خبر تل أبيب الهدف الذهبي لـ« حزب الله »: إسرائيل تواجه معادلة « خاسر خاسر »

الساعة 05:59 ص|17 ابريل 2010

صورة بانورامية لتل أبيب (عن موقع ناشونال جيوغرافيك)

 فلسطين اليوم-السفير اللبنانية

«مئات القتلى، آلاف الجرحى، وابل من الصواريخ على غوش دان (منطقة تل أبيب)، شلّ حركة مطار اللد الدولي بشكل كلّي، قصف الطرقات بلا انقطاع، انهيار نظام نقل المياه، وقف الكهرباء لفترات طويلة وانهيار إمدادات المياه».

هذا السيناريو الكارثي على إسرائيل، ليس نتيجة لتوقعات قادة المقاومة ومخططيها العسكريين في حال اندلاع حرب بينها وبين إسرائيل، بل هو ثمرة دراسة لسير حرب تموز ٢٠٠٦، وضعتها مؤخرا مديرية اقتصاد الطوارئ في مدينة تل أبيب، وهي هيئة حكومية مكلّفة تولّي الأوضاع الطارئة، ووزع على السفارات الأجنبية والهيئات المحلية في المدينة.

ما أن انتهى الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله من خطابه الأخير في ذكرى 16 شباط (قادة المقاومة)، حتى عكف المخططون الاستراتيجيون والقادة العسكريون والأمنيون ومراكز الأبحاث والدراسات الإسرائيلية، على تحليل وتفنيد ودراسة مضمونه، وما انطوى عليه من رسائل ردعية لامست في محتواها الوجدان الإسرائيلي القائم على الخوف من تحقق نبوءة بن غوريون القائلة: «إن خسارة إسرائيل لأي حرب هو بداية نهايتها».

تتركز الكثافة السكانية الإسرائيلية في ثلاث مناطق رئيسية: الأولى «دان غوش» أو «متروبوليتان» أي تجمع سكاني في الوسط وهي تشمل كامل منطقة تل أبيب وما جاورها من مدن وبلدات إسرائيلية أبرزها، هرتسيليا، اللد، يهودا، بعدد سكان يبلغ 3,198 نسمة، على مساحة تصل الى ألف وخمسمائة كيلو متر مربع.

تضم المنطقة الإدارية «لتل أبيب» وحدها حوالي ثلاثمائة وتسعين ألف نسمة، في مساحة صغيرة جدا لا تتعدى الواحد والخمسين كيلو مترا مربعا، إذ تبلغ الكثافة السكانية فيها السبعة آلاف وثلاثمائة نسمة في الكيلومتر المربع الواحد، وهي «الهدف الذهبي» لصواريخ «حزب الله» في أي حرب قادمة.

يوضح الجغرافي البروفسور الإسرائيلي أرنون سوفير في دراسة له، أن الكيان الإسرائيلي يتقلص يوما بعد يوم وينحصر في منطقة تل أبيب، حيث تتركز الموارد الجوهرية المختلفة ويتزايد عدد اليهود فيها، بينما يستمر ضعف «الأطراف اليهودية» نتيجة التمييز في الخدمات والفرص، والاحتكاك المتواصل مع فلسطينيي 48.

فسكان تل أبيب وفقا «لأرنون» يتمتعون بثقافة كونية غنية بجودة حياة عالية، فـاستمرار انطواء اليهود في لب الدولة (تل أبيب) يعني تهديدا مباشرا لها وتعريضا للمشروع الصهيوني برمته لفوضى رهيبة، لأن إسرائيل لن تقوى عندئذ على الحياة زمنا طويلا والعام 2020 تقريبا هو البداية».

«تل أبيب» هي عصب الحياة الاقتصادية والمركز التجاري والصناعي الثقافي لدولة إسرائيل منذ إقامتها، إذ أنها تحوي البنوك والشركات العالمية الكبرى، والسوق المالي الإسرائيلي، فضلا عن وجود مطار بن غوريون الدولي ومطارين صغيرين بمحاذاته في الوسط، ومحطات القطار الرئيسة.

