خبر نخسر أمريكا..معاريف

الساعة 11:31 ص|26 مارس 2010

بقلم: بن كاسبيت

عندما توجد حملة انتخابات في الولايات المتحدة، يعرض طالب التاج على نحو عام على الناخبين السؤال التقليدي: "هل اليوم أفضل أم أسوأ مما كانت الحال قبل أربع سنين؟". اذا أجاب الامريكي من الاوساط بأنه "أسوء"، فان أكثر الاحتمالات أن يحسم مصير الرئيس الوالي. والعكس صحيح. هذا السؤال ذو موضوع في كل مكان. وعندنا ايضا. ما زالت لا توجد انتخابات لكن في يوم الاربعاء القريب سيحتفل بنيامين نتنياهو بمرور سنة كاملة على حكمه. كيف يمر الزمن سريعا عندما نعرق. هل اليوم أفضل أم اسوأ مما كان حالنا قبل سنة؟

بقي الوضع الامني مستقرا (وان كان قد تجدد تقطير صواريخ القسام)، لكن نتنياهو ورث هذا عن أولمرت الذي أسس من جديد ردعا اسرائيليا في الشمال وفي الجنوب. هذه هي الحقيقة. كذلك ليس الوضع الاقتصادي سيئا البتة وكذلك ورثه نتنياهو عن اسلافه (ومرة اخرى الفضل لاولمرت – باراون). في المجال الاقتصادي وعى بيبي أن يمضي الى ميزانية لسنتين، وأن يستمر على ضبط الميزانية وأن يعزز الاستقرار النقدي على نحو غير سيء. هلم لا ننسى أنه كان أيضا وزير خزانة ممتازا لحينه.

وما تزال توجد جماعة واحدة من السكان في اسرائيل تستطيع ان تجيب هذا الاسبوع بنعم عن سؤال أوضعها اليوم أفضل مما كان قبل سنة ألا وهي الحريديون. فهذه الجماعة وضعها جيد. جيدجدا. جنة عدن حقيقية. فقد سيطروا من جديد على الدولة وعلى ميزانيتها وعلى أراضيها ومؤسساتها، انهم يشغبون. سيظلون  يصوتون لبيبي. لكن لحظة، انهم في الحقيقية لا يصوتون لبيبي البتتة. انهم يصوتون لايلي يشاي وليتسمان. لكنهم يحبون بيبي.

وماذا عن الباقين كلهم؟ اليمين الذي أدى نتنياهو الى منصبه السامي؟ اليمين بائس. صحيح اليوم أن هذه هي الخيارات التي تعرض لبنيامين نتنياهو. الأول أن يعلن على رؤوس الاشهاد بأنه لا اتفاقات مع أمريكا وبأنه لا يمكن أن يوافق على تجميد البناء في القدس وعلى دولة فلسطينية في مساحة تشابه مساحة أراضي 1967. ولتكن كلفة ذلك ما كانت. هذه هي عقيدة اليمين وهذا ايمانه وقد انتخب عن هذا البرنامج.

ولتطمئنوا فلا احتمال أن يفعل ذلك. الخيار الثاني هو اتخاذ قرار تاريخي والانحراف يسارا، وادخال كاديما الحكومة والمضي الى اتفاق سلام. ولتسكن نفوسكم. فيبدو انه لن يفعل هذا ايضا. فليست عنده القوة الداخلية المطلوبة. فما الذي سيفعله؟ سيمضي في الطريق الثالث الذي يميزه فهو سيظل يتعوج ويغمز في جميع الاتجاهات ويحرز صيغة ما سحرية تمكنه من الاستمرار على التحايل على الجميع شمعون بيرس الى بيني بيغن وتزجية وقت في منصبه.

