خبر د.شلَّح للشعب التركي: ما يجري بالقدس فرصةٌ أخيرة في صراعنا مع العدو

الساعة 05:33 م|04 ابريل 2010

        د.شلَّح للشعب التركي: ما يجري بالقدس فرصةٌ أخيرة في صراعنا مع العدو

فلسطين اليوم : اسطنبول

أكد الدكتور رمضان عبد الله شلَّح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، ما يجري في القدس اليوم هو الفرصة الأخيرة لنا في الصراع مع الصهاينة وهو اختبارٌ لنا في ديننا، ومروءتنا، وأخلاقنا، وإنسانيتنا، مبيِّناً أن علينا نصرة المدينة المقدسة من الخطر الداهم الذي يتهددها، كي نثبت أننا أمة مازالت على قيد الحياة.

وقال الدكتور شلَّح خلال كلمةٍ ألقاها عبر الهاتف في مهرجان "أيام التضامن مع القدس" في اسطنبول مساء اليوم الأحد،:" إن إسرائيل لا تعمل في الخفاء ومخططاتها وأفعالها معلنة، وإذا قدِّر لها أن تحقق أهدافها بابتلاع وتهويد القدس، فستفتح طريقها وتفرض هيمنتها على كل عواصم الأمة، على اسطنبول وأنقرة، والقاهرة، ودمشق، وعمان، والرياض، وكل العواصم، بل إن طريقها ستفتح إلى مكة والمدينة ..".

وطالب د. شلَّح بـ"رؤية وثقافة جديدة تجعل من القدس والعمل من أجل تحريرها، قضيةً حيَّة في كل بيت، وفي كل شارع، وكل مؤسسة، وكل مسجد، وكل مكان في عالمنا الإسلامي".

واستصرخ الأمين العام للجهاد الإسلامي الشعب التركي المسلم باسم المقدسيين أن يواصلوا جهدهم المبارك وعطاءهم الفريد لنصرة مدينة القدس ومسجدها السليب، قائلاً:" يا أهلنا في تركيا الإسلام والتاريخ والحضارة، هذه صرخة القدس من أهل القدس، أهل فلسطين، نبعثها لكم في اسطنبول وسائر مدن ونجوع تركيا الحبيبة.. يا إخوتنا الأحرار: القدس أمانة الله.. أمانة الإسلام.. أمانة الإنسانية في أعناقكم، فهل نحافظ جميعاً على الأمانة؟".

وفيما يلي نص الكلمة كاملةً:-

بسم الله الرحمن الرحيم

·        إنقاذ القدس لا يتم من خلال حفنة دولارات

·        لابد من رؤية جديدة وثقافة جديدة، تجعل من القدس والعمل من أجل تحريرها، قضية حية في عالمنا الإسلامي

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه.

الأخوة والأخوات الكرام في أسبوع القدس..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أحييكم جميعاً، وأدعو الله أن يبارك بجهودكم في التضامن مع القدس وفلسطين، ومن خلالكم أحيي الشعب التركي الشقيق في إيمانه العميق وتعاطفه الشديد مع قضايا الإسلام والمسلمين وعلى رأسها قضية فلسطين والقدس..

أيها الأحرار الغيارى على دينكم وأمتكم ومقدساتكم، قبل أيام انعقدت قمة عربية في زمن تهويد القدس، وللأسف لم يكن في القمة أحد على مستوى القمة ومستوى القدس إلا الزعيم الضيف، رئيس وزراء تركيا الشجاع والمحترم، السيد رجب طيب أردوغان، الذي لامس بموقفه المتميز في القمة قلوب وضمائر وعقول كل الشرفاء والأحرار في العالم، فبوركت أمة، وبورك شعب أنجب رجب طيب أردوغان وأمثاله.

الأخوة والأخوات..

كلنا ندرك اليوم أن القدس في خطر، وفلسطين وشعب فلسطين، والمسجد الأقصى في خطر، لكن إزالة هذا الخطر وإنقاذ فلسطين والقدس والمسجد الأقصى، لا يتم من خلال حفنة أو بضعة ملايين من الدولارات كما خرجت علينا القمة.. هذه الدولارات لن تقدم أو تؤخر في تحديد مصير القدس.. وهي أولاً وأخيراً لن يسمح لها بدخول القدس لعمل أي شيء فيها دون إذن إسرائيل، التي تعتبر القدس مضمومة لها من عام 1980، أو كما قال نتنياهو "إن القدس ليست مستوطنة، والبناء فيها مثل البناء في تل أبيب".

