خبر نهاية عصر الغموض .. يديعوت

الساعة 08:33 ص|31 مارس 2010

بقلم: غيورا ايلاند

الازمة مع الولايات المتحدة تكشف للمرة الالف بان الغموض الايجابي هو بالفعل أمر ايجابي – طالما يتمتع الطرفان بوجوده. عندما يقرر أحد الطرفين، ولا سيما اذا كان قوة عظمى، ان يسمي الولد باسمه، ينشأ واقع جديد. تغيير الواقع أو تغيير قواعد اللعب هو أمر محتمل طالما كان منسقا مسبقا. التغيير يلحق ضررا كبيرا في اللحظة التي يتم من جانب الطرف القوي (الولايات المتحدة) على نحو مفاجيء، وهذا بالضبط ما حصل في اثناء زيارة نتنياهو الى واشنطن.

في كانون الاول 2000 اقترح الرئيس كلينتون خطته لحل النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني. ولم تكن هذه قائمة من مبادىء مبسطة، بل اقتراحات ملموسة، جغرافية، فنية وكمية لحل كل واحد من المواضيع الجوهرية – الحدود، الترتيبات الامنية، القدس، اللاجئين وغيرها.

منذ ذلك الحين وحتى اليوم فكرة الدولتين هي في نظر كل ادارة امريكية، وبالتأكيد ديمقراطية، اسم سري لخطة كلينتون. جوهرها هو: بين النهر والبحر ستكون دولتان (الحدود بينهما تقوم على أساس خطوط 67 مع تعديلات طفيفة)، القدس ستقسم، تفرض قيود على تسليح الدولة الفلسطينية واللاجئون بشكل عام لن يعودوا الى اسرائيل. للامريكيين، كما للطرفين ايضا، واضح أن اتفاق دائم على أساس الموافقة على الدولتين هو خطة كلينتون مع تغييرات طفيفة، ولا يهم من يكون المتفاوضون.

على مدى تسع سنوات، ثماني سنوات بوش وسنة اوباما، فضل الامريكيون  والاسرائيليون الاكتفاء بالموافقة على المبدأ الغامض للدولتين. شارون في حينه وكذا نتنياهو عرفا كيف يتعايشا مع هذا المفهوم المبسط. للولايات المتحدة ولاسرائيل على حد سواء كان مريحا الشرح بان طبيعة الاتفاق الدائم ليست معروفة، وهي ستكون خاضعة للمفاوضات بين الطرفين.

قبل نحو اسبوع قرر اوباما عدم الاكتفاء بالاسم السري والتأكد بان نتنياهو ايضا يفهم ويوافق على أن تأييد "الدولتين" معناه تأييد خطة كلينتون. الحرج كبير. رئيس الوزراء افترض بان اجوبة حقيقية، اذا كانت كهذه على اطلاق، يتعين عليه أن يقدمها فقط في المفاوضات، وها هو مطالب بان يعطيها هنا والان.

كثير كتب عن اخطاء ارتكبت حول الرحلة الاخيرة الى الولايات المتحدة. هذه اخطاء جسيمة، ولكن معظمها تكتيكي. الخطأ الحقيقي مغاير: نتنياهو يعتقد ان خطة كلينتون سيئة لاسرائيل. كما أنه يعرف بان ليس في وسعه تحقيقها، حتى لو اراد.

منذ لقائه الاول مع اوباما، قبل سنة، كان ينبغي لنتنياهو أن يقول: "خطة كلينتون غير مقبولة. ليس صدفة ردها الطرفان في العام 2000. ولما كنت اوافق على أن من المهم حل النزاع، بودي أن اعرف عليك اقتراحات بديلة او تحسينات ذات مغزى (وتوجد كهذه، ونتنياهو يعرفها جيدا). تفضل واسمح لفريق اسرائيلي – امريكي بان يدرس بسرية هذه الافكار الاخرى على مدى ثلاثة اشهر، قبل أن تبلور موقفك".

بدلا من ذلك، قبل نتنياهو رسميا خطة كلينتون (والتي هي، كما اسلفنا، التفسير الامريكي الوحيد لـ "الدولتين"). وعندما طلب اوباما فقط سماعه يقول صراحة ما قاله ظاهرا في خطاب بار ايلان، علقت الكلمات في فمه.

الاستنتاجات الامريكية اللازمة بشعة: اولا، ليس لاسرائيل أي فكرة بديلة. ثانيا، خطة كلينتون هي الحل الوحيد ولا يوجد غيره. ثالثا، رئيس وزراء اسرائيل ليس رجلا مصداقا.

المسافة من هنا الى وضع تملي فيه الولايات المتحدة خطة، وعلى رأسها جدولا زمنيا ملزما – قصيرة. وللمفارقة يمكن القول ان الاحتمال الاساس للخروج من الوضع الاشكالي ينبع من أن الفلسطينيين ايضا لا يمكنهم أن يقبلوا خطة كلينتون (اعتراف بدولة يهودية، اعلان عن انهاء المطالب والتخلي عن حق العودة). ابو مازن ما كان مستعدا حتى للبحث حتى مع اولمرت في تلك الصيغة.