خبر نبوءة الهيكل و الخراب...خرافة حولها الضعف العربي إلى واقع

الساعة 04:57 م|20 مارس 2010

نبوءة الهيكل و الخراب...خرافة حولها الضعف العربي إلى واقع

فلسطين اليوم: القدس المحتلة

في القرن الثامن عشر أطلق الحاخام اليهودي "جاؤون فيلنا" نبوءة حدد فيها موعد بداية بناء الهيكل الثالث بتدشين كنيس الخراب اليهودي على بعد أمتار من المسجد الأقصى المبارك.

و تضمنت النبوءة إشارات إلى أن اليهود سيشرعون في بناء الهيكل الثالث مع تدشين معبد "حوربا" الكائن بالحي اليهودي بالقدس المحتلة.

 

وبحسب الروايات ليهودية فإن بناء الهيكل سيكون مكان المسجد الأقصى المبارك، أي ان بناء الهيكل الذي سيبدأ يوم غد الثلاثاء 16 من شباط/مارس الحالي، سيسبقه هدم للمسجد الأقصى المبارك، وهو ما اعد له الجماعات اليهودية كل العدة منذ سنوات.

بناء وقفي مملوكي

يقول المؤرخ الإسلامي ناجح بكيرات، أن قصة معبد "حوربا" و الذي يعني "الخراب"، تعود لزمن السلطان العثماني "سليم الثاني" في القرن الثامن عشر، حينما طلب احد كبار الحاخامات اليهود من السلطان مكانا من الأوقاف للاجتماع فيه، فكان ان منحه السلطان غرفة على ارض وقفية، فقام بتحويلها إلى كنيس للصلاة.

 

و حينما علم السلطان التركي خدعة الحاخام، حسبما يروي بكيرات، و استغلاله مكان "بناء مملوكي تابع للأوقاف" للعبادة قام بهدم المكان، و أمر بعدم الباء مجددا فكان آن أطلق الحاخام "جاؤون فيلنا"  مقولته " ان البناء الهيكل الثالث سيكون بإعادة هذا البناء".

 

وأشار بكيرات أن مقولة الحاخام لم تكن نبوءة و إنما من باب يأسه لاستحالة بناء الهيكل فقرنه بإعادة بناء الكنيس،  الا أن الجماعات اليهودية المتطرفة استخدمت هذه الكلمات المسجلة لأهدافها الاستيطانية.

 

وأشار بكيرات إلى ان اليهود أعادوا بناء الكنيس