خبر نائل البرغوثي... 33 عاما في الأسر و لا يزال يحلم بالليمونة في كوبر

الساعة 03:08 م|10 ابريل 2010

نائل البرغوثي...

33 عاما في الأسر و لا يزال يحلم بالليمونة و الأرض في كوبر

فلسطين اليوم: رام الله

لم يكن قد تجاوز العشر سنوات حينما واجه منظر الاحتلال في قريته كوبر إلى الشمال من مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، للمرة الأولى، حينها طلبت سلطات الاحتلال من أهالي قريته فور سيطرتها على الضفة في العام 1967 رفع الأعلام البيض على أسطح المنازل، فما كان من نائل و شقيقة الأكبر عمر البرغوثي الا أن جمعا كوما من الحجارة على سطح منزلهما استعدادا للمواجهة...

 

ومنذ ذلك الحين كان قراره واضحا بمحاربة الاحتلال و عدم الاستكانة له، و رغم استمرار حياته الطبيعية في المدرسة و البلدة، كان نائل يعمل بكل جهده للوصول الى هدفه، حتى العام 1978 عندما دق غريب منزله و اقتادوه في رحلة وصلت إلى الآن ل33 عاما...

 

120 يوما من التعذيب

يقول عمر البرغوثي شقيق نائل:" اعتقل نائل في الرابع من نيسان من العام 1978 من منزلنا في قرية كوبر، و خلال 120 يوما مارس الاحتلال على نائل الذي لم يكن قد بلغ العشرين من عمره شتى أنواع التعذيب، حكم على أثرها بالسجن المؤبد مدى الحياة".

 

وعن كون نائل أقدم أسير في العالم اجمع يقول البرغوثي:" لا نتمنى لأحد ان يكون مكان نائل بهذا العدد من سنوات الأسر، و حتى نحن عندما اعتقالنا و نضالنا لم نكن نعلم اننا يمكن ان نبقى إلى هذا المدى في السجون، حقيقة إنها وصمة عار على جبين كل الأمة العربية و الإسلامية".

 

و يستدرك البرغوثي:" هذا ليس ندم على ما قدمناه ونقدمه حتى الآن و لكن نأسف من خذلان الأمة و الشعب و القيادة الذين نسوه كل هذه الفترة".

 

و يستعرض البرغوثي اشد لحظات اسر شقيقة الذي شاركه سجنه 20 عاما متقطعة:" كنا في بعض الأوقات أنا و أبي و نائل في السجن الى جانب شقيقتي الوحيدة و أمي، وكانت اشد الأوقات ألما عليه حين مات أبي و أمي ولم يتمكن من رؤيتهما".

 

أكثر رقة و إنسانية...

ولا ينفي البرغوثي كم اثر السجن على شقيقه الأصغر نائل:" زادت ثقافته و قناعاته بالسجن وزادت تعلقه بالأرض و الحجر و الشجر و الناس، و الأهم أن عزيمته تصلبت، و طباعه الإنسانية تنامت و أصبح أكثر رقة و حنانا وحبا لكل فلسطين و أهلها".

 

و يقارن البرغوثي بعد 33 عاما، بين صورتين لنائل الأولى صورة طالب الثانوية العامة طالب الموسيقى في دورة لم تكتمل، و حلم كبير بالحياة و قلب شاب ينبض بالحب و المشاعر، و بين صورته الحالية لرجل انتصف عمره و يزيد في سجون الاحتلال و تجعد وجهه و غارت عيناه الزرقاء في وجهه واعتلى شعره شيبا.

 

و ينقل البرغوثي خلال حديثه لهفة شقيقة نائل وشوقه للأرض و البلدة و ليمونته التي زرعها قبل اعتقاله و استمر حتى في سجنه في إرسال الماء لريها من جميع السجون التي تنقل فيها " الرملة بئر السبع عسقلان الدامون وغيرها".

 

توقف الزمن في العام 1978

ويتابع البرغوثي:" أكثر ما يسال عنه نائل كان الشجر و الأرض و الزيتون و الليمونة التي زرعها بالقرب من البيت، و بعد ان توفيت الوالدة أصبح يسأل باستمرار عن قبريهما ويوصينا ان نقرأ يوميا الفاتحة باسمه لأبي و أمي"

 

و الوقت لدى نائل كما يقول شقيقه، توقف عند العام الذي اعتقل فيه عندما نزوره يسأل عن أماكن تغيرت و أشخاص توفوا في البلد و مناطق لم يعد لها اثر، و ويتحدث عن ادق التفاصيل في القرية".

 

وتتأمل العائلة ان يخرج نائل في القريب العاجل، الا ان هذه الفرحة برأي البرغوثي ستكون منقوصة لأنه لن يجد أكثر الناس الذين يحبهم على قيد الحياة، فالوالد و الوالدة و العم و العمة و الخالة و الخالات توفوا ولم يبق منهم احد.

 

يقول البرغوثي:" نحن نأمل ان يخرج نائل و كل الأسرى و ان يكون نائل أول أسير وأخر أسير يقضي 33 عاما في السجن".