خبر زواج على النمط اليمني -يديعوت

الساعة 08:41 ص|13 ابريل 2010

زواج على النمط اليمني -يديعوت

عرائس الموت

بقلم: سمدار بيري

منذ خمسة ايام تحتجز جثة الطفلة الهام العشي، ابنة 13 بالاجمال، في ثلاجة مستشفى ناء في اليمن. وفي آخر انفاسها تمكنت من أن تهمس بان زوجها ربطها بالحبال كي ينفذ بها بالقوة غرضه الجنسي. ولكن حتى بعد موتها المفزع، ليس لها راحة. فالعائلة ترفض دفنها الى أن يشنق "القاتل" وتتقرر ديتها. وقد علق بهذه الظاهرة التعبير الحلو "عرائس الموت"، ومنظمات حقوق الانسان واثقة بان هناك طابور طويل من مثل هذه العرائس.

القانون في اليمن وان كان يقرر عمر الزواج للفتيات بـ 15 سنة، ولكن داخل العائلة يصرون على بيع او تبديل الطفلات في صفقة داخلية قبل أن يصلن الى العمر "الاشكالي". وهكذا الهام، الضحية الاخيرة، كانت جزءا من مؤامرة "البدل" التي يتم تبادل طفلة من جهة مقابل طفلة من جهة اخرى – عروستين قاصرتين لعجوزين. – والبائستان تصبحان امرأتين متزوجتين رغم أنفيهما.

وأحد لا يتكبد عناء النظر في شهادة الميلاد واحد لا يسأل الطفلات اذا كن يرغبن على الاطلاق في الزواج، واحد لا يهمه اذا كان العريس المرشح يمكن للعروس ان تراه عن كثب فقط عند عقد القران، يعجبها على الاطلاق؟ ماذا يهم هذا؟

دفعة واحدة يسحبون العروس المرشحة من الصف الثاني أو الثالث في مدرسة البنات، يلبسونها فستان العرس ويبعثون بها الى مصيرها. "البدل" يأتي للحفاظ على المراعي والاملاك، توفير المهر واعفاء العائلة من اوجاع رأس الاغتصاب في الطريق الى المدرسة او الاشتباه بالمس بشرف العائلة. وبعد أن تتزوج البائسة فانها على أي حال لن تخرج من خميتها او كوخها دون إذن او مرافق. وعندما تصل بناتها الى العمر الذي زوجوها فيه بالقوة، فانها تكون طائعة للتقاليد وتوافق على الصفقة.

قبل سنة أثارت نجود ابنة الثامنة من اليمن فضيحة دولية حين نجحت في الفرار من غرفة النوم، ووصلت الى منزل العائلة واستجدت: انقذوني. ولحظها وقعت على قاض رحيم ذهل من صراخها والغى صفقة 200 دولار. فقد بيعت نجود مقابل راتب سنوي لموظف صغير في الحكومة. واحد لم يكن يهمه صراخها كل ليلة.

في كانون الثاني ماتت الطفلة فوزية حمودي ابنة 12، هي ايضا من اليمن، في ولادة متعسرة. طفلة انجبت طفلة  وكلتاهما توفيتا. وأفاد الاطباء بان "اجهزة الانجاب لدى القاصرة لم تكن ناضجة للحمل بعد". ولكن مئات النساء خرجن للتظاهر في العاصمة اليمنية بالذات ضد "مؤامرة" فرض سن اعلى للزواج.

صحيح، هذه ليست مشاكلنا، واليمن المتخلف يوجد خلف جبال الظلام. ولكن توجد ايضا "عرائس موت" في دول اسلامية اخرى، وظاهرة زواج الطفلات بالقوة وصفقات البيع تصدر أخيرا الى النور بفضل مجانين يدسون اقدامهم وينبشون في الاماكن الاكثر بعدا، كي ينتزعوا ويكشفوا عن الفظائع.

في هذه الاثناء لا توجد احصاءات، توجد فقط استنتاجات بشعة. هذه الطفلات ستكبرن دون تعليم، دون حقوق، دون مكانة قانونية، تخدمن بالمجان على مدار الساعة. كما ان اطفالهن، الجيل التالي، ملعونون. فقط قلائل من بين عشرات الملايين سينجحون في التقدم، قلة فقط سيجدون رزقا. اغلبيتهم سيذهبون الى المساجد، الى الايادي الطويلة لمنظمات الارهاب باسم الله.

اليمن، عرش ولادة اسامة بن لادن، ينفث منذ الان في قذالة السعودية مع عاطلين عن العمل – ارهابيين – يائسين على طول الحدود. الرئيس علي عبدالله صالح يستجدي الان لان ينقذ الناس له الدولة، وعشرات الخبراء يتجندون لدفع التبرعات المالية والنصائح. ولكن احدا لم يأتِ ليطلب من السلطة الظلامية بان تجري فحصا جديا داخليا لذاتها. في كل مرة تنكشف فيها قضية اخرى من "عرائس الموت" يواصلون تكنيس الفظاعة تحت البساط.