خبر صفعة إسرائيلية جديدة لسلطة رام الله وعرب الاعتدال ..د. محمد صالح المسفر

الساعة 10:32 ص|13 ابريل 2010

صفعة إسرائيلية جديدة لسلطة رام الله وعرب الاعتدال ..د. محمد صالح المسفر

مع شروق شمس كل يوم وقبل الغروب في فلسطين المحتلة منذ توقيع اتفاق (أوسلو المشؤوم) تقدم سلطات الاحتلال الإسرائيلية على إصدار تشريعات ضد الشعب الفلسطيني وتنتظر ردات الفعل من سلطة رام الله المشمولة بالرعاية الإسرائيلية، ثم تنفذ مشروعها بعد أن تتأكد من أن ردة فعل "الممثل الشرعي والوحيد" فتح، لا تتجاوز بيانا هنا أو هناك.

 

في مطلع الأسبوع استيقظ الفلسطينيون على مخطط إسرائيلي يقضي بطرد أكثر من 35 ألف فلسطيني من الضفة الغربية بذرائع ليست منطقية ولا أخلاقية، كل هذا يجري بموجب أمر عسكري أصدره قائد جيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، هذا الإجراء سبقه تمرير القانون في شهر أكتوبر العام الماضي وعلمت به السلطة العباسية في رام الله ولم تتخذ أي إجراء تجاهه وبقي سراً حتى فضحت أمره صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية ويبدأ التنفيذ اليوم الثلاثاء الموافق 13 أبريل.

 

كانت ردة فعل السلطة "العباسية الفياضية" في رام الله تبادل ممثلي السلطة الظهور على شاشات التلفزة العربية يشجبون ويدينون ويستنكرون، ويعلنون أنهم يتحركون في كل اتجاه لمنع تنفيذ هذا القانون الإرهابي الجديد، يقول صائب عريقات: إنه يتحرك على كل الصعد، أرسل رسالة للأمريكان ولأعضاء اللجنة الرباعية وإلى الجامعة العربية وشرح لهم خطورة هذا الإجراء، وراح يؤكد القول "إن هذا الأمر يعتبر جزءاً من سياسة التطهير العرقي التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية" ويؤكد بأن هذا القرار "يعد نسفاً للمفاوضات والاتفاقات الموقعة معهم" ويطالب نبيل شعث أحد رموز سلطة رام الله المجتمع الدولي بأن "يتصدى لهذه السياسة الإسرائيلية الجديدة ووقفها".

 

سؤالي المباشر إلى أركان سلطة رام الله أين أنتم من صدور هذا القرار في أكتوبر من العام الماضي؟ وعند بدء تنفيذ هذا القانون اليوم ماذا ستفعلون؟ هل ستبقون في مكاتبكم الأنيقة في رام الله تتحركون من نافذة إلى أخرى كما قال السيد عريقات عن الحركة في كل اتجاه، أم أنكم ستتركون الشارع الفلسطيني في الضفة الغربية ليعبر عن احتجاجه العملي والفعال وأن يتصدى لتنفيذ هذا القانون بصدره لحماية إخوانه وأقربائه وشركائه في الوطن والمصير المشمولين بالترحيل، هل ستعلنون اعترافكم بالفشل الذريع لكل محاولاتكم السلمية مع هذا الكيان العنصري التوسعي الرهيب منذ أوسلو وحتى اليوم؟ هل ستعلنون إعادة اللحمة بينكم وبين إخوانكم في غزة والتعالي على المصالح الذاتية من أجل الأمة الفلسطينية. إخوانكم في غزة حركتهم حركة تحرر وطني وليست حركة عنصرية اجتثاثية كالحركة الصهيونية التي لا تفرق بينكم وبينهم فكلكم بالنسبة لهذا الكيان العنصري أعداء "أبناء الأفاعي" كما يقول كهنتهم عنكم.

 

الاقتراب من إخوانكم في غزة اليوم أجدى وأعظم من استجدائكم من دول الرباعية الدولية. إن الرد الحقيقي والفعال على هذا الطغيان الصهيوني يتم على أرض فلسطين أولاً بمواجهة جماعية لا فرق بين غزة ورام الله، مطلوب من سلطة رام الله اليوم وليس غداً التجرد والتمرد على الأحقاد التي تكنونها لأهل غزة، تذكروا أنكم منذ 17 عاماً (أوسلو) وأنتم تتفاوضون مع هذا الكيان السرطاني وتقدمون التنازلات أنه لم يحترم شخوصكم فما بالكم بأن تحصلوا منه على أي تنازل عن حق من حقوقكم.

 

والحق أنكم يا سلطة رام الله لو تنازلتم عن كل حقوق اللاجئين وعن مدينة القدس والخليل ونابلس، وسكتم عن التوسع في المستوطنات فإن مطالب اليهود ستتصاعد وسيصرون على إخراجكم من كل فلسطين لأنكم في ثقافتهم وتعاليمهم وتعليم أبنائهم أنتم "أبناء الأفاعي" ويتمددون نحو المشرق حتى خيبر ونجران.

 

(2)

 

في كل الدنيا وعبر العصور تتولى الحكومات الدفاع عن كرامتها وكبريائها وحقوقها وسيادتها، والعرب أمة واحدة تعددت فيها الحكومات لكننا نحن الشعب العربي لم نشعر في يوم من أيامنا، في عصرنا الراهن، أن حكوماتنا يهمها أمرنا أو أمننا أو مستقبل أجيالنا أرضنا تنهب من الأطراف، عربستان ضاعت منا، الجزر الثلاث نردد المطالبة بها، الإسكندرون ذهب بلا رجعة، سبته ومليلا أجيالنا لا تعلم عنها شيئاً، أوغادين لا علم لنا بها، والعراق محتل، وفلسطين تضيع ونحن كالأنعام تفترس الذئاب أطرافها.

 

اليوم حصحص الحق وننشد النخوة والرجولة في زعماء الأمة بأن ينقذوا الفلسطينيين من أعمال الطرد من ديارهم بموقف عربي واحد، باستخدام المصالح لا باستخدام السلاح وقد فعلها معمر القذافي مع أمريكا قبل شهرين فهل تفعلونها ليخلدكم التاريخ؟!

 

آخر القول: كل قادة سلطة رام الله يقولون نحن تحت الاحتلال الإسرائيلي، وعلى ذلك نسأل هل سلطتكم لحماية المحتلين وجنودهم؟ إذا كان الجواب بالنفي فعليكم حل سلطتكم وتحميل المحتل تبعات احتلاله ولا تكونوا متسولين في المحافل الدولية لمعونة المحتل في الإنفاق على احتلاله.