خبر في أسفل الدرك..هآرتس

الساعة 11:25 ص|26 مارس 2010

بقلم: يوئيل ماركوس

من المؤسف جدا أن عشية العيد البشرى الوحيدة التي نتلقاها هي أن الدولة في هذه اللحظة هي في أسفل الدرك. فليس فقط نتنياهو استقبل ببرود لدى الرئيس اوباما، بدون "فرصة صور"، فيما هو واضح ان اوباما لم يرغب في أن يعلق في الاحبولة المعروفة لبيبي، الذي ينسق لقاءاته الهامة مع النشرات الاخبارية في اسرائيل؛ فلا أذكر زيارة لرئيس وزراء في واشنطن انتهت على الوجه كهذه الزيارة.

وبالتوازي ينزل علينا وزير الخارجية البريطاني مع طرد مندوب الموساد في السفارة الاسرائيلية في لندن، بسبب استخدام جوازات السفر البريطانية المزيفة في دبي. ومنذ العام 1984 اكتشفت الاستخبارات الالمانية ثمانية جوازات سفر بريطانية مزيفة في حجرة هاتف في ألمانيا كانت موجهة لعميل الموساد. وبسبب العلاقات الطيبة، لم تجعل المانيا من هذه قصة، ولكن رئيس الاستخبارات قال لنظيره الاسرائيلي ان هذه الاساليب قضت نحبها. غير أنه بعد وقت قليل من ذلك، في 1987، اتهمت بريطانيا في اعقاب كشف مشابه، اسرائيل باستخدام جوازات سفر مزيفة.

        مئير دغان لم يفهم التلميحات والاحتجاجات، وحسب ما ينسب اليه نفذ في دبي عملية ليس واضحا فيما اذا كانت ضرورية جدا في هذا الوقت، على طريقة مريحة بسبعة اخطاء، من ناحية التوقيت، الهدف والمكان. بيبي انفعل جدا فمنحه سنة ثامنة بدلا من ينحيه. في بريطانيا، في فرنسا والان في استراليا ايضا مثلما في أمريكا، غاضبون علينا لاننا اكثر نشاطا مما ينبغي في المفهوم السيء للكلمة.

        اليوم الاول لبيبي في واشنطن تجول في أروقة مؤتمر ايباك مفعما بالابتسامات بسبب الاستقبال الحار. ناهيك عن أن خطاب هيلاري كلينتون بث دفئا والاهم من ذلك كان فيه التزام لا لبس فيه بالحفاظ على أمن اسرائيل. اما بيبي فبالاحرى ذاب. ذاب لدرجة انه لم يلاحظ ان تحت القفازات الحريرية لكلينتون كانت تختبىء قبضة خط عليها كلمات "الاصدقاء ملزمون بقول الحقيقة". وكان معنى اقوالها هو أنه عندما تعهد بيبي بالدولتين للشعبين كان ينبغي له أن يفعل أكثر بكثير كي يثبت بان كلماته ليست مخلولة. افعاله في نظر الادارة لم تتطابق وتعهده في خطاب بار ايلان. لبيبي او لمقربيه يوجد ميل بقول الامور الاكثر صحة في التوقيت الاكثر بعدا عن الملاءمة. فهل بالضبط قبل سفره الى واشنطن كان الوقت المناسب للقول ان "البناء في القدس هو كالبناء في تل أبيب"؟

وبينما تحذر الادارة من أن البناء في القدس قد يؤجل المفاوضات مع الفلسطينيين بسنة، وتماما قبل لحظة من اللقاء في البيت الابيض نشر نبأ باقرار بناء 20 وحدة سكن في الشيخ جراح. ليس واضحا اذا كان هذا نشر من مبادرة من بيبي او بمبادرة اولئك الذين يسعون الى افشاله – ولكن في كل الاحوال فاقمنا المواجهة مع اوباما فيما ان صورتنا في عصر بيبي 2 هي في حالة يرثى لها. العالم لا ينسى تقرير غولدستون، الحصار على غزة، قضية تزييف جوازات السفر، والان نزعة البناء الكيدية في القدس. فهل هكذا يعمل رئيس وزراء في رأس اهتمامه تسوية مع الفلسطينيين؟

        منذ الخلاف حول اعتراض الادارة على صفقة بيع الطائرات الاستخبارية الاسرائيلية للصين، والتي ترافقت وتهديد بالمس بالمساعدة الامنية لاسرائيل، لم يسبق ان كان خلاف بهذه الحدة، ناهيك عن القول، شجار بهذا القدر من الخطورة مع ادارة امريكية. خبير فهيم في الامور يعتقد بان حتى لو كان الجمهوريون الان في الحكم، برئاسة جون ماكين لما كانت تتصرف بتشدد اقل مثلما تصرف اوباما مع بيبي وذلك بسبب المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة في ايران وفي الباكستان. ادارة اوباما تخشى من أنه بعد انسحابها من العراق، قد تنشأ ارتباطات غير مرغوب فيها في المنطقة؛ ضمن امور اخرى خطر السيطرة الايرانية على العراق والتهديد بامتداد محور الشر حتى دول الخليج الفارسي. اوباما لا يسارع الى عمل عسكري ضد ايران وهو يجتهد للحوار معهم بالخير بل وبعث الى الشعب الايراني بتهنئة بمناسبة رأس السنة. موقفه هو أنه لا يمكنه ان يتقدم حيال ايران اذا لم يكن هناك تقدم في المسألة الفلسطينية. حقيقة ان بيبي جعل التهديد الايراني موضوعا اسرائيل قادرة على معالجته تقلق الادارة فقط. انتم تريدون مساعدتنا في ايران؟ تعهدوا بتسوية مع الفلسطينيين، جمدوا المستوطنات وكفوا عن تسخين الاجواء في القدس.

لا أدري كيف دارت المحادثات بينهما، ولكن اوباما قادر على أن يكون متصلبا مثل الرئيس كارتر الذي في احدى محادثاته الاكثر قسوة مع مناحيم بيغن في كامب ديفيد قال له: "انت تظن أنك كلي القدرة، ولكن اذا خرجنا من هنا دون اتفاق، فسألقي عليكم بكل الذنب وحتى ديمونا لن تكون لكم".

بيبي بيبي، كممثل لمشروع الاثاث "ريم" في أمريكا نجحت بشكل لا بأس به. الزعيم ليس مجرد اقوال بل وايضا الشجاعة لاتخاذ القرار.