خبر الحرب الباردة كيف نديرها ؟!..كتب: محمد نافذ السوافيري

الساعة 09:23 ص|08 ابريل 2010

الحرب الباردة كيف نديرها ؟!..كتب: محمد نافذ السوافيري

يعتبر الإعلام هو أحد وسائل الحرب الفاعلة ولكنه يصنف ضمن مصنفات “الحرب البادرة” التي يقف القلم فيها مقام البندقية وتقف الكاميرا مقام القنبلة، فالحرب الإعلامية تتزايد حدتها مع تصاعد ظهور الفضائيات بشتى أطيافها وأشكالها وفق خطط مدروسة ولا مدروسة.

فقد استفادت أمريكا وأوروبا وتواصلت على خطهم (إسرائيل) بقدر كبير بتوجيه الحروب عبر الإعلام فليس بعيداً عنا ما نسمعه من أخبار والأقرب إلينا هو ما تشنه (إسرائيل) بشكل شبه يومي من حرب إعلامية باردة فتصبح حرباً نفسية واقتصادية واجتماعية تهدف من خلالها هز كل أركان الإنسان الفلسطيني الصامد المقاوم، فهي بذلك تستفيد لتحقيق مآربها.

ولكن التساؤل المطروح أين الإعلام الفلسطيني والعربي من استخدام مثل هذه الحروب الباردة ؟! .. للأسف فإن الإعلام العربي يحارب نفسه ويحارب شعبه عبر الترويج لسياسات الغرب وأفكاره وسمومه.

لذا فإن الأمل لا يزال معقوداً على الإعلام الفلسطيني للدفاع عن شعبه ووطنه عبر محاربة الاحتلال من خلال هذا المجال الواسع، فإن المطلوب من وسائل الإعلام الفلسطينية أن تضع استراتيجيات فعالة تصلح بأن تشكل من خلالها حالة حرب إعلامية ضد الاحتلال ولا نرجو هنا أن تكون وسائل إعلامية صفراء بل تكون على قدر من المسؤولية في انتقاء المصطلحات التي من شأنها أن تبرر مقاومة الشعب المقهور وتضع العدو في قفص الاتهام.

فكما تهتم وسائل الإعلام الفلسطينية التي تحترم نفسها بانتقاء مراسلين ومحررين ومدققين مهنيين وجيدين، فإن من الأجدر بها أيضاً أن تستعين بخبير في القانون الدولي والإنساني ليرسم سياسة قانونية لانتقاء المصطلحات القوية فبذلك تكون وضعت أول لبنة في جدار الممانعة الإعلامية الفلسطينية.

وإذا لم يكن ذلك بالمستطاع لهذه الوسائل الإعلامية فإن الكثير من الناشطين في مجال حقوق الإنسان أعتقد أنهم جاهزون لتقديم دورات وأكثر بما لديهم من خبرات في مجال القانون الدولي والإنساني التي تخدم الصالح العام ، وتجعل من الإعلام الفلسطيني رأس حربة في مقاومة الاحتلال.

وأخيراً .. إن الإعلام الفلسطيني بما يقدمه صحفيوه من تضحيات وحصد للجوائز العالمية قادر وبجدارة أن يقود حرباً إعلاميةً يكون فيه هو المنتصر لأننا تعلمنا أن الحق لا يسقط بالتقادم مهما كان.