساوي الورق، وثانيا، لماذا نحتاج لاعترافهم على الاطلاق؟ غير أن نتنياهو يطلب فجأة اعترافا من هيئة اسلامية بيهودية اسرائيل، فاذا بالطرف الاخر، يرفض.

في النهاية نتنياهو سينتصر، فهو سيعطي البلاد ويحصل على... "اعتراف".

في القدس هكذا ايضا. في كل اتفاقات يوسي بيلين "الجينفات" على انواعها – الاحياء اليهودية في القدس كانت منذ البداية خارج الخلاف. "المطالبة بها" الان من جانب نتنياهو قد تنتهي في أن يحصل العرب على القدس التاريخية فيما يعرض نتنياهو بفخار الانجاز: راموت، غيلو وارمون هنتسيف لن تسلم لهم.

ايها الحارسين: بين الحين والاخر ينبغي لكما أن تنظرا الى الوراء وتفحصا اذا ما كان لا يزال هناك ما تحرساه ام أن البيت قد ذهب.