خبر مثل درع على ظهر سابح -آرتس

الساعة 10:00 ص|07 ابريل 2010

مثل درع على ظهر سابح -آرتس

بقلم: أمير أورن

 (المضمون: اذا أصرت اسرائيل على مخالفة الولايات المتحدة في عدم سعيها الى تسوية مع الفلسطينيين والعرب فانها تضعف نفسها بذلك لان الولايات المتحدة ستراها عبئا لا ذخرا - المصدر).

وقع خمسون جنرالا وادميرالا من متقاعدي الجيش  الامريكي، في الاسبوع الماضي على عريضة تأييد لاسرائيل. وقد شهدوا صدورا عن خبرتهم المهنية وزيارتهم للجيش الاسرائيلي أن "أمن اسرائيل مهم جدا لسياسة الولايات المتحدة في الشرق الاوسط وفي الحوض الشرقي للبحر المتوسط. ان اسرائيل قوية آمنة هي ذخر يمكن أن يعتمد عليه المخططون العسكريون والزعماء السياسيون الامريكيون. اسرائيل ديمقراطية تشاركنا التزام الحرية وسلطة القانون".

        يذكر الضباط الكبار المتقاعدون "قيما مشتركة وتهديدات مشتركة"، مثل الارهاب ونشر سلاح الابادة الجمعية، لكن يكفون أنفسهم عن تناول جوهر الاختلافات بين واشنطن والقدس. المنظمة التي صيغت ونشرت بمبادرة منها الرسالة المعلنة، جنسا ("المعهد اليهودي لشؤون الامن القومي")، عالمة جيدا بالسابقة: رسالتها بتوقيع خمسين جنرالا وأدميرالا متقاعدين في تشرين الاول 2000 وفحواها الدفاع عن الجيش الاسرائيلي في جهوده لقمع العمليات التفجيرية. الفرق بين الرسالتين بارز. فالموقعون هذه المرة لا يؤيدون سياسة حكومة بنيامين نتنياهو لكنهم يبلغون فقط عن تأثرهم بمحادثين اسرائيليين "مصممين على الدفاع عن بلدهم والسعي الى سلام عادل عملي". اهتمامهم الرئيس هو الاحتجاج على الانطباع الذي قد ينشأ حتى على أثر كلام نسب الى الجنرال ديفيد باتريوس (وانكر)، وكأن اسرائيل عبء لا ذخر.

        من الحسن وجود منظمة مثل جنسا، غايتها ازالة الغربة بين القيادة في الخدمة الفاعلة وفي التقاعد وبين الجماعة اليهودية الامريكية ووزارة الدفاع الامريكية واسرائيل. ومن الحسن ايضا أن الضباط المسرحين الذين يزورون اسرائيل مع زوجاتهم في رحلات جنسا ويحظون بجولات وتوجيهات رائعة، يعبرون عن رأي ايجابي أمام أصدقائهم وفي وسائل الاعلام أحيانا أيضا كمحللين عسكريين. وأفضل من ذلك فهم ما لا يقولونه في الرسالة التي تتجاهل جميع الكلمات الآتية: "الفلسطينيين"، و "المناطق" و "القدس" و "البناء".

        في منتصف السبعينيات دهشت اسرائيل لتبين أن تأثر الضباط الامريكيين بالجيش الاسرائيلي لا ينتقص من عداوتها عند الآخرين من القيادة العسكرية نفسها، بسبب الحاجة الاسرائيلية التي يصحبها التزويد بمعدات عسكرية في حرب يوم الغفران وبعدها. ان النقص من المواد العتيدة سبب قرارا سياسيا مخالفا لرأي القادة، على غزو مخازن الجيش الامريكي في اوروبا والانتقاص منها لمصلحة اسرائيل. قضى رئيس القيادات المشتركة، الجنرال جورج براون ان اسرائيل من جهة عسكرية عبء لا ذخر. كانت تلك طريقا ضيقة تبسيطية للنظر في المهمة الرئيسة وهي الدفاع عن اوروبا في وجه غزو سوفياتي؛ وهي طريقة رجل عسكري يحصر عنايته في مسؤوليته عن مجاله المحدد ويترك لقادته تقديرات أوسع.

        منذ انقضاء الحرب الباردة أصبح وضع اسرائيل أكثر لطفا. أصبح الشرق الاوسط الحلبة الرئيسة، مع صلة متبادلة معقدة بين الاوساط والقضايا فيها. يمكن أن تقوم مستويات مختلفة متناقضة في وقت واحد: فاسرائيل قادرة على أن تكون اسهاما في العمليات وتشويشا استراتيجيا. يحسن الكف عن عرضها على أنها حاملة طائرات برية: فعندما تصبح حاملة طائرات قديمة متعبة تصبح صيانتها باهظة جدا وتصبح خردة أو متحفا عائما. كذلك يسلك الجيش الاسرائيلي السلوك نفسه كما مع طائرات "فانتوم"، وكانت فخر سلاح الجو لحينه. عندما شاخت كفت عن ملاءمة الحاجات القتالية وفقدت جدوى استعمالها واعداد طياريها وموجهيها. ومثل آخر: أنظر في قيمة جيش لبنان الجنوبي. ان ما يكون مجديا في ظروف  ما يكون في غيرها لا حاجة اليه بل مضرا. ان ثقل الدرع التي غايتها الدفاع عن جندي من المشاة في الميدان قد يغرق سابحا في البحر.

        لا يكفي الحنين الى الماضي والتراث. لا تستطيع اسرائيل أن تسلك سلوك ابنة الاخ المتسرعة للعم سام وان تنتظر ان يسلكوا معها بتسامح  من غير ارسالها للفطام، واقتطاع مصروف جيبها والاثقال عليها آخر الامر بالوكالة. انها مخولة أن تهتم بأمنها لكن لا يحل لها أن تقرر مبلغ كونها ذخرا للامريكيين. الرمز في رسالة الجنرالات واضح: يجب عليها ان تبرهن على شراكة في القيم ايضا لا في التهديدات والرد العسكري فقط، لان بحث قضايا السلام والحرية وحقوق الانسان يتم في صعيد يختلف عن الصعيد الأمني. ان سياسة حكومة نتنياهو التي تصر على التشويش على احتمالات التسوية وتسكين النزاع تضعف قوة اسرائيل.