الأخوة والأخوات الكرام..

إسرائيل تنفرد الآن بتحديد مصير القدس، والأمة في لا مبالاة، أو غفلة، أو في نوم عميق.. والعالم في ظل الهيمنة الأمريكية، أصبح غابة تحكمه شريعة الغاب، شريعة القوة، ولا مكان فيه للضعفاء. ما تفعله إسرائيل بالقدس اليوم لا يخفى عليكم، ولديكم التفاصيل المتعلقة بالاستيطان، ومصادرة الأراضي، وهدم البيوت، وترحيل أهلها، وسحب بطاقات الهوية من سكان القدس، وتهويد معالم المدينة، وعزلها عن محيطها في الضفة الغربية، واختراع وتزييف معالم جديدة لإضفاء الطابع اليهودي على المكان.. بالأمس كنيس الخراب، وقريباً كنيس جديد باسم "مجد إسرائيل" لا يبعد مائتي متر عن المسجد الأقصى، فيما الحفريات والأنفاق تحت المسجد الأقصى لا تتوقف، لأنها الوسيلة والسيناريو الذي سيتم هدم المسجد الأقصى من خلاله وإعادة بناء هيكلهم المزعوم.

الأخوة والأخوات..

ما يجري في القدس اليوم هو الهجوم قبل الأخير على عروبة وإسلامية المدينة المقدسة. وما يجري في القدس، هو الفرصة الأخيرة لنا في هذا الصراع، لإثبات أننا أمة مازالت على قيد الحياة. ما يجري في القدس هو اختبار لنا في ديننا، ومروءتنا، وأخلاقنا، وإنسانيتنا.

إن إسرائيل لا تعمل في الخفاء ومخططاتها وأفعالها معلنة، وإذا قدر لها أن تحقق أهدافها بابتلاع وتهويد القدس فستفتح طريقها وتفرض هيمنتها على كل عواصم الأمة، على اسطنبول وأنقرة، والقاهرة، ودمشق، وعمان، والرياض، وكل العواصم، بل إن طريقها ستفتح إلى مكة والمدينة، ولن يمر وقت طويل حتى يطالب اليهود بضم خيبر وبني النضير وغيرها من المستوطنات القديمة في أرض الحرمين إلى قائمة التراث اليهودي كما فعلوا بالمسجد الإبراهيمي في الخليل، ومسجد بلال في بيت لحم، وكما ستفعل مع المسجد الأقصى إن بقينا على هذا الحال.

الأخوة والأخوات الأعزاء..

في الختام، نبارك جهودكم ودعمكم ووقفة العزة الشجاعة مع أهلنا في غزة والقدس وكل فلسطين، لكننا نقول إن حجم الخطر الذي يحدق بالقدس اليوم، يجعلنا نقول نحن بحاجة إلى رؤية جديدة وإرادة جديدة لإدارة الصراع مع الكيان الصهيوني. إدارة عنوانها عدم الاستسلام للأمر الواقع الذي يفرضه الصهاينة بقوة العنف والإرهاب ويتحدون العالم كله.

لابد من رؤية جديدة وثقافة جديدة، تجعل من القدس والعمل من أجل تحريرها، قضية حية في كل بيت، وفي كل شارع، وكل مؤسسة، وكل مسجد، وكل مكان في عالمنا الإسلامي.

لابد من خطوات مسؤولة وجادة على كل المستويات، وفي كل المجالات، لابد أن نتحرك جميعاً، لابد أن ننهض لإنقاذ القدس قبل فوات الأوان.

يا أهلنا الأعزاء.. يا أهلنا في تركيا الإسلام والتاريخ والحضارة، هذه صرخة القدس من أهل القدس، أهل فلسطين، نبعثها لكم في اسطنبول وسائر مدن ونجوع تركيا الحبيبة. يا إخوتنا الأحرار: القدس أمانة الله.. أمانة الإسلام.. أمانة الإنسانية في أعناقكم، فهل نحافظ جميعاً على الأمانة؟

نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,