خبر (وعدتم بحمامة) -يديعوت

الساعة 09:58 ص|18 ابريل 2010

(وعدتم بحمامة) -يديعوت

بقلم: اليكس فيشمان

 (المضمون: لا ينبغي للمرء أن يكون استراتيجيا لامعا كي يفهم بان الشرخ مع الادارة الامريكية سيء لاسرائيل. سيء جدا. دون اسناد امريكي من الصعب الخروج الى حرب والوصول الى انجازات - المصدر).

        غدا، مثلما في كل سنة، ساذهب لزيارة اصدقاء الصبا ممن يدفنون في المقابر العسكرية في بيتح تكفا. منذ تلك الحرب اللعينة، في 1973، والتي فقد فيها الكثير من أبناء ورديتي العسكرية حياتهم، واولئك الذين تبقوا، مثلي، فقدوا براءتهم، تغمرني كل الوقت الشكوك: هل القيادة السياسية – الامنية عندنا تفعل حقا كل ما ينبغي كي تمنع الحرب القادمة؟ واذا كان لا مفر، وملزمون بالخروج الى الحرب، فهل هي تخلق الظروف العسكرية والسياسية الافضل كي تضمن الا تكون ضحايا الحرب القادمة ضحايا عبث للاخطاء، الاعتبارات الغريبة، السطحية، الغرور، القصورات؟

        السنوات تمر، حرب تلي حرب، والشكوك تتعمق. اليوم ايضا.

        لا ينبغي للمرء أن يكون استراتيجيا لامعا كي يفهم بان الشرخ مع الادارة الامريكية سيء لاسرائيل. سيء جدا. دون اسناد امريكي من الصعب الخروج الى حرب والوصول الى انجازات، وصعب بقدر لا يقل التصدي بنجاح في الساحة السياسية. ولكننا نصر على ان نكون محقين وليس حكماء.

        اليوم، مثلا، نحن نقف على قدمينا الخلفيتين امام الامريكيين ونصر على حقنا  - العادل – في البناء في القدس. في اروقة وزارة الخارجية الامريكية يسمعون المبررات ولا يعرفون اذا كان ينبغي لهم أن يضحكوا ام ان يبكوا. فمنذ وقت غير بعيد، يقولون هناك، جلس لدى المبعوث ميتشل ممثل رسمي لرئيس وزراء اسرائيل وقال له صراحة انه لا يوجد في القناة أي عطاء لتنفيذ بناء في القدس حتى شهر آب من هذا العام. إذن ماذا يضيرهم ان يستجيبوا لذاك البند في رسالة اوباما الذي يطلب تجميد البناء لاربعة اشهر. هذا مهم لابو مازن وهذا مهم لمصلحتنا. فعلى هذا تسيرون نحو خلق أزمة مع الرئيس؟

        ولكن في اسرائيل يقولون: لا. لن نبني، ولكن ايضا لن نعلن عن تجميد. مسألة كرامة وطنية. مبدأ. على هذا، على ما يبدو، يستحق الموت.

        اما الامريكيون فيواصلون الاصرار على "الهراء": اربعين سنة وانت تستخدمون فندق شيبرد في حي الشيخ جراح، كمبنى مكاتب. صحيح أن هذا ملك خاص ليهودي من استراليا ولكن لماذا ينبغي الان بالذات تغيير مكانة المبنى، واسكانه بسكان دائمين وخلق الانفجار التالي في القدس؟ وبعد ذلك ستأتون لتطلبوا منا ظهرا سياسيا...

        بل ويسألون ايضا: لقد سبق ان وعدتمونا بان حي رمات شلومو لن تبدأوا ببنائه الا بعد سنتين. فلماذا إذن بدأتم البناء منذ الان في المنطقة؟ اذهب لتشرح لهم باننا رغم اننا وعدناهم الا نبني المنازل، ولكننا لم نعدم الا نقيم بنى تحتية والا نبدأ بشق الطرق. من ناحية الامريكيين اسرائيل تكذب مرة اخرى.

        قولوا – صغائر. ولكن لانه غير قادر على ان يعطي جوابا للرئيس الامريكي عن هذه الصغائر بالذات، قرر رئيس الوزراء الا يسافر الى مؤتمر هام في موضوع نشر النووي لمحافل ارهابية. لم يرغب في أن يصطدم هناك باوباما دون أن يكون لديه جواب في الجيب.

 هذه "الصغائر الطفيفة" بالذات تدل على كيفية ادارة حكومة اسرائيل لسياستها الخارجية حيال الحليف الحقيقي الاخير لها. ما الذي يفكرون به داخليا، هناك في المجلس الوزاري المصغر، عندما يتخذون قرارا بالاستخفاف بالادارة الامريكية وعدم الاستجابة لرسالة الرئيس؟ أيظن حقا احد ما بانه سيكون ممكنا التصدي هنا للتهديد الايراني، للاستفزازات على الحدود اللبنانية، دون اسناد سياسي وعسكري؟ هل في أمر التجنيد التالي ستتمكن حكومة اسرائيل من ان تأتي الى الجمهور بيدين نظيفتين وان تتعهد باننا فعلنا كل شيء كي نمنع الحرب ونوفر الضحايا؟