تجتذب إسرائيل رأسمالا أكبر من الذي تجتذبه فرنسا وألمانيا مجتمعتين. وليس من باب الصدفة أن يشهد العام 2000 وحده، ولادة 1700 شركة جديدة متخصصة في «الهاي تك» معظمها في منطقة تل أبيب، لتصبح من المنافسين الرئيسيين في هذا الميدان.

استحوذت إسرائيل على المرتبة الثانية في مستوى أودية السيلكون المنتشرة عالميا، إذ لا يفوق وادي السيلكون بين حيفا وتل أبيب والقدس إلا وادي السيلكون الأميركي، فهي تملك 170 شركة «هاي تك» مدرجة في بورصة «الناسداك».

تحولت تل أبيب إلى أرض استقبال مميزة لعمالقة التكنولوجيا العالمية، محققة نجاحات لافتة في هذا المجال، فالعديد من الشركات الأوروبية الأميركية أنشأت لها فروعا لمراكز البحث والتطوير فيها، ومن أبرزها: «ساب» و«سيمنز» وأي بي أم» «وسكاسيسكو» و«غوغل» و «مايكروسوفت» و«موتورولا» وشركة (أنتل) الأكثر استثمارا في تكنولوجيا المعلومات والتي فاقت 3،5 مليار دولار، فضلا عن افتتاحها أربعة مراكز بحث وتطوير، وثلاثة مصـانع بدأت إنتاجها عام 2008.

وتعتبر مدينة حيفا المنطقة الثانية المأهولة في إسرائيل، فعدد سكانها يبلغ حوالى 270400 نسمة ، 91.1% منهم يهود، و4.8% عرب مسيحيون، تتركز فيها الصناعات الثقيلة خصوصا «مجمع حيفا البتروكيميائي»، إضافة الى وجود مينائها التجاري الكبير وأماكن الترفيه والاستجمام الواقعة على الساحل.

يعتبر «مجمع حيفا البتروكيميائي» واحدا من أهم المراكز الاقتصادية في إسرائيل وأكثرها حساسية لكونه يضم العديد من المنشآت التي تعالج وتخزن المواد البتروكيميائية، وهو يضم شبكة من الأنابيب لنقل غاز «الميثانول»، ومستودعات لتخزين الأمونيا والإيثيلين، بالإضافة إلى العديد من منشآت الخدمة المساندة لتوفير النتروجين (الأزوت) ومياه الشرب، والهواء المضغوط، وأنظمة مكافحة الحرائق.

بالإضافة الى ذلك يوجد داخل المجمع حوالي 58 خزانا، لحفظ المواد المشتقة من تكرير النفط المعدة للاستيراد أو التصدير التي يتم تحميلها أو تفريغها عبر صهاريج وقود خاصة، وتشمل هذه المواد: وقود الطائرات والغازولين، وزيت الديزل، والكيروسين، ووقود الديزل البحري، والنفط الخام بنوعيه الثقيل والخفيف.

أما مصفاة حيفا فهي تؤمن كافة احتياجات إسرائيل من المواد البترولية ومنها الغاز الصناعي والمنزلي، والبارافين، وتتمتع بطاقة تكرير تصل إلى 13 مليون طن من النفط الخام سنويا. وتتصل مصفاة حيفا بواسطة الأنابيب بمصفاة أشدود، التي تعتبر من أكبر مصافي النفط في العالم.

ومن المناطق الفائقة الأهمية في الخارطة الاستراتيجية والأمنية لإسرائيل هي منطقة بئر السبع (عاصمة النقب)، ففيها تقع منشأة (ميشور روتيم) لاستخراج الفوسفات من صحراء النقب، وعملها لا يقتصر على ذلك، بل يتعدى إلى استخراج خام اليورانيوم الذي يمكن العثور عليه في طبقات الفوسفات، وتشير هذه التقارير إلى أن إسرائيل تستخرج ما يقارب عشرة أطنان من اليورانيوم الذي يتم نقله إلى مفاعل ديمونة.

