خبر الدرع الواقية أخذت تنصدع -هآرتس

الساعة 08:39 ص|13 ابريل 2010

الدرع الواقية أخذت تنصدع -هآرتس 

بقلم: نحميا شترسلر

 (المضمون: يجب على اسرائيل ألا تعتقد أن درع الكارثة الواقية سترد عنها نقد العالم لها على سياستها في المناطق الى الابد ولهذا يجب عليها ان تغير سياستها وتعمل في الخروج من المناطق المحتلة - المصدر).

"أنا حنا فايس من مواليد ايطاليا، رقمي 5377 A، خرجت من اوشفيتس حية. أشعر بأنني انتصرت. كانت لي حياة مليئة غنية. كل يوم يعيشه الانسان هو عيد"، هكذا لخصت أمس الناجية من الكارثة حنا فايس أهم اسبوع في التقويم اليهودي – الاسرائيلي وهو الاسبوع بين يوم الكارثة ويوم ذكرى ضحايا الجيش الاسرائيلي. هذا هو الاسبوع الذي يلخص الثورة الصهيونية، من الكارثة الى البعث.

صحيح أن ليس الملايين الستة من الضحايا هم الذين أقاموا الدولة، لكنهم هم الذين زودوها بدرع واقية على السنين. ويجب أن نضم اليهم الآلاف الذين دفعوا بدمائهم ثمن الاستقلال. ونحن نذكرهم في الاسبوع المقبل.

        الملايين الستة مسؤولون عن قرار التقسيم في تشرين الثاني 1947. فمن غيرهم ما كنا لنحرز الكثرة المطلوبة. فشعور الاثم الباهظ فقط عند أمم العالم التي لم تحرك ساكنا زمن الكارثة لوقف تحقيق "الحل النهائي"، هو الذي رجح الكفة. في الثلاثين من تشرين الثاني 1947 نشر في أول صفحة من صحيفة "هآرتس" مقال خاص لأسرة التحرير ورد فيه ان "أمم العالم قررت ازالة مظلمة 2000 سنة: فقد أخذ يتحقق طموح شعب مطارد، شعب جرب المعاناة والكارثة".

لولا الشعور بالاثم هذا لما نقل الينا التشيكيون سلاحا في حرب التحرير، ولما كان الالمان يعاضدوننا في كل ظرف وكل وضع، ولما كان الامريكيون يزودوننا بالمال والطائرات على السنين. لهذا من الصحيح أن نقرن يوم الكارثة بيوم الذكرى. فهما أساس يوم الاستقلال.

يشعر العالم بأنه مذنب لان قتل يهود اوروبا كان حدثا لم يسبق له مثيل في تاريخ البشرية. في الحقيقة لا نعدم أعمال فظاعة مدى التاريخ، لكن تصفية مخططا لها سلفا على حسب خطة محسوبة جيدا، في قصد الى محو شعب كامل عن وجه البسيطة شيء لم يحدث.

        تشعر دول الغرب بأنها مذنبة أيضا لانها لم توافق على فتح أبوابها للاجئين من المانيا والنمسا عشية الحرب العالمية الثانية. ولم تتدخل أيضا في 1942 عندما كانت أعمال الابادة معلومة. ولم تقصف ولو مرة واحدة السكك الحديدية التي قادت الى المحارق ولا معسكرات الابادة – برغم آلاف الطلعات الجوية للقصف وعشرات آلاف القنابل التي ألقيت قرب اوشفيتس، وذلك في حين كانت آلة الابادة النازية تحرق 12 ألف يهودي كل يوم.

الحقيقة القاسية هي أن أحدا لم يكن يهمه الأمر في الحقيقة. فان مئات السنين من الدعاوة المعادية للسامية والمطاردات والمذابح والطرد هيأت لهذه الكراهية.

لهذا الاستنتاج قاطع لا لبس فيه: في العالم الساخر القاسي الذي نعيش فيه، يجب علينا ان نستمر على تنمية قوة الجيش الاسرائيلي بغير ما صلة بالتصور السياسي. يجب على العالم أن يعلم أن ما حدث لن يحدث أبدا. ولن يكون الدم اليهودي أبدا مشاعا لا هنا ولا في أي ركن آخر في أنحاء المعمورة.

في عالم اليوم الساخر القاسي لا يحل أيضا تجاهل سلطان الشر. فالشر هو الذي قتل 6 ملايين يهودي وأحرق اوروبا كلها (ضحى الاتحاد السوفياتي وحده بـ 27 مليون شخص في حربه للالمان) ولم يزل من العالم. لكن تعزيز قوة الجيش الاسرائيلي غير متعلق بنا فقط. انه متعلق بمكانة الدولة المتعلقة من جهتها بأمم العالم وبالرأي  العام. أخذنا بعد 65 سنة من تبين فظاعات الكارثة نسمع أكثر فأكثر أصواتا في أوروبا تقول الى هنا. فالشعور بالذنب له حد أيضا. فمن الآن فصاعدا سننظر اليكم نظرنا الى دولة طبيعية: أعمالها تقربها وأعمالها تبعدها.

وفي الحقيقة يبين تقرير جديد عن وضع معاداة السامية في العالم ارتفاعا حادا لعدد أحداث معاداة السامية في سنة 2009. انها معاداة سامية جديدة تؤلف بين الكراهية القديمة والمقاومة الشديدة للاحتلال. أي أن الزمن ليس في مصلحتنا. إن تأييد اسرائيل وتعزيز قوة الجيش الاسرائيلي ما عادا مفهومين من تلقاء أنفسهما. أخذ الشعور العالمي بالذنب يفتر وهذا يمكن من تعزيز النقد العالمي لسلطة الاحتلال في المناطق.

ولما كان الرأي العام في الغرب هو الذي يحدد آخر الأمر أعمال السلطة، فيجب أن نتوصل الى اتفاق يخرجنا من المناطق ويرد اسرائيل لتصبح دولة أخلاقية عادلة.

        لأن درع الكارثة الواقية لن تصمد الى الأبد. لقد أخذت تنصدع إزاء نواظرنا ولن  تستطيع الدفاع عنا بعد زمن قصير.