خبر لنقسم القدس- معاريف

الساعة 09:02 ص|25 ابريل 2010

لنقسم القدس- معاريف

بقلم: نير شوعالي

 (المضمون: معارضو حل الدولتين يريدون منا أن نفهم بان العاصمة في خطر. ومن أجل الحفاظ بجبل المكبر وشعفاط سيهدمون لنا الدولة اليهودية -  المصدر).

        في البداية يبدو هذا محرجا لدرجة الشفقة تقريبا، خطاب رئيس الكنيست روبي ريفلين في احتفال اضاءة الشعلات، عشية يوم الاستقلال. ولكن لو لم نعرف ان الرجل حساس ورومانسي حقيقي في كل ما يتعلق بالعاصمة، لكنا واثقين بان الحديث يدور عن خطوة لامعة. ريفلين ينضم الى اعصار تورنيدو الاخذ بالتعاظم، والذي يتقدم ويهدد بالقضاء على كل حجج مؤيدي الحل الوسط الاقليمي، ذاك الذي يؤدي الى اقامة دولتين بعاصمتين: غربي القدس الاسرائيلية، شرقي القدس الفلسطينية.

        عمليا، هذه الروح خطرة وأكثر ذكاءا من مجرد اعصار تورنيدو. يدور الحديث عن طوفان، عن موجات ضخمة من غسل الدماغ للمواطنين. بينما ذكر ريفلين المثالي وشدد على احياء مثل هار حوما موضع الخلاف، فان رفاقه المعارضين للحل الوسط، الاكثر ذكاءا، يحرصون على أن يقولوا ببساطة: القدس. وهم يتملصون من أن يشيروا صراحة الى أنهم لا يتنازلون عن شرقي المدينة – القسم ذي الاغلبية العربية. الاحياء اليهودية الجديدة هناك، ليس فقط لا اجماع وطنيا حولها، بل ولا اجماع ايضا في أي مكان على الكرة الارضية بان الارض التي بنيت عليها تعود الى دولة اسرائيل.

        مثيرو هذا الاعصار يتحدثون عن تعزيز "القدس" وابقائها في يدنا، وكأن احد ما يعتزم ان يعيد مباني الامة، ستاد تيدي وحديقة ساكر. في التسعينيات كان ايهود اولمرت من مبادري حملة الليكود تحت شعار "بيرس سيقسم القدس" والذي ساد على نحو رائع، ولكن في واقع الامر غرس بذور الروح الشريرة. منذئذ، فك اولمرت ارتباطه عن غزة وفهم بانه يجب تقسيم البلاد. ولشدة المفارقة، اليوم بالذات، حين يفكر مثل شمعون بيرس، ارتبط اسمه بتقسيم كل انواع الامور الاخرى في القدس. يحتمل الا يكون رئيس الوزراء السابق اولمرت مرتبطا على الاطلاق بالقضية، ولكن فلتعترفوا بان طرق التاريخ مضحكة أحيانا.

        اليوم، تحولت الحماسة الى دعاية، حتى لو لم يكن هذا مقصودا دوما. هناك محاولة لان يتم التسريب الى افكارنا أن اوباما وابو مازن يوشكان على أن يأخذا القدس ومحظور أن نتنازل لهما، فيما أن الحديث يدور عمليا عن جبل المبكر، شعفاط وباقي الاماكن التي لن تتجرأوا على الاقتراب منها على أي حال، الا اذا كنتم متزمتون يسعون الى الصدام. يدور الحديث عن احياء مأهولة باناس لا يصوتون لكنيست اسرائيل رغم العجب في أنهم يحملون هويات اسرائيلية.

        فقط أن يقول هذا من الان فصاعدا رافضو التقسيم. فليقولوا لنا كل الحقيقة. ينبغي الطلب منهم في كل حديث، مقابلة او خطاب، ودفعهم نحو الحائط وطلب الايضاحات منهم. إذ أن البديل للتقسيم، وهنا نحن نتحدث عن عموم المناطق المحتلة هو الضم. الى الامام ايها المثاليون رافضو الحل الوسط، اقيموا دولة ثنائية القومية ودعوا الاغلبية العربية تحكم شعب اسرائيل وتكون اغلبية في القدس. أو ربما ستكون هذه دولة ابرتهايد، لا يحصل فيها العرب على حق التصويت؟ الاساس أن تبدأوا بقول الحقيقة. "صهيون بالكلمة تفدى"، قال النبي يشعياهو، ولكنكم تسيرون نحو الحراب. فقط قولوا بقوة ووضوح.