تشير دراسة أعدها الباحث الاسرائيلي أمير كوليك الى أن طابع الصراع بين «حزب الله» وإسرائيل اكتسب بعد حرب تموز 2006 بعدا أخر، مع بدء الحزب بجمع معلومات ذات طابع جغرافي دقيق، تتعلق بأهداف إسرائيلية مركزية وأساسية، سعياً منه لبناء قاعدة من الوثائق والمعطيات تتعلق بمنشآت للبنى التحتية المدنية الإسرائيلية العسكرية والمدنية.

واعتبر كوليك أن «هدف» الحزب من الحصول على قاعدة المعلومات هذه، هو إيجاد «بنك للأهداف»، لاستخدامه في الحرب المقبلة، حيث من المتوقع أن تكون الجبهة الداخلية الإسرائيلية «العميقة» لا سيما حيفا وتل أبيب أكثر انكشافا أمام صواريخ «حزب الله»، محولا بذلك عبارة بن غوريون: «كل الشعب جيش، كل البلاد جبهة»، الى حقيقة وواقع قائم.

يرى العميد المتقاعد في الجيش اللبناني النائب وليد سكرية أن التفاوت الكبير بالقوة النارية الصاروخية التي أحدثتها المقاومة في حرب تموز 2006 للتأثير على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وما بين قوة وقدرات الأسطول الجوي الإسرائيلي أدى، الى تمادي إسرائيل في استهدافها للمجتمع المدني اللبناني وتدمير البنى التحتية والمباني والمنازل على رؤوس قاطنيها في الجنوب والضاحية وبعلبك.

قبل الحرب لم تكن المقاومة وفق سكرية تمتلك ترسانة صاروخية كبيرة تتيح لها إحداث تأثير جوهري في موازين القوى مع إسرائيل وتدفعها لوقف مخططها التدميري، خصوصاً أن تفاهم نيسان 1996 كان قد حيّد المدنيين من الصراع.

يضيف، انه من الطبيعي أن تدأب المقاومة بعد الحرب، على بناء ترسانة صاروخية فعالة، لمعالجة هذه الثغرة، وتقليص الفارق في القوة النارية ما بين الطرفين، وبالتالي تحقيق الرد المتوازن، مستشهداً بالخطاب الأخير للسيد نصر الله، معتبراً أن قدرة المقاومة على ضرب المجتمع المدني في تل أبيب، هي بمثابة عامل رادع لإسرائيل بالرغم من استعداداتها وإجراءاتها الوقائية لحماية هذا الدخل.

ولأن العنصر البشري نقطة الضعف الرئيسية عند إسرائيل التي تفتقد إلى عمق استراتيجي أو جغرافي، فأقصى عرض لفلسطين يبلغ حوالى 90 كم، تعمد السيد نصر الله تهديد، مركز ثقل إسرائيل البشري (تل أبيب)، ونواة الفكر الصهيوني القائم بحسب الخبير الياس حنا، العميد المتقاعد والمحاضر في جامعتي اللويزة والأميركية، على النقاط التالية:

1- جمع الشتات الإسرائيلي من مختلف أنحاء العالم في فلسطين.

2- بناء الهيكل.

3- عدم تكرار ما حدث لليهود في الحرب العالمية الثانية (أي بناء بيئة آمنة من القتل والاضطهاد).

يستدل حنا من خلال هذه النقاط أن «حزب الله» درس الثقافة السياسية والاستراتيجية للعدو، وتاريخه العسكري ونقاط القوة والضعف لديه، بناء على معرفة مسبقة بواقع العدو من خلال خبرته كحزب متمرس انطلاقا من صراعه الطويل معه طيلة فترة احتلاله للشريط الحدودي السابق، ليبني عليها منظومة فكرية أطلق عليها الاستراتجية الكبرى مرتكزة على:

- خطاب سياسي يقوم على عدد من الأسس في مقدمتها: الصراع العربي الإسرائيلي لاسترداد فلسطين التاريخية.

- التموضع ضمن منظومة إقليمية متجانسة متناسقة في الفكر والعقيدة والأهداف (محور المقاومة).

- ترجمة هذه الاستراتيجية الى منظومة عسكرية أمنية بكل أبعادها على المستويين العملاني والتكتي والتي تشمل: (القيادة والسيطرة، الوسائل، الانتشار، التدريب التسليح).

تنطوي هذه الاستراتجية حسب الخبير الياس حنا على حسنات كثيرة أولها، لكونها تشكل رادعا للعدو للقيام بأي مغامرة غير مضمونة النتائج، ثانيها، إتاحتها للمقاومة تحقيق المزيد من المصداقية في أقوالها وأفعالها، ثالثها، كسب المزيد من الوقت تحضيراً للمواجهة المقبلة، رابعها، الذهاب إلى الحرب بحسب التوقيت والمكان المناسبين لها.

يتقاطع تحليل حنا، مع رؤيا سكرية بعدم استعداد القيادة العسكرية والمجتمع المدني الإسرائيلي على تحمل نتائج الحرب وآثارها الأمنية وتكلفتها الاقتصادية الكارثية، لأنها ستؤدي الى تدمير البنية التحتية الصناعية في تل أبيب التي أشرنا إليها أعلاه، وهذا سيدفعها للتفكير ملياً قبل الإقدام على أي خطوة تعيد تكرار ما فعلته في الضاحية في العام 2006.

الخسارة الإسرائيلية هنا تفوق مثيلتها اللبنانية، لافتقار لبنان لمجتمع صناعي متطور فضلا عن بنيته الاقتصادية والتحتية الهشة والتي تعود اللبناني على العيش بدونها، لذا ستعمد إسرائيل في أي حرب مستقبلية الى تحييد المتجمع المدني اللبناني حرصاً منها على مجتمعها وحفظاً على رفاهيته وتجنباً لحرب استنزاف لم يعتد عليها المواطن الإسرائيلي.

يربط حنا بين إمكان قيام إسرائيل بتنفيذ سيناريو الحرب التدميرية التي تهول به يومياً على لبنان، في حال حدوث حرب مع «حزب الله»، وبين ما تخبئه المقاومة من (المفاجآت العملانية التكتية) التي وعد بها السيد نصر الله.

فالقدرة على استعمالها، سواء كان ذلك في البعدين البحري والجوي يفشل هذا السيناريو، ويؤثر بدوره مباشرة على سير العمليات البرية، حيث ستؤسس هذه (المفاجأة العملانية التكتية) الى مفاجأة استراتيجية كبرى والى فشل سياسي عسكري إسرائيلي ذريع لتتحقق عندها مقولة بن غوريون الشهيرة عن نهاية إسرائيل، متسائلاً: ما معنى تركيز شبكات التجسس الإسرائيلي على المستوى (الأدنى التكتي) في المقاومة: أي السلاح، الكمية، النوعية، العنصر البشري التخطيطي، وغيره.

يشير الياس حنا إلى أن خطاب السيد نصر الله الأخير أسس لمراجعة ذهنية فكرية استراتيجية للعدو وفرض عليه إعادة حساباته وخياراته العسكرية المستقبلية، والتي استكملت بلقاء دمشق، بحيث يبقى الجزء الأساس فيه هو تطابق حسابات الحقل (المقاومة) مع البيدر (الإسرائيلي)، بشكل إذا قصفت إسرائيل أي مكان في الضاحية أو العاصمة أو أي مدينة أن يكون الردّ وفقاً للسيناريو الآتي: - إطلاق أكبر عدد من صليات الصواريخ الثقيلة.

- استمرارية القصف خلال فترة الحرب كلها دون توقف.

- تركيز القصف على الداخل مستهدفاً (النواة البشرية والصناعية لإسرائيل).

- أن يكون القصف دقيقاً ومركزاً وتدميرياً في آن محدثاً الكثير من الأضرار المادية والبشرية، كل هذه الأمور برأي حنا سوف تضع إسرائيل أمام معضلة استراتيجية لا مفر منها تستند على مبدأ: خاسر خاسر إذا استمرت تخسر وإذا توقفت تخسر أيضاً.

طوال السنوات الماضية حاولت إسرائيل استدراج «حزب الله» للكشف عن ترسانته، وبثّت لهذه الغاية تقارير استخبارية وتصريحات مكثفة لكبار المسؤولين عن صواريخ الحزب: عددها ونوعيتها ومداها ومصدرها.

جاء في التقرير السنوي للعام 2008 المعدّ من قبل الاستخبارات الصهيونية حول «التحديات التي تواجه إسرائيل»، وتم عرضه خلال لقاء هو الأوسع منذ سنوات للمراتب القيادية في الجيش في قاعدة «حتسور» الجوية في شمال فلسطين المحتلة،ذكر أن «حزب الله» أصبح يملك الآن ثلاثة أضعاف ما كان يملكه من صواريخ عند نشوب حرب لبنان الثانية، كما أن مدى هذه الصواريخ بات أبعد.

الاجتماع الذي حضره وزير حرب الكيان الصهيوني إيهود باراك إضافة إلى القيادة العليا ورئيس الأركان غابي أشكنازي، خلص إلى أن أكثر من 30 ألف صاروخ من العيار الثقيل منتشرة في لبنان وموجهة الآن إلى كل نقطة في «إسرائيل»، وأن معظم هذه الصواريخ موجهة إلى تل أبيب ومنطقة النقب حيث مفاعل ديمونة النووي وفي ختام الاجتماع قال باراك: «الجيش والشعب الإسرائيليان يواجهان أكبر تحدّ في تاريخنا إسرائيل يشم رائحة نهايته».

من جهتها، أشارت القناة الثانية للتلفزيون الصهيوني في العام نفسه نقلاً عن مراسلها العسكري «روني دانئيل» قوله: «إن الزيادة التي طرأت على مخزون «حزب الله» الصاروخي ليست عددية بل هي نوعية كذلك، وأن مدى غالبية الصواريخ التي يملكها الحزب الآن تستطيع أن تصل إلى منطقة الكثافة السكانية المسماة غوش دان والتي تضمّ تل أبيب والمدن المحيطة بها، بينما عدد قليل منها قادر على الوصول إلى مفاعل ديمونة.

وذكر موقع «ديبكا» المقرّب من جهاز «الموساد» أن سوريا زوّدت «حزب الله» بصواريخ من طراز «فاتح 110» يصل مداه إلى 259 كيلومتراً ويحمل رأساً متفجراً بزنة نصف طن، وهو يعمل على الوقود الصلب قادر على استهداف التجمعات السكانية وسط إسرائيل وصولاً إلى مدينة بئر السبع في الجنوب.. وتردد أن الصاروخ نفسه قادر على حمل رؤوس كيميائية.

كما كشفت مصادر عسكرية إسرائيلية لمجلة «جيروزاليم بوست» الاسرائيلية بتاريخ 28 كانون الثاني 2010، عن قيام «حزب الله» في الأسابيع الأخيرة بنشر صواريخ أرض أرض متطورة من نوع M600 (سورية الصنع) على الأراضي اللبنانية تتميز بقدرتها على الوصول إلى وسط اسرائيل (أي القدرة على استهداف منشآت عسكرية ومناطق مكتظة بالسكان)، وقادرة على الإصابة الدقيقة للأهداف، فضلاً عن أنها قادرة على إحداث دمار كبير، إذ إن الرأس الحربي يزن 500 كيلوغرام.

ونقل مراسل المجلة للشؤون العسكرية، ألون بن دايفيد، أن الصاروخ الجديد يُنشَر لأول مرة في لبنان، وهو نسخة من صاروخ فاتح 100 SSM، الإيراني الصنع، يبلغ مداه 250 كليومتراً، مجهز بمنظومة توجيه آلية، ويعتقد أن هامش خطأ هذا الصاروخ بسيط نسبياً».

تضاف هذه الصواريخ الى ترسانة المقاومة المؤلفة بحسب تقديرات مركز المعلومات حول الاستخبارات والارهاب، من: فجر 3 (43 كلم) فجر 5 (75 كلم) زلزال (125-210 كلم) نازعات (80- 140 كلم).

انتهت «حرب تموز» 2006 وإسرائيل على قناعة بأن «حزب الله» لم يستخدم كل ما لديه من مفاجآت، لأنه يعمل بموجب قواعد صراع يحتل «الغموض البناء» مرتبة متقدمة في تقنياته، ويهدف لإشغال مخيلتهم وإشعال هواجسهم ومخاوفهم.