خبر المفتي العام: المرابطون في الأقصى أحبطوا مخططات الاحتلال

الساعة 03:46 م|02 ابريل 2010

 فلسطين اليوم-القدس المحتلة

قال الشيخ محمد حسين مفتي القدس والديار الفلسطينية: إن أهل القدس برباطهم وصمودهم وثباتهم افشلوا وأحبطوا مخططات الاحتلال وجماعاته اليهودية المتطرفة في اقتحام المسجد الأقصى وتنفيذ مخططاتهم الخبيثة فيه، مُشدداً على أهمية الوحدة ورص الصفوف والتعاون في القدس للوقوف بوجه المؤامرات.

 

وقال، في خطبة صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، اليوم، أنه 'تتزاحم على بوابات القدس هذه الأيام أحداث كثيرة كلها تتعلق بالمدينة ومقدساتها وخاصة الأقصى المبارك، منها ما يولي القدس أهمية كما هم أهلها المرابطون، ومنها من يطمع بالمدينة كما يخطط المستوطنون والمحتلون، ومنها ما يُعلن على مستوى الأمة في مؤتمر قمة قادتها، فأين القدس من هذه الأحداث؟'.

 

وأوضح أن المرابطين في القدس هم ذرية المسلمين منذ أن بشّرها رسولها الأكرم صلى الله عليه وسلم بالرباط والثبات في هذه الأرض'.

 

وقال موجها حديثه للمصلين في الأقصى: 'فأنتم أهل الرباط الذين تنطبق عليهم الآية الكريمة بأحكامها: 'يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون'، وقال: 'نسال الله أن نكون من المرابطين الصادقين في رحاب المسجد الأقصى، وعلى بوابات القدس الطاهرة في هذه الأيام والى أن يرث الله الأرض ومن عليها. فهذا وعد الله وبشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم'.

 

وأضاف: 'علينا واجب كبير لا بد من تحقيقه أمام كل الأحداث، إذْ لا بدّ أن نكون بموقفٍ وصفٍ وقولٍ واحدٍ، وبتعاون تام حتى نحافظ على قدسنا ومقدساتها وعلى عقاراتها وأرضها وأحيائها'.

 

وتابع الشيخ حسين: 'لقد اشتدت حملات الاستيطان في هذه المدينة وفي سائر أرضنا ولقد زادت هذه الهجمة حتى كادت تكون هجمة يومية على المقدسات وعلى الأرض وعلى أحياء المدينة'.

 

وشدّد على 'أن شعبنا المرابط، الذي يتمسك بالقيم وبكل المبادئ والتضحيات، إنما يتمسك بها انطلاقا من عقيدته ومسؤوليته وشعوره بأن هذه المدينة ومقدساتها وكل ذرة تراب فيها هي أمانة في أعناقنا، مما يستوجب علينا أن نكون على قدر هذه الأمانة وأن نكون جديرين بها وبالمحافظة عليها ورعايتها، كما أن الواجب يملي على كلٍ منا أن نكون يدا واحدة ووحدة واحدة وان نتعاون بكل ما يحفظ أرضنا ومقدساتنا'.

 

وبيّن أن وحدة الشعب هي حجر الأساس في المحافظة على هذه القضية لأن تبقى قضية حيّة يتذكرها العرب والمسلمون والعالم جرّاء صبر وتضحيات أهلها وثباتهم، مؤكداً أن  هذا لا يتم إلا بتضافر كل الجهود على هذه الأرض الطاهرة.

 

وتابع: 'نعم إننا  في هذه الديار وفي هذا المسجد نؤكد للقاصي والداني وللعدو والصديق بأن المسجد الأقصى جزء من عقيدتنا وعبادتنا ومن تاريخنا وحضارتنا فلن نفرط فيه مهما الصعاب، وأن هذه المدينة مدينتنا فتحها العمر فاروق وصحابته الكرام وحررها الناصر صلاح الدين وسيبقى الأحفاد والأبناء هم المرابطون والصامدون فيها الذين يدافعون عنها بصدورهم العارية حتى يردوا اعتداء المعتدين'.

 

ودعا المرابطين في القدس والمسجد الأقصى بأن يجعلوا من أيامهم برامج وأعمالا واضحة، وأوقات للطاعة والتردد على المسجد الأقصى على مدار الأيام والزمان، وأن يجعلوه رحيلهم وحجهم إلى القدس وشد الرحال إلى الأقصى بشكل دائم ومتواصل.

 

وقال: 'يقع على العالم الإسلامي والمسلمين مسؤولية لا بد من القيام بها، وجدير بمنظمة المؤتمر الإسلامي أن تكون على مستوى هذه الأحداث وأن تدعو دائما إلى التقاء قادة الأمة لكي يساعدوا المناضلين والصامدين والصابرين والمرابطين في هذه الديار، فهذه الديار أمانة هذه الأمة، ولا بد من تضافر جهود كل المرابطين وكل جهود الأمة العربية والإسلامية للنهوض بهذه الأمانة والمحافظة على هذه الديار التي تمر بظروف عصيبة وساعات حرجة'.

 

وأضاف أن 'المسجد الأقصى والقدس تعرضا في الأسابيع الماضية إلى محاصرة جنود الاحتلال بل من اقتحامات من هؤلاء الجنود والمتطرفين لهذا المسجد، ووزعوا المنشورات التي تدعو أهالينا إلى الرحيل عن القدس، بل نشروا من خلال وسائل إعلامهم بأنهم يريدوا أن يقتحموا المسجد الأقصى، ولكنكم، برباطكم وشد رحالكم من سائر الأرض الفلسطينية، كنتم السدّ المنيع في هذا المسجد'.

 

ولفت إلى وجود بعد آخر لا بد من المحافظة عليه والأحداث تتزاحم على بوابات القدس، وهو البعد العربي الذي شهد الأسبوع الماضي التئاما لمؤتمر قادتهم وحمل اسم القدس، وقال: 'نحن نريد لهذه التسمية ترجمة على أرض الواقع وأن تنفذ كل القرارات التي اتخذت في المؤتمر على أرض القدس وفلسطين.

 

وشدد مفتي القدس على أن الأوضاع في المدينة وسائر الأرض الفلسطينية وصلت إلى حد الخطورة والتي تستدعي الجهد الفلسطيني في ظل الجهد العربي والإسلامي.

 

وأكد 'أن أهل هذه الديار أخذوا على عاتقهم أن يكونوا المرابطين والصامدين فيها، ولكن دعم الإخوة ووقوفهم إلى جانبنا في هذه الظروف يعين على الصبر والرباط والصمود'.