خبر غزة: « الزراعة » تنفذ خطة لتحقيق الأمن الغذائي

الساعة 07:50 ص|05 ابريل 2010

فلسطين اليوم : غزة

استحوذت مهمة تحقيق الأمن الغذائي لسكان غزة على جل اهتمام الحكومة في غزة منذ منتصف حزيران(يونيو) 2007 إذ عمدت وزارة الزراعة إلى استصلاح وزراعة مساحات واسعة من أراض كانت تشغلها مستوطنات اليهود التي رحل عنها الاحتلال.

وتتوقع الحكومة أن يتسنى لها عبر استغلال أراضي المستوطنات السابقة (المحررات) خلال سنوات قليلة توفير الأمن الغذائي لقطاع غزة، خصوصا بعد نجاحها منذ مطلع 2008 في زراعة مئات آلاف الأشتال والأشجار المثمرة في هذه المناطق.

وقال مسؤول التخطيط والسياسات في وزارة الزراعة بغزة نزار الوحيدي :" إن سياسة الوزارة تقوم على استبعاد زراعة المحاصيل التصديرية، مثل الزهور والتوت الأرضي اللذين يحتاجان لكميات كبيرة من المياه، موضحاً أن التركيز يتجه على زراعة أشجار الفواكه واللوزيات وأشجار الزيتون والخضروات، وإقامة أحواض لتربية الأسماك وتوزيع كميات كبيرة منها مجانا على المزارعين المتخصصين.

واعتبر الوحيدي خلال جولة في منطقة المستوطنات السابقة (المحررات) أن من ابرز الإنجازات التي حققتها الوزارة هو التركيز على زراعة عدد كبير من الدفيئات "الصوبات" بمحاصيل الزراعات العضوية الخالية كليا من الأسمدة الكيماوية.

وقال :"إن الوزارة شرعت منذ العام الماضي بزراعة مساحات واسعة من المحاصيل المعتمدة على كميات كبيرة من السماد العضوي المنتج في محطة "القسطل" المقامة على أرض ما كان يعرف بمستوطنة "كفار داروم" وسط قطاع غزة".

وبين الوحيدي أن الزراعات العضوية تتميز بوفرة الإنتاج وقلة استهلاكها للمياه، لافتاً إلى أن قرابة 1300 مزارع في الضفة الغربية يتواصلون مع الوزارة لتلقي إرشادات حول الزراعة العضوية.

وأوضح انه تم حتى الآن زراعة نحو 1500 دونم ضمن مناطق المحررات بأشجار الفواكه واللوزيات والخضار إضافة إلى زراعة ثلاثين صنفاً من الأعشاب والنباتات الطبية والعطرية وإنشاء محطات لتربية الأسماك والمشاتل الخاصة بزراعة أشتال الزيتون وفسائل النخيل وأشتال الفواكه.

ولفت إلى أن إجمالي مساحة الأراضي الزراعية في قطاع غزة يقدر بنحو 174 ألف دونم، منها 70 ألفاً مزروعة بالخضار و40 ألفاً بالمحاصيل الحقلية والمساحة المتبقية مزروعة بأشجار الفواكه، وأن نسبة الفائض من الخضار في غزة تقدر بنحو 30 ألف طن سنوياً. وأوضح أن آليات الاحتلال جرفت خلال العدوان الأخيرة 22 ألف دونم من الأراضي الزراعية، كما أعدمت نحو نصف مليون شجرة.

 

وقال الوحيدي إن الوزارة تسعى إلى زراعة 4 آلاف دونم في مناطق المحررات، لإنفاذ سياسة تحقيق الأمن الغذائي في غزة، لافتاً إلى أن الوزارة أنتجت عشرات الآلاف من الأشتال المثمرة، إضافة إلى مليون شتلة زيتون ونحو 15 ألف شتلة نخيل.

وكانت السلطة الفلسطينية عملت عقب انسحاب الاحتلال من قطاع غزة في أيلول (سبتمبر) 2005 على زراعة الدفيئات الزراعية القائمة على أراضي المستوطنات سابقا، بالمحاصيل التصديرية، وتمكنت من إنتاج كميات وفيرة من هذه المحاصيل، لكن الاحتلال حال وتصدير الجزء الأكبر من هذه المنتجات، عبر إغلاق المعابر، ما أفضى إلى إفشال المشروع الذي رصدت له السلطة نحو 33 مليون دولار.

ويقدر مسؤولون إجمالي ما استثمرته الحكومة بغزة في مناطق المستوطنات السابقة بنحو 7 ملايين دولار.