خبر العلامة النابلسي: للأمة توبتين والوحدة انتصار للفلسطينيين

الساعة 08:41 ص|26 مارس 2010

فلسطين اليوم-غزة

أكد العلامة محمد راتب النابلسي أن العالم الإسلامي يعيش أزمة حقيقية يستوجب على الأمة الاعتراف بها إذا ما أراد النهوض من الكبوة التي أصابته، مشيراً إلى أن الحل يبدأ من الأسرة المسلمة.

ويسدي الشيخ النابلسي في حديث خاص لصحيفة "فلسطين" المحلية اليوم جملة من النصائح إلى العرب المسلمين عامة والفلسطينيين خاصة بضرورة التخلي عن "نظرية المؤامرة"، وفيما يلي نص الحوار..

 

ما هي رؤيتك للعالم العربي والإسلامي في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها؟

إن العالم العربي والإسلامي يمر في أزمة حقيقية، وعلينا جميعاً، أفراداً ومسؤولين الاعتراف بهذه الأزمة،لأن الاعتراف بالمشكلة نصف الحل، منوهاً إلى أن الوصول إلى نهاية الضعف هو بداية القوة، والشعب المحاصر من كل النواحي، كشعبي فلسطين والعراق وغيرهما لم يعد لديه ما يخسره، وحيث يصل الإنسان إلى حالة لم يعد يخسر فيها شيئاً، عندئذٍ، يبدأ بالتحرك نحو القوة.

 

وأضاف: "في العالم الإسلامي أزمةٌ حقيقية، وجزء من هذه الأزمة أننا لا نعترف بها، وإذا اعترفنا بها ألقينا المسؤولية على غيرنا، وفي كل عدوان نقول:"إنها مؤامرة"! هذه النظرية " والكلام للعلامة النابلسي" ينبغي أن توضع تحت أقدامنا، الآخرون يتآمرون فعلاً، لكن لماذا لا يستطيعون التآمر على غيرنا".

 

ومضى يقول: " نظرية المؤامرة يجب أن نلغيها من عقولنا وواقعنا، نحن المقصرون، ولا بد لنا من توبتين: التوبة من أخطاء التفكير، حيث إننا نلوم الآخر وكأنه لا حيلة لنا، والتوبة من الممارسة الخاطئة ".

 

ما هي النصائح الأساسية لحفظ البيت الإسلامي ؟

إن أهم النصائح تتمثل في تربية المرأة لأولادها التربية الصالحة، لأن أقدس عمل تقوم به المرأة تربية الأولاد، وأن تقدم للمجتمع عناصر نظيفة منضبطة معطاءة، وأولادها أكبر شهاداتها، أما إذا تخلت عن المهمة التي أناطها الله بها فقد ضيعت كل شيء.

 

ويضيف:" كذلك فمن أهم النصائح لها حفظ أسرار البيوت كعدم نشر أسرار الاستمتاع بين الزوجين، وعدم تسريب الخلافات الزوجية، وعدم البوح بخصوصيات أحد الزوجين، وإشاعة الرفق في البيوت".

 

وتابع: "النصيحة الأخرى هي إعانة الرجل لأهل البيت في أعمالهم فبعض الرجال يعتقدون أن هذا ينقص من مكانتهم، أمّا النبي عليه الصلاة والسلام فكما تروي السيدة عَائِشَةُ أَنَّهَا سُئِلَتْ: ( مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْمَلُ فِي بَيْتِهِ ؟ قَالَتْ: كَانَ يَخِيطُ ثَوْبَهُ، وَيَخْصِفُ نَعْلَهُ، وَيَعْمَلُ مَا يَعْمَلُ الرِّجَالُ فِي بُيُوتِهِمْ)".

 

لوِّح بالعقوبة

ومن النصائح التي يسديها شيخنا النابلسي حول هذا الأمر، أيضاً، مقاومة الأخلاق الرديئة في البيت، حيث لا يخلو بيت من البيوت من خلق لا يرضي الله عز وجل، يتلبّس به أحد أفراد الأسرة، فكان عليه الصلاة والسلام إذا اطلع على أحد من أهل بيته كذب كذبة لم يزل معرضاً عنه حتى يحدث توبة، ويبدو أن الإعراض والهجر بترك الكلام والالتفات من أبلغ العقوبات التي تهز كيان الأولاد الأسوياء.

 

أما العقاب البدني فله آثاره الوخيمة التي لا تحمد عقباها، ولكن يدعونا النبي عليه الصلاة والسلام بأن نعلق السوط بحيث يراه أهل البيت، فالرجل المؤمن يلوّح بالعقوبة، ولا يستخدمها، حسب قول النابلسي.

 

 

ويحذر الشيخ النابلسي في نصيحته الأخيرة من الاختلاط، حيث يقول:"الحذر الحذر من الاختلاط في اللقاءات الأسرية، الحذرَ الحَذرَ من الخادمات والسائقين، ففي بعض البلاد الإسلامية هناك مشكلة كبرى تعد الأولى في حياتهم، مشكلة السائق ومشكلة الخادمة، والحذَرَ الحذرَ من أخطار الشاشة، والحديث عن الشاشة طويل جداً، الحذرَ الحَذرَ من أخطار الهاتف، الشاشة والهاتف والسائقين والخادمات والاختلاط ودخول غير المحارم على الزوجة في غياب زوجها".

 

ما هو الحكم الشرعي لمن يقوم بمساعدة العدو ؟.

" كل عمل يصب في مصلحة العدو أو يقويه فهو حرام"، فمن يساعد العدو ظالمٌ لنفسه ولوطنه ويجب محاربته لأن خطورته على الدين والوطن كبيرة.

 

ما العمل للخروج من الأزمة الراهنة التي يمر بها عالمنا العربي والإسلامي؟.

إن هنالك أموراً يجب الالتزام بها، وتتضمن: الاعتراف بأخطائنا، والابتعاد عن الإغراق في صغائر الأمور والمهاترات، والدعوة بالتي هي أحسن، والحفاظ على النفس وسكينتها، وعدم الاشتغال بالردود، ونسيان ما هو أعظم لأمتنا، وإلى ذلك يجب أن نصون عقولنا، ونتعاون مع بعضنا بعضاً، ونزيل الخلافات فيما بيننا، وأن ننتمي جميعاً إلى مجموع الأمة، نحزن بحزنها، ونفرح بأملها وقوتها.

 

وختاماً وفي نصيحةٍ للمسلمين والفلسطينيين تحديداً طالب العلامة النابلسي بضرورة تكاتف الأمة العربية والإسلامية، وشدد على ضرورة وحدة الشعب الفلسطيني، باعتبار أن القوة في الوحدة وفي الوحدة الانتصار على الأعداء.

 

الشيخ النابلسي

وولد النابلسي في دمشق بظلال عائلةٍ حظُها من العلم والدين كبير، وكان والده عالماً من علماء دمشق، وترك مكتبة كبيرة تضم بعض المخطوطات نهل منها شيخنا الكريم بمنهلٍ واسع من المعرفة السامية..

 

منذ الطفولة الأولى عشق عالم العلم الجليل والخوض في نفائس الكتب وتفاصيلها ليحصل في نهاية الأمر على شهادة الدكتوراه في التربية من جامعة "دوبلن" في بريطانيا، في موضوع تربية الأولاد في الإسلام عام 1999.