خبر السفير البريطاني في عمان : أزمة إسرائيل عميقة بالفعل

الساعة 06:50 ص|01 ابريل 2010

السفير البريطاني في عمان : أزمة إسرائيل عميقة بالفعل

فلسطين اليوم – وكالات

كتب السفير البريطاني في عمان جيمس وات في مدونته على شبكة الانترنت مقالا بعنوان "هل ستبدأ الأوضاع بالتحسن؟" أشار فيه إلى أن التأكيدات اليهودية غير المستندة إلى الحقيقة على الإطلاق مثل التأكيد على أن الشعب اليهودي قد بنى مدينة القدس قبل 5000 سنة تؤكد بالضرورة غياب المنطق السليم أو المحتوى الحقيقي للجدل المطروح.

واستغرب وات تقبل الجمهور الغربي ولفترة زمنية طويلة ادعاءات كهذه بدون بحث معتقدا أن السبب وراء ذلك يكمن في أن الجمهور الغربي كان يأمل بالتوصل في مرحلة ما وببعض الجهود الدبلوماسية القوية لتسوية معقولة مع السكان الفلسطينيين الأصليين.

وبين أن تسوية كهذه كانت قاب قوسين أو أدنى وذلك في أوساط التسعينيات ولكن التراجع المأساوي في عملية السلام الذي حصل بعد ذلك قد دفع بلا شك الجمهور الغربي وغيره من الجماهير لتحدي المنطق الصهيوني برمته حيث لا تجد خارج إسرائيل أحداً إلا قلة قليلة ممن هم على استعداد لتبني المنطق الصهيوني كما يقدم لهم بدون مناقشة.

وفيما يلي نص المقال :

لقد كان الأسبوع الماضي أسبوعا غير اعتيادي حيث أن الدراما التي حدثت في واشنطن كانت نقطة تحول إن لم تكن في منهجية الحكومة الإسرائيلية فبالتأكيد في صبر الإدارة الأمريكية على إسرائيل. هذا وقد خلا خطاب رئيس الوزراء نتانياهو أمام الايباك AIPAC من أية أشارة إلى أن حكومته قد تلقت تحذيرا شديد اللهجة من قبل الرباعية الدولية في بيانها الذي صدر عقب اجتماعها الأخير في العاصمة الروسية موسكو.

كما لم يشر نتانياهو أيضا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية قد أشارت على مدى من الزمن وبكل وضوح إلى أن سياسة إسرائيل الاستيطانية وعلى الأخص طرد السكان العرب من القدس الشرقية تعد عقبة حقيقية أمام السلام الذي تنظر إليه الولايات المتحدة ودول مثل بريطانيا ليس فقط كعنصر هام لأمنها القومي وإنما أيضا كخطوة أساسية لتحقيق العدالة وحكم القانون.

لا شك أن تصفيق أعضاء منظمة الايباك AIPAC قد أعطى شعورا بالنشوة الغامرة كما هو الحال عادة ولكن الصحوة من تأثير هذا الانتشاء قد جاء لاحقا في البيت الأبيض. ولكن المشكلة الرئيسية تستمر بالظهور بسبب الجدل الذي تطرحه إسرائيل نفسها حيث أنه بغض النظر عن المحتوى العاطفي يجب أن يكون هنالك ارتباط بالحقائق والتفكير السليم ومبادئ الأخلاق المشتركة لكي يستقيم الجدل مع الجمهور غير الصهيوني. وأنا أعتقد أن إسرائيل قد فقدت هذا الجمهور كما أن إسرائيل نفسها تظن أنها قد فقدته ولكنني أعتقد أنها لم تعمل على إيجاد السبب أو الحل.

فعلى سبيل المثال إن التأكيدات غير المستندة إلى الحقيقة على الإطلاق مثل التأكيد على أن الشعب اليهودي قد بنى مدينة القدس قبل 5000 سنة تؤكد بالضرورة غياب المنطق السليم أو المحتوى الحقيقي للجدل المطروح. والغريب في الأمر أن الجمهور الغربي قد تقبل ولفترة زمنية طويلة ادعاءات كهذه بدون بحث: أنا أعتقد أن السبب وراء ذلك يكمن في أن الجمهور الغربي كان يأمل بالتوصل في مرحلة ما وببعض الجهود الدبلوماسية القوية لتسوية معقولة مع السكان الفلسطينيين الأصليين.

لقد كانت تسوية كهذه قاب قوسين أو أدنى وذلك في أوساط التسعينيات ولكن التراجع المأساوي في عملية السلام الذي حصل بعد ذلك قد دفع بلا شك الجمهور الغربي وغيره من الجماهير لتحدي المنطق الصهيوني برمته حيث لا تجد خارج إسرائيل أحداً إلا قلة قليلة ممن هم على استعداد لتبني المنطق الصهيوني كما يقدم لهم بدون مناقشة.

إن أزمة اسرائيل عميقة بالفعل.