خبر سقوط مهني وأخلاقي حجم الخط ..مصطفى الصواف

الساعة 06:39 ص|30 مارس 2010

سقوط مهني وأخلاقي حجم الخط ..مصطفى الصواف

ما جرى من لقاء بين من أطلقوا على أنفسهم صحفيين فلسطينيين ومجموعة من القتلة الإرهابيين في مدينة تل الربيع( تل أبيب) سواء من الصحفيين أو المتحدثين باسم قوات الاحتلال هو سقوط مهني وأخلاقي ما كان له أن يجري مهما كانت الحجج والمبررات التي سيسوقها هؤلاء، ومن يرى أن ما قاموا به يأتي في ظل السياق الطبيعي كون جزء من القيادة الفلسطينية تقوم بعمليات اخطر من التطبيع الثقافي؛ ألا وهو التنسيق الأمني والتعاون مع أجهزة المخابرات الإسرائيلية.

 

هذا اللقاء الذي قام به خمسة من الصحفيين الفلسطينيين، اشك أن يكونوا هؤلاء ينتمون لفلسطين ولأرض فلسطين، هذا اللقاء فيه طعن للصمود الفلسطيني، والمواجهة مع العدو الإسرائيلي الذي يقتل ويدمر ويسرق ويهود ويستبيح كل ما هو محرم طالما انه سيمس الفلسطينيين، هذا اللقاء المرفوض وطنياً وأخلاقياً ودينياً يجب أن لا يمر مرور الكرام، ويجب أن يتخذ بحق هؤلاء الخارجين عن الصف الوطني ما يوازي حجم الجريمة التي ارتكبوها.

 

المطلوب من الصحفيين عامة مقاطعة هؤلاء النفر الذين لا يعيرون اهتماماً للمشاعر الدينية أو الوطنية ولا يرون حرمة في إراقة الدم الفلسطيني، ويجلسون مع إرهابي كدرعي يرى أن القتل للأطفال والنساء وتدمير البيوت وغيرها أمر مشروع، المقاطعة يجب أن تكون مقاطعة حقيقية سواء في التعامل معهم أو الجلوس إليهم وزيارتهم..

 

كما أن المطلوب من الجهات الرسمية أن تفرض عليهم مقاطعة شاملة، وعدم التعاطي معهم إعلاميا، أو اجتماعيا، والأمر مسحوب على كافة القوى والفصائل الفلسطينية؛ إلا من يرى أن ما قاموا به أمرا عاديا وهو مطلوب من كل الفلسطينيين أن يقوموا به، ولا نعتقد أننا سنجد فلسطينياً حراً يقر بهذه الفعلة ويشجع عليها؛ لأنه عندها لن يكون فلسطينياً.

 

وعلى المؤسسات الصحفية الرسمية وغير الرسمية من نقابات وهيئات ومنتديات أن تفرض مقاطعة شاملة، وإن كان هؤلاء أعضاء في أي هيئة أو مؤسسة على الفور يجب أن يفصلوا منها، وينبذوا، وهذا أقل إجراء يمكن أن يتخذ بحق من خذل شعبه ووطنه ومهنته.

 

هذا الذي جرى إضافة إلى ما يمثله من سقوط أخلاقي ومهني، فهو يشكل شهادة مشفوعة بالقسم تبرئ العدو مما ارتكب من جرائم، وهذا اللقاء هو تطبيع وضيع مع العدو ومؤسساته، وهو مرفوض وطنياً، ويجب أن يُعاقب مرتكبوه بما يتناسب مع حجم الجريمة التي ارتكبت، والضرر الذي وقع على الشعب الفلسطيني، وصورته أمام العالم الرافض لمثل هذه اللقاءات على كافة المستويات خاصة في المستوى الشعبي والأهلي، وما أدل على ذلك الجامعات البريطانية والأساتذة فيها..

 

الدور الذي يلعبونه الآن في مقاطعة الجامعات العبرية وأساتذتها وإن كان في بدايته؛ ولكن يمكن البناء عليه في المستقبل، ثم يأتي من يدعون بالانتماء إلى فلسطين لكي يطبعوا هم مع الاحتلال، فهذه جريمة يجب أن لا تمر دون عقاب.

 

يجب أن يقابل هؤلاء في كل مكان حلوا به بأحذية مثل حذاء العراقي الزبيدي؛ لأنه لا مكان لهم بين شعب يضحي بدمه وماله وولده من أجل الدفاع عن أرضه ومقدساته، بينما هؤلاء وأمثالهم يخونون أنفسهم قبل أن يخونوا شعبهم وقضيتهم.