خبر هآرتس: وزارة الثقافة المصرية سلمت أرشيفها السينمائي للصهيوني مردوخ

الساعة 04:17 ص|29 مارس 2010

فلسطين اليوم : القدس المحتلة

أكدت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن امتلاك الإمبراطور الإعلامي الملياردير روبرت مرودخ لـ 9 % من أسهم شركة "روتانا" المملوكة للملياردير السعودي الوليد بن طلال في صفقة أبرمت بين الجانبين خلال الشهر الماضي بقيمة 70 مليون دولار أثار حالة من القلق في مصر، خوفًا من على أرشيف السينما المصرية.

وقالت في تقرير كتبه كبير محلليها السياسيين تسيبي برئيل، إن امتلاك مردوخ لهذه الأسهم سبب حالة من القلق والرعب في مصر التي تطلق على نفسها اسم "سيدة السينما العربية، خاصة وأنها بدأت تفقد مكانتها وسيادتها على الثقافة العربية وأصبح المنتجون يستوردون الممثلين من الخارج لتسويق أعمالهم الفنية، لذلك تأتي الصفقة الجديدة في توقيت حرج وخطير لمصر بدلا من أن تكون فوزا لجميع الأطراف وبالأخص لصناعة السينما بمصر.

وأشارت إلى مردوخ- اليهودي- امتلك خلال الشهر الماضي حوالي 9 % من شركة روتانا مقابل 70 مليون دولار، وبموجب الصفقة فإنه يمكنه مضاعفة حجم ملكيته لأسهم الشركة خلال عام ونصف، وبهذا يتحول إلى شريك فعلي في أكبر وأهم شركات الترفية والإعلام بالشرق الأوسط.

وأوضحت الصحيفة أن الصفقة تعد إشكالية كبيرة بالنسبة لمصر، وذلك لتخوفها من أن يستغل مرودخ نفوذه وتأثيره على "روتانا" التي تتحكم في صناعة الكاسيت المحلية وتمتلك ست قنوات تليفزيونية فضائية وسبع محطات إذاعية، مستشهدة بتحذير عزت القمحاوي مدير تحرير مجلة "أخبار الأدب" مؤخرا من أن يقوم مرودخ بالتأثر على الشباب المصري بشكل خاص والعربي بشكل عام في الوقت الذي يعد فيه الأخير داعما ومتعصبا لحكومة إسرائيل، وأحد المسئولين الرئيسيين عن صورة الصراع العربي الإسرائيلي الزائفة والمشوهة بوسائل الإعلام العالمية.

ويملك الإمبراطور الإعلامي عدة صحف محافظة مثل "نيويورك بوست" الأمريكية و"التايمز" و"الصن" الإنجليزية ويسيطر على شبكة "فوكس نيوز" المتطرفة، وينزع بحسب شهادته الخاصة إلى اتجاه موال لإسرائيل وداعم لها.

وذكرت "هآرتس" أن حالة الهلع في مصر في تزايد، خاصة أن الوليد بن طلال يمتلك منذ سنوات أكثر من ثلث أرشيف الأفلام المصرية الذي يضم حوالي أربعة آلاف فيلم على مدار تاريخ السينما المصرية، موضحة أن امتلاك هذا الأرشيف تم بمباركة وزارة الثقافة المصرية التي اعترفت بعدم قدرتها على حماية تراثها السينمائي واعتبرت أن الصفقة فرصة للربح والحفاظ على هذا التراث في ذات الوقت، دون أن يخطر في بالها أن يضع صهيوني متحمس جزءا من ميراث السينما المصرية في جيبه.

وخلصت الصحيفة قائلة، إن مصر القاهرة ليست خائفة فقط على تراثها السينمائي من يد الملياردير المنحاز لإسرائيل بل تخشى أيضا أن يمتد تأثيره على أفلام جديدة ومسلسلات تليفزيونية من المقرر عرضها خلال شهر رمضان القادم والتي تم تمويلها في الأساس من أموال سعودية.