خبر الولد البار من أعمدة السعادة في الأسرة

الساعة 07:03 ص|18 ابريل 2010

فلسطين اليوم-البيان الإماراتية

 عندما يرتبط المسلم بزوجة صالحة تتقي الله فيه وفي نفسها وفي ماله وأولاده يجد راحته وسعادته في هذه الحياة وتزداد سعادته عندما يرزق فيها بالبنين والبنات الذين يكونون له عوناً وستراً قوياً في الحياة وخاصة عندما تكبر به سنه أو يحتاج إلى من يساعده في أمور الحياة ويتحقق ما يريده عندما يكون الابن باراً بأهله ويجعل مصلحة أهله أي الوالد والوالدة فوق مصلحته الشخصية ويحافظ على رضاهما ففيه رضا المولى عز وجل.

 

أرسل معاوية إلى الأحنف بن قيس. فلما وصل إليه قال له يا أبا بحر ما تقول في الولد؟ قال يا أمير المؤمنين ثمار قلوبنا وعماد ظهورنا، ونحن لهم أرض ذليلة وسماء ظليلة، وبهم نصول على كل جليلة، فإن طلبوا فأعطهم وإن غضبوا فأرضهم يمنحوك ودهم ويحبوك جهدهم ولا تكن عليهم ثقلاً ثقيلاً، فيملوا حياتك ويودوا وفاتك ويكرهوا كربك، فقال له معاوية:

 

لله أنت يا أحنف، لقد دخلت علي وأنا مملوء غضباً وغيظاً على يزيد، فلما خرج الأحنف من عنده، رضي عن يزيد وبعث إليه بمئتي ألف درهم ومئتي ثوب، فأرسل يزيد إلى الأحنف بمئة ألف درهم ومئة ثوب فقاسمه إياها على الشطر.

 

فالوالد الموفق هو الذي يستعمل الحكمة في معاملته لولده ويحاول أن يأخذ بيده إلى الطريق الصحيح إذا شرد قليلاً وعليه أن يكون قدوة صالحة أمامه في كل تصرف يقوم به كي ينشأ الولد على حب الخير والصلاح وينبذ طرق الغواية الأمر الذي ينعكس براً وفلاحاً على والديه وعلى أسرته بدلاً من أن يكون شراً ووبالاً عليهما ولذلك قيل: الولد الجاهل يشين السلف ويهدم الشرف وقيل: ينشأ الصغير على ما كان والده.. إن العروق عليها بنيت الشجر. والولد الصالح مسرة الوالد.

 

 

قال ابن الرومي:

 وكم أب قد علا بابن ذي شرف     كما علت برسول الله عدنان

 

 فالأبناء البررة أعمدة البيت، قال أب يصف حبه لأولاده: أحبهم لأني أحب نفسي وهم بعض نفسي بل إنهم عندي لخير ما في نفسي، هم عصارة قلبي وحشاشة كبدي، وأجمل ما يترقرق في صدري أحبهم لأنهم أول من يعينني في ضعفي ويرفه عني في شيخوختي، ويواسيني في علتي ويتلقى في العزاء إذا حم القضا.

 الأولاد «بنين وبنات» مصابيح البيوت، وقد قيل من عاش بلا أولاد لم يعرف الهم ومن مات بلا أولاد لم يعرف السرور.

 ومهما يفعل الأب فإنه لا يستطيع أن يجعل ابنه رجلاً إذ يجب على الأم أن تأخذ نصيبها من ذلك، فليس من الدنيا من البهجة والفرح مقدار ما تحس الأم بالنجاح الذي أحرزه ولدها.

 أعرف شاباً تقياً وأحسبه هكذا والله حسيبه استطاع بفضل علمه وصلاحه أن يحقق السعادة لوالده ووالدته وجميع أخواته، كنت أراه إذا نشأ خلاف بين أفراد الأسرة استعمل أسلوبه الهادئ المستند إلى ما جاء به الإسلام في علاج المشاكل وعمل على حل أي مشكلة في البيت، بل أحياناً إذا وجد خلافاً أو نزاعاً بين أبيه وأمه كان يأتي الأب ويعمل على تهدئته ويأخذ في ذكر الأحاديث التي تبين فضل الأم وجزاء صبر الوالد عليها ثم يأتي بالأم ويبين فضل الوالد وأنها مهما عملت فلن توفيه حقه ويذكرها بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمرت أحداً أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها .

 ويظل هكذا حتى يصفى الخلاف وترفرف السعادة على البيت، فصار هذا الشاب مرجعاً لوالده أو والدته إذا نشأ خلاف بينهما كي يجدا عنده الحل وإذا وجد تقصير من والده نحو أهله ذكره وبين له أنه ليس الواصل بالمكافيء.

ولكن من قطع رحمه وصلها ويظل هكذا حتى يرى المياه تجري في مجاريها وتظلل السعادة جميع أفراد العائلة وفي وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم: بر أمك وأباك ثم أختك وأخاك ثم أدناك فأدناك.

 وروى أن عمر رضى الله عنه كتب إلى عماله مروا الأقارب أن يتزاوروا. وهذا من أجل أن يدوم الحب بينهم.