خبر المارد الايراني.. هآرتس

الساعة 12:58 م|24 مارس 2010

بقلم: عكيفا الدار

ما يزال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو منذ ما يقرب من سنة كاملة يرب المارد الايراني، ويسقيه ويغذوه في الاساس. تكلم الامريكيون معه باللغة الفلسطينية وأجابهم بالفارسية. وكلمه الاوروبيون في العقوبات على سكان غزة، وأجابهم بعقوبات على آيات الله في طهران. مشكلة نتنياهو الان هي ان الادارة الامريكية تبنت توجهه خاصة وفحواه أن خطر شيوع التأثير الايراني في أنحاء الشرق الاوسط هو التهديد الاكبر لمصالح الولايات المتحدة الاستراتيجية في المنطقة.

خلافا للانطباع الذي أنبأت به العناوين، لا يكمن جذر الشر في العلاقات بالولايات المتحدة في التوقيت الغبي لقرار اللجنة اللوائية على تقديم البناء في رمات شلومو في شرقي القدس (تبين أن اثنين من اعضاء اللجنة اقترحا في اثناء النقاش تأجيل القرار بسبب زيارة نائب الرئيس)؛ بلغت هذه الرسالة واشنطن من نظم الحكم السنية في الرياض والقاهرة وعمان ورام الله. قال الملك عبدالله ووزيرا خارجية السعودية ومصر في مقابلات صحفية مع وسائل الاعلام ان انهاء النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين في رأس سلم اهتماماتهم.

هذه نوبة نتنياهو أن يتبنى التوجه الامريكي وفحواه ان النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني يغذي أكبر تهديد لمصالح الولايات المتحدة الاستراتيجية وحليفاتها في المنطقة. بل ان هذا المفرق – ازدواجية الاخلاص – يخيف أكثر نشطاء الايباك مهنية. واذا لم يكن هذا كافيا فقد قال الجنرال ديفيد باتريوس في الاسبوع الماضي في الكونغرس ان صورة الولايات المتحدة وأنها تقف عاجزة ازاء  الاحتلال الاسرائيلي تقوي التأييد الشعبي  العربي لجهات مشايعة لايران وينتج عن ذلك الخطر الذي يتعرض له جنود امريكيون في العراق وافغانستان. يفهم ضمنا ان الامريكيين لا يخطئون في وهم ان نهاية الاحتلال الاسرائيلي في المناطق تعني ايضا نهاية برنامج ايران الذري لكن تأييد ايران لمبادرة السلام العربية في سنة 2003 يشير الى انه حتى الايرانيون يخافون العزلة.

منذ كانت قضية الجاسوس جونثان بولارد، التي زعزعت الجماعة اليهودية قبل 25 سنة، لا ترى جماعة الضغط اليهودية كابوسا أفظع من صدام مع جماعة الضغط الامنية وجها لوجه. من المحقق ان بيبي يتذكر كيف ثبط الرفاق في الجماعة الاستخبارية في نهاية 1998 الى النهاية محاولة شمل اطلاق بولارد في اتفاق واي مع الفلسطينيين.

لن يضيع اوباما الثروة السياسية التي حشدها بفضل اجازة قانون التأمين الصحي ليقف البناء في شرقي القدس. لقد دعا نتنياهو الى البيت الابيض ليسأل رئيس الحكومة ما الذي هو مستعد لفعله كي يقف ايران. سيوضع أمام بيبي هذا المساء الاختيار بين بناء تحالف أمريكي – عربي – اسرائيلي على ايران (مثل تحالف بوش الاب على العراق قبل عقدين)، وبين ائتلاف اليمين، الليكود – اسرائيل بيتنا – البيت اليهودي – ساش.

ان نتنياهو بكونه محبا كبيرا لاستطلاعات الرأي سيهتم بيقين باستطلاع جديد سيعرض اليوم في  تل ابيب في نقاش من قبل بيت بيرل. ان الاستطلاع الذي أعده "ماركت ووتش" لرابطة "بيت واحد"، التي  تعمل في تقديم قانون الاخلاء – التعويض، يبين ان واحدا فقط من كل عشرة اسرائيليين قد دل على "مستقبل يهودا والسامرة" على انه موضوع يقوم في رأس جدول عمل أكثر الجمهور. حظيت القضية الايرانية بـ 29 في المائة وفي المحل الاول الموضوع الاقتصادي – الاجتماعي مع 37 في المائة.

وهاكم معطى ذا صلة آخر من أجل القرار نفسه: ان 65 في المائة من الجمهور (40 في المائة من المستوطنين) يؤيدون تطبيقا من الفور لقانون اخلاء – تعويض في مستوطنات مفرقة وراء جدار الفصل. ويعارض 26 في المائة من المستطلعة آراؤهم من جملة السكان وفيهم العرب (في الحصيلة العام 668 مستطلعا) تطبيق القانون. وبلغت نسبة المعارضين بين المستوطنين (400 مستطلع في 48 مستوطنة) 52 في المائة.

والخلاصة انه توجد عن جانبي الخط الاخضر قلة ضئيلة (9 في المائة في الجانب الغربي و 12 في المائة من المستوطنين) تعتقد وجود احتمال عال لان تقرر حكومة نتنياهو اخلاء المستوطنات. لكن لو سأل المستطلعون المواطن شمعون بيرس لوعدهم بأن بيبي سيفاجىء بعد ذلك.

لا يسافرون الى هاييتي

في الشهر الماضي ("ليذهب الى هاييتي"، 9/2) جرى الكلام هنا على قاضية المحكمة اللوائية في بئر ا لسبع، راحيل باركائي، التي رفضت استئناف احد سكان غزة الذي طلب رخصة لتلقي علاج طبي عاجل في مشفى في شرقي القدس. قبل ان تنضم القاضية الى اقتراح النيابة العامة ان يبحث عصام حمدان عن مساعدة في دول أخرى، استصوبت تمجيد المساعدة التي بذلتها اسرائيل للمتضررين بالزلزال في هاييتي. قالت باركائي ان خطر ان يستغل الرجل الاشل نصف الجسم سخاء اسرائيل لاستيطان الضفة يزيد على الحجج الانسانية.

في نقاش تم قبل بضعة  ايام لاستئناف على قرار باركائي أشار القاضي عوزي فولغمان الى ممثل النيابة العامة أنه لا  تجوز عليه قصص هاييتي وخطر "الاستيطان". وهنا بعد نحو من أكثر من نصف سنة من العذاب وبعد تدهور شديد لوضع حمدان الطبي، أعلنت الدولة انه في ضوء "ظروف الحالة الخاصة" هي مستعدة لان تسمح له بالخروج الى المشفى في شرقي القدس. وحرصت النيابة العامة على أن تشير الى أن الدولة لا تتخلى من صلاحيتها ألا تسمح بدخول غزيين اسرائيل خوف ان يستغلوا الرخصة لبقاء غير شرعي فيها او في الضفة الغربية.

يؤملون في جمعيتي كيشاه وأطباء من اجل حقوق الانسان اللتين قدمتا الاستئناف باسم حمدان، أن تتغلب سلطة قرار العليا على سلطة الدولة أن تسلب سكان غزة المحاصرين الحق في العلاج الطبي، حتى لو كانت ترسل أطباء لانقاذ النفوس في هاييتي.