وفي هذه الاثناء تجميد ثعباني في المناطق لم يكن له مثيل. والى انه يوجد تجميد، لا يوجد الى جنبه أرباح. لا أجر لمن يجمد. انه يصرح تصريحات تبجحية عن وحدة القدس الأبدية وحقنا في البناء وما أشبه لكنه لا توجد أي جرافة في الميدان. وهذه حقيقة. لا يوجد بناء على نحو قطعي. يوجد فقط حديث عن البناء يحدث أضرارا سياسية باهظة ويجعل اسرائيل دولة معزولة لكنه لا يوجد بناء. عند شارون وأولمرت كان يوجد بناء مجنون. لكنهما يساريان فلا يعتد بذلك. أتى بنيامين نتنياهو ووقف كل شيء.  يجب الان سفح العرق عن كل بيت وتحلق طائرات الجيش الاسرائيلي بلا طيار فوق تلال السامرة ويهودا لاصطياد مبان عاصية. وبعد كل ذلك يسافرون الى واشنطن ويتلقون ضربا على الرأس بقوة لم يسبق لها مثيل. يخسرون أمريكا.

جماعة كهذه

اليكم تلخيصا مديريا قصيرا للسنة الاخيرة. لقد كانت في الاساس سنة التكمشات. لقد خرج نتنياهو مع أحكام اقتصادية ثعبانية، ورأى العناوين في الصحف  وتكمش من الغد. بعد ذلك أراد أن يقتطع من ميزانية الأمن، فأتى اشكنازي وباراك وأخافاه وتكمش في مكانه. بعد ذلك أتى بضريبة القيمة المضافة على الفواكه والخضروات، فثار أصحاب البسطات وتكمش. ونجح مع اصلاح الاراضي أيضا بأن يتكمش مرة واحدة قبل أن يجيز الاصلاح في المرة الثانية (وما زال هذا غير محسوم). كذلك هرب من طرد أبناء العمال الاجانب في اللحظة الاخيرة. وأصبح السفر الى روسيا عملا مخزيا، خرج معه ضابط برتبة لواء في الجيش الاسرائيلي بوصمة كاذب. وقد جلبت علينا ضريبة القحط تكمشا آخر في السلسلة وأتى على أثرها قضية التراث التي كادت تشعل المناطق (وسارع نتنياهو بطبيعة الأمر الى الاعلان والى التهدئة)، بعد ذلك أتانا جو بايدن، والامور معلومة، وقبل الكارثة عند اوباما في واشنطن وقعت علينا القبور في عسقلان. وكذلك تكمش عنها كما تذكرون بيبي سريعا وأنشأ لجنة أخرى ثم سافر الى واشنطن.

يكفي أن ننظر نظرة خاطفة الى الجامعة التي أحاط رئيس حكومتنا نفسه بها. على رأس الفريق، نتان ايشل الذي كان في الماضي نائب المديرالعام لـ "اسرائيل اليوم"، وهو شخص بلا مواهب لكنه خبير بالعلاقات، أساس عمله والفأس التي حفر بها لنفسه مكانته الخدمات التي قدمها وما زال يقدمها الى السيدة سارة نتنياهو. انه الآخذ المعطي عند بيبي. رب البيت. فما العجب من أن يبدو البيت كذلك. ولا يوجد هناك من يقول ان هذا ربما ليس الوقت الجيد للشخوص للقاء أوباما. وربما يجب اعداد لقاء كهذا سلفا كما هي العادة منذ عشرات السنين بين الطرفين. وأن يكون كل شيء مغلقا موقعا عليه مفحوصا عنه مصوغا بلا مفاجآت وبلا كمائن. أي. لقد قاموا ببساطة وسافروا الى هناك في ابتهاج. خطو الى الشرك في مسيرة مهرجين اصبحت في غضون نصف ساعة مسيرة أناس في حداد.

كل ما رأيناه هذه السنة في ديوان رئيس الحكومة جري بلا قصد. انهم يجرون بلا قصد طول الوقت، وبرغم كل شيء لا يفون بالجدول الزمني ولا ينشأون بيئة عمل مطمئنة مؤيدة، ولا توجد قاعدة استشارية وقاعدة علاج للازمات، لو كانت شركة اقتصادية حظيت بادارة كهذه لنحلت بعد فصلين.

