خبر ارتفاع الذهب سبب رئيس في تأخير الزواج بالأردن

الساعة 08:29 ص|03 ابريل 2010

فلسطين اليوم-الدستور الأردنية

"شبكة الزواج" من الأمور التي سببت صداعا لرؤوس الشباب العربي وخاصة الاردني بسبب ارتفاع أسعارها ، ولا سيما بعد الزيادة المطردة في أسعار الذهب خلال الفترة الأخيرة: الأمر الذي جعل الكثير من الشباب يؤجل الزواج لفترات طويلة لحين توفير ثمنها "الشبكة" ، وهو ما قابله بعض "تجار الذهب" في عمان بأسلوب غير مألوف فيما يخص بيع وشراء الذهب ، من خلال اتباعهم بيع "الشبكة" بنظام "التقسيط" ، وذلك بعد أخذهم الضمانات الكافية من المشترين لحفظ حقوقهم.

 

أصحاب المحلات بحسب التحقيق التالي قالوا: لا زالت هذه الفكرة رائجة بين اصحاب المحلات وان الهدف واحد ، ولا زالت هذه الفكرة رائجة بين الشباب الذين طرحوها ، والى الان يطالبون في تحقيقها من التجار وهذا المطلب بالنسبة لنا تحت الدراسة والهدف واحد ، وهو إنعاش منتجاتنا من الذهب ، والشباب يتحايلون على الفقر ويبتكرون طرقا لتيسير زواجهم وبدء حياة جديدة ، والخبراء يشجعون الفكرة وينتقدون المجتمع الذي يربط بين الزواج والمال،

 

فائدة مزدوجة

 

وعن الأسباب التي دفعت أصحاب محلات الذهب لهذا الأسلوب ، يقول محمد محمود أحد أصحاب محلات بيع الذهب التي تتبع هذا الأسلوب: سببان رئيسيان دفعانا لاتباع هذا الأسلوب ، أولهما محاولة إنعاش سوق الذهب التي أصابتها أسعار الذهب المرتفعة بالركود ، والثاني: تيسير إجراءات الزواج على الشباب والذي تعد "الشبكة" واحدة من أهم العقبات في طريق إتمامه.

 

واضاف: لقد واجه تطبيق بيع الشبكة بالتقسيط عددا من الصعاب ، باعتباره طريقة جديدة لبيع الذهب ، ولكن مع مرور الوقت بدأنا نستفيد من الأخطاء السابقة ، وبدأ الكثير من محلات بيع الذهب بالإقبال عليه.

 

ويؤكد محمد أن كل أصحاب المحلات لا يشترطون سوى شرط واحد هدفه ضمان حقوقهم ، وهو أن يكون المشتري معه شخص يضمنه ، ويشترط أن يكون هذا الضامن موظفا حكوميا ، يحصل منه على أجر شهري ، حتى يستطيع أصحاب المحلات ضمان حقوقهم ، وفي حالة توافر هذا الشخص يستطيع المشتري أن يحصل على أي شبكة مهما كان ثمنها ، ما دام أن الأجر الشهري لـ"الضامن" يمكن أن يغطي القسط الشهري للشبكة.

 

مع الشباب

 

وعن فكرة شراء شبكة العرس بالتقسيط يقول نور الدين ابو شملة احد الشباب المقبلين على الزواج: أنا شخصيا جئت لهذا المحل بدافع الشراء بالتقسيط ، وذلك بعد أن أنفقت كل ما لدي في تجهيز الشقة ، ولم يتبق معي نقودا لشراء "الشبكة" ، خاصة أن حفل الزفاف بعد شهر واحد فقط.

 

واضاف: إلا أن أهل زوجتي لم يوافقوا على تلك الفكرة: بحجة أن هذا التقسيط سوف يؤثر على حياة ابنتهم المستقبلية: بحجة إرتباطي بأقساط شهرية يتعين علي تسديدها من راتبي الشهري.

 

في حين أبدى علاء ابو رمزي اعتراضه على هذه الفكرة ، مستبعدا إمكانية لجوئه إليها بقوله: "لن ألجأ لهذا الأسلوب في شراء الشبكة ، لا أريد ان أزيد اعبائي من الأقساط الشهرية".

 

في حين قال الاستاذ عبود أنه وافق على هذه الفكرة غير أن خطيبته رفضتها ، وعللت رفضها بخوفها من أن يعيرها الآخرون بأن الشبكة جاءت بالتقسيط.

 

الفقراء أكثر إقبالا

 

ويتفق محمد احمد - صاحب محل ذهب - مع زميله أبوحسين بقوله: أؤكد أن الذين يشترون الشبكة بالتقسيط يكون شراؤهم لها راجعا إلى الخوف من لوم الناس. وحدث أن اشترى مني عروسان شبكة بهذا النظام في شهر تموز العام الماضي ثم فوجئت بهما عند قدومهما إلي لدفع القسط وقد باعا "الشبكة" ، وعندما استفسرت منهم عن هذا الأمر قالا: استفدنا بثمنها في تسديد ديون كثيرة كنا مطالبين بها ، وهي متعلقة بتكاليف الزواج.

 

فكرة جديدة ولكن

 

من جهته يرى رأفت أنها فكرة جيدة لأنها وسيلة لتيسير زواج الشباب ، مشيرا إلى أن هناك أفكارا أخرى لا تزال تتحكم في سلوكياتنا بخصوص الزواج ، ولو تم نسفها فسيتيسر الزواج بصورة أكبر ، فلا يزال الناس في العالم العربي - ومصر بشكل خاص - يربطون الزواج بتوافر الأموال ، وهذا ليس له علاقة بحكمة الزواج التي - للأسف - يدركها العالم الغربي بشكل أفضل منا.

 

ويحكي رأفت قصة تؤكد هذا المعنى ، حيث كان يجري حديثا عبر الإنترنت (شات) مع متخصصة أميركية في العلوم الاجتماعية ، وأبدى لها قلقه من موضوع صحافي قرأه يقول إن عدد العوانس في الاردن وصل إلى النصف واكثر ، وعندما سألته الأميركية عن السبب في ذلك قال: عدم توافر الأموال التي تساعد الشباب على الزواج: فردت عليه بقولها: وما العلاقة بين المال والزواج؟ فالزواج عندنا لا يحتاج إلى أموال ، فالزوجة إما تنتقل للعيش مع الزوج في المنزل الذي يقيم فيه قبل الزواج دون التقيد بضرورة تجهيزه بأثاث جديد ، أو ينتقل الزوج إلى منزل الزوجة.

 

ويتابع: هذا هو الزواج في الغرب ، أما عندنا فيحتاج إلى تكاليف كثيرة تبدأ بالبحث عن بيت بمواصفات معينة ، وتجهيزها بأثاث له مواصفات أخرى ، هذا فضلا عن ثمن الشبكة وتكاليف حفل الزفاف.

 

أما الدكتورة لميس فترى أن هذه الفكرة وإن كان هدفها نبيلا وهو تيسير الزواج ، فإنها ستأتي بنتيجة عكسية: لأن فكرة التقسيط ستشجع بعض الفتيات على المغالاة في ثمن الشبكة ، بمعنى أنه إذا كان الزوج خصص - مثلا - الفين دينار ثمن الشبكة ، فإن الزوجة قد تقول له ادفع اربعة الاف كمقدم لشبكة ثمنها 6 آلاف دينار.

 

وتؤكد على ضرورة أن تراعي الفتيات ظروف الشباب ، حتى لا تتحول الشبكة إلى شرط تعجيزي يسبب فشل الزواج: فأحد أهم أسباب فشل الكثير من مشروعات الزواج الاهتمام المبالغ فيه بالكماليات ، حتى تحولت إلى ضروريات لا يقوم الزواج بدونها.

 

وقالت الاستاذة ايمان حمدان: انا وخطيبي متفقان على استلاف ذهب زميلتي وزوجها صديق زوجي وبعد اتمام الزواج نرجعه لهما ، خوفاً من تاخر خطيبي عن السفر لانه يعمل في السعودية. وارتفاع الاسعار بشكل عام يواجه الافراد جميعا على جميع المستويات. ارتفاع الشقق السكنية وارتفاع الذهب عاملان في تأخير الشباب عن الزواج.