لكن لماذا نبعد حتى واشنطن؟ لنأخذ مثلا سلطة البث. أتى الوزير المسؤول يولي ادلشتاين وأعلن بمرشحه لولاية الرئيس. أمنون ديك، وهو رجل أعمال خبير، منظم في حياته ذو سجل وأرباح (لا توجد بيننا معرفة شخصية او علاقة ما). ذكر ادلشتاين الاسم على رؤوس الاشهاب، كما يجب، وتم الفحص عن الترشيح ولم يوجد أي معارضة حتى عند جميع المؤسسات والمنظمات الممكنة. وأتى نتنياهو وعاق ذلك. ثم رجع عنه وتكمش. ثم عاق. وأقنط ادلشتاين كثيرا، حتى ان هذا هرب مذعورا عن الملف كله وتخلى من سلطة البث بشرط أن يتركوه مستريحا.

والان بدأت الحكاية في الحقيقة. لان نتنياهو أتى بمرشح من تلقاء نفسه. قائد الشرطة المتقاعد يعقوب بروفسكي. أتى به سرا. تسرب هذا على نحو ما. لكن ظلوا يحفظون ذلك سرا ويخططون همسا وحولوا الاسم الى لجنة شفنيتس التي يفترض أن توافق على المرشحين، وتبين هذا الاسبوع ان بروفسكي فشل في لجنة شفنيتس. لم يثبت للشرط الاعلى. ولم يوافق على التخلي من أعماله الاخرى. في مقابلة ذلك عين أمنون ديك مديرا لمجلس ادارة بنك العمال. ألم يوجد في ديوان رئيس الحكومة كله شخص واحد يفحص عن هذا سلفا؟ أن يرفع سماعة الهاتف، وان يحاول استيضاح امكان هذا الاجراء والمنطق فيه؟

صحيح، لا مواهب لبروفسكي في موضوع التلفاز وليس الاعلام حرفته. انه شخص أهل ذو قدرة على الادارة مبرهن عليها. لكن يمكن الى الان استيضاح أهو مستعد للتخلي من أعماله الخاصة. تبين أن ذلك غير ممكن. هكذا تجري الأمور هناك لا مع سلطة البث فقط بل مع سائر العالم. وهكذا يبدو ايضا.

لا يوجد خط ساخن

من هنا الى الكارثة في امريكا. لم تحظ الفقرة الاشد اثارة للاهتمام في خطبة هيلاري كلينتون لنواب مؤتمر الايباك هذا الاسبوع، بعناوين صحفية. اليكم ما قالته: "بكوني السيدة الاولى (عندما كانت زوجة الرئيس) كان لي شرف التجوال في العالم وتمثيل وطني، من أمريكا اللاتينية الى جنوب شرقي آسيا. كان من النادر في التسعينيات أن يذكر الناس الذين التقيتهم خارج الشرق الاوسط النزاع الاسرائيلي الفلسطيني. الآن، عندما بدأت التجوال على أنني وزيرة الخارجية ووصلت الى الأماكن الأبعد من الشرق الاوسط، اصبح النزاع هو الموضوع الاول او الثاني او الثالث الذي يثيرونه معه".

اذا ربطنا هذا بكلام الجنرال ديفيد باتريوس، الذي يتصل بوثيقة بيكر – هاملتون، التي قالت لحينه ان الولايات المتحدة لا تستطيع تحقيق مصالحها في الشرق الاوسط بغير تسوية النزاع الاسرائيلي – العربي فسنحصل على وضع جديد تماما. على تغيير استراتيجي حاسم تاريخي. لم تعد مصلحة اسرائيل احراز تسوية منذ الان. بل اصبحت مصلحة امريكا ايضا منذ الان. فحياة الجنود الامريكيين معلقة بذلك. والمصالح الامريكية الاشد حساسية متعلقة بذلك. وبعبارة اخرى أأنتم معنا أيها الاسرائيليون الاعزاء أم علينا.

تم هذا الاسبوع في البيت الابيض عمل تاريخي. فقد بين براك اوباما لبنيامين نتنياهو ان الامر انتهى. انتهت فترة الكذب والغمز التي استطالت اكثر من 40 سنة. بدأ هذا قبل اسبوع من ذلك عندما لم تحجم واشنطن عن أن تحدث مع القدس أزمة بايدن برغم أنها حدثت عشية التصويت الحاسم في الكونغرس. ان الخوف، الذي أشل على نحو عام البيت الابيض عشية تصويتات حرجة لم يكن موجودا هناك. وزال الخوف من الايباك. وجه اوباما ضربة لنتنياهو على رأسه وانتصر في الكونغرس ايضا. تم اجتياز خط الحسم.

وقد أتى بيبي بعد أن فاز مع دعم ضخم وكميات عظيمة من الادرينالين و 219 سببا ممتازا للانفجار بنتنياهو. لو كان رئيس حكومة آخر أكثر حذرا لأجل هذا اللقاء الكارثي. تستطيع الايباك الاكتفاء بخطبة من طريق الفيديو. لكن بيبي سارع الى الغرفة البيضوية وتلقى هناك كل ما أعد له. لا يصدق الامريكيون أي كلمة منه، يريدون كل شيء خطيا والأهم انهم يريدون ان يفهموا مرة واحدة والى الابد أين هو أمعهم أم عليهم. ما هو حله الثابت. وما هو موقفه من القضايا الجوهرية. هنا والان.

عندما يتحدث الى رئيس الدولة شمعون بيرس، او الى خافير سولانا، او الى حامل عدته ايهود باراك، اعتاد نتنياهو أن يقول "سأفاجىء". يحلم الرفاق بأن يسافر مع سارة بعد سنة ونصف الى اوسلو ويأتي بجائزة نوبل للسلام. لكن نتنياهو يعلم أنه اذا أتى بجائزة نوبل الى البيت فلن يكون له بيت يعود اليه.

لم يترك له أوباما الاحتيال. وجر نتنياهو سجينا من ناصيته الى العنق الضيقة لانبوب القذر. يحثه السفير مايكل اورن على أن يعطي الامريكيين تنازلات أخرى. ويقنعه المستشار رون درمر بأن يحارب وبألا يتنازلا، ويقسم له أن ينتصر الجمهوريون في تشرين  الثاني في الانتخابات المتوسطة وأن يصبح أوباما من التاريخ. يحذر ايهود باراك في هستيريا الامريكيين من أنهم قد يسقطون الحكومة ويحدثون اضطرابا سياسيا. وهو يحذرهم في الحقيقة من أنهم قد يسقطون الحكومة وأنه لن يكون وزير الدفاع بعد. يحاول دينس روس، في مهمة الوسيط، البالغ المسؤول والخبير المسكن للنفوس، ان ينشىء خط تحادث بين الطرفين. ويستعمل توم دونيلون، نائب مستشار الأمن القومي ضغطا باهظا على الطرف الاسرائيلي. ويشكو نتنياهو من جهته من أن أناسه لا يملكون قرب التناول من البيت الابيض وأنه لا يوجد "خط ساخن" بين الطرفين ولا شعور حقيقيا بالمحادثة. وهكذا تبدو في آواخر آذار 2010 العلاقات بين اسرائيل والولايات المتحدة.

الشعب يؤيد

أجرى معهد السلام في  الشرق  الاوسط للملياردير دانييل ابراهام في واشنطن، في الاسابيع الاخيرة استطلاعا للرأي العام في اسرائيل. نشرت نتائجه أول من أمس في موقع انترنت المعهد. النتائج تأسر الانتباه. نفذت مينا تسيمح الاستطلاع في عينة من 730 شخصا، وكان الجزء المثير للاهتمام فيه الموازنة بين مواقف الجمهور العريض وبين مواقف أعضاء الكنيست. تبين أن الدكتورة تسيمح أجرت مقابلات مع ما يقرب من 100 من أعضاء الكنيست مع اخفاء الاسم، ورسمت على نحو دقيق خريطة تأييد ممثلي الجمهور في اسرائيل لاتفاق سلام في المستقبل موازنة ذلك بتأييد الشعب نفسه.

مبادىء اتفاق السلام التي عرضت على الجمهور بحسب استطلاع الرأي كالتالي: دولتان، اسرائيل دولة الشعب اليهودي وفلسطين دولة الشعب الفلسطيني. وحق العودة الى فلسطين فقط. والدولة الفلسطينية منزوعة السلاح. والحدود على أساس 67 وتبادل الاراضي مع الأخذ في الحسبان حاجات اسرائيل الأمنية، وتبقى الكتل  الاستيطانية الكبيرة في سيادة اسرائيل. والأحياء اليهودية في القدس لاسرائيل والاحياء العربية لفلسطين. والبلدة القديمة بين الاسوار بغير سيادة تديرها الولايات المتحدة واسرائيل والفلسطينيون على نحو مشترك. وتكون الاماكن المقدسة تحت رقابة دينية كما هي الحال اليوم (والحائط الغربي تحت رقابة اسرائيل ومسؤوليتها).

اليكم جزءا من النتائج: يؤيد هذا الاتفاق 46 في المائة من اعضاء الكنيست قياسا بـ 67 في المائة من المواطنين. ويعارض 53 في المائة من اعضاء الكنيست، قياسا بـ 29 في المائة من الجمهور. بعد ذلك مضت مينا تسيمح وطورت الاتفاق. زادت في كل مرة عناصر أخرى تحسنه في نظر الاسرائيليين. وعندما زادت "ضمانا امريكيا لامن اسرائيل كدولة يهودية"، زاد تأييد الجمهور من 63 في المائة الى 67 في المائة. وعندما زادت جدارا أمنيا قويا على خط الحدود ارتفع التأييد الى 73 في المائة. وعندما زادت ان تنفيذ الاتفاق سيكون مشروطا بنقض قوة حماس العسكرية ارتفع التأييد الى 82 في المائة. وعندما زادت حلفا دفاعيا مع الولايات المتحدة ارتفع التأييد الى 83 في المائة وهكذا. مع هذه التحسينات كلها، زاد تأييد أعضاء الكنيست بنسبة 2 في المائة فقط من 46 في المائة الى 48 في المائة.

واليكم شيئا آخر: ان عدم التلاؤم الاكبر بين اعضاء الكنيست والمصوتين لهم ظهر في الليكود: فقد أيد 27 في المائة من اعضاء الكنيست من الليكود تسوية كهذه قياسا بـ 50 في المائة من ناخبي الليكود. وعارض 73 في المائة قياسا بـ 45 في المائة عارضوا من الناخبين. العامل الرئيس الذي ضايق أعضاء الكنيست في هذا الاتفاق كان القدس (44 في المائة)، في حين كان هذا العامل عند الجمهور أقل هيمنة.

بالمناسبة سجل بين أعضاء الكنيست من كاديما تأييد للاتفاق بنسبة 68 في المائة وعارض 32 في المائة. وهنالك تأييد تام من العمل وميرتس. أما شاس فأيد الثلث (من هم؟)، وعارض ثلثان. وكانت معارضة ساحقة من البيت اليهودي والاتحاد الوطني. اما يهودت هتوراة فنصف نصف (؟). واسرائيل بيتنا: 83 في المائة معارضة و 17 في المائة تأييد (سيمسك بكم ايفيت بعد ذلك). وما لا يقل عن ذلك اقلاقا ان حزب التجمع العربي الذي أسسه عزمي بشارة يعارض تسوية كهذه (بنسبة ثلثين). فلا شك أن هؤلاء يريدون دولة جميع مواطنيها. والكارثة هي أنهم هم فقط يتقدمون الى هدفهم في هذه الاثناء.

كيف يمكن تفسير هذه المفارقة؟ فحص استطلاع الرأي عما يعتقد الجمهور ويعتقد ممثلوه في الصفقة نفسها، ووجد عدم تلاؤم جوهريا. الحل المقترح سهل: يريد الجمهور وهو مستعد للمضي الى السلام لكنه لا يؤمن بأن الأمر ذا صلة. فلا يوجد من يتحدث اليه ولا يوجد ما يتحدث فيه، ولا توجد صفقة على المائدة والسلام خازوق. لكن الدراما الحقيقية التي تجري الان ازاء نواظرنا هي ان براك اوباما يعيد السلام. سيضع رزمة على المائدة. وسيخلق شريكا. ان الخطة الامريكية التي نشرت قبل أشهر أخذت تتجسد.

اوباما معني برسم خريطة دقيقة لمواقف بيبي كي يستطيع أن يضع اقتراح التقريب بين الآراء على المائدة. لن يكون هذا اقتراحه بل اقتراح العالم كله. أمريكا واوروبا والصين وروسيا وافريقيا واليابان والجامعة العربية. سيوقعون جميعا على هذا وسيقف بنيامين نتنياهو وحده ازاءهم يرتجف في الريح ويضطر الى ان يقرر ماذا يفعل. يسمي الامريكيون مرة اخرى أجل سنتين، ويصرون مرة اخرى "على البدء من قضية المناطق"، ويضربون أمثلة على أنهم جديون تماما.

الكرة عند بيبي. سيضطر الى ان يقرر ماذا يريد. ومن يريد الى جنبه. وكيف يريد ان يتذكر. أعنده القوة الداخلية للمضي في اجراءات عظيمة؟ يشك في ذلك كثيرا. فنتنياهو مثل معكرونة رطبة. متملص ضعيف لكن قوته في ذلك. لا يمكن القبض عليه، ولا يمكن دفعه الى أي مكان. من جهة ثانية يوجد اولئك الذين يعتقدون ان ضعف نتنياهو قد يكون وسيلة الى قوته. والسؤال هو فقط من سيخيفه أكثر. أوباما الذي يمسك بيديه مفاتيح الذرة الايرانية التي هي مشهد كل شيء في نظر بيبي، أم ايلي يشاي وافيغدور ليبرمان وأبوه وزوجته. كل شيء في هذه الاثناء في يديه. في يدي نتنياهو.

صيغة الصحيفة الداخلية

أتذكرون غونين غينات من الاسبوع الماضي؟ ذاك من "اسرائيل اليوم"، محرر "الملحق السياسي"، الذي قال في يوم الجمعة قبل اسبوعين في المذياع انه لا يوجد في واشنطن أي غضب على نتنياهو، وان كل ذلك سخف وأنه يمكن في الحقيقة أن نقرأ ما الذي كتبه بايدن في سفر الضيوف في القدس؟ منذ قال غينات ذلك طبعت صحيفته ذلك ووزعته على مئات آلاف الاشخاص. ساء حظ غينات لانه بعد ربع ساعة مما قال، انفتحت الجحيم كلها وهاتفت هيلاري كلينتون مهاتفتها المذلة تلك. وهكذا تلوى نتنياهو هذا الاسبوع وأرسل رسالة وحددت له لقاءات في واشنطن.

لكن غينات لم يتعظ. اليكم أسس اطار تحليلي كتبه هذا الاسبوع، قبل أن يخرج نتنياهو الى الخازوق المعلن المذل الجديد له: "ان عدم اهتمام الادارة الامريكية باسرائيل يحطم في الايام الاخيرة ارقاما قياسية جديدة. الاعلان الذي يقول ان رئيس الحكومة سيلتقي الرئيس اوباما ونائبه بايدن وكلينتون وآخرين من المسؤولين الكبار في واشنطن، كان بصقة في وجوه من عينوا أنفسهم لادارة الشؤون هنا... كاد جميع المحللين السياسيين (للداخل والخارج) يتنافسون في الأيام الاخيرة في وصف عزلة نتنياهو المتوقعة في واشنطن..."

وهنا أفرط غينات في الاقتباس من كلام اولئك المحللين الذين لا يعلمون ما الذي يتحدثون فيه، "كرر أحدهم أنهم في واشنطن لا يصدقون أي كلمة من بيبي"، أضاف وكتب. وهنا، قبل "هذا التحليل" الذي من المحقق أن "رئيس الفريق" نتان ايشل أملاه، اصفر وأتى به واشنطن. وقد أصبحتم تعلمون الباقي. أو في الحقيقة ليس من المحقق انكم تعلمون لانكم اذا كنتم تعتمدون على "اسرائيل اليوم" فقط فمن المحقق انكم لا تعلمون. لماذا تعلمون؟ ان ما تعلمونه حقا هو أن سارة نتنياهو زارت مكتبة الكونغرس. كان يعوزهم ألا يدخلوا هذا.

اليكم ملحوظة في شأن الصندوق الجديد: في نطاق المباحثات التي اجريت هنا في نشاط الصندوق، كتب أن جزءا من المعلومات حول الى علم المدعي العام العسكري الرئيس أيضا. وخلافا لما كتب، فحص المدعي العسكري الرئيس عن المادة ووجد أن لا علاقة لها بجنود الجيش الاسرائيلي فحولها بغير توصية الى النيابة العامة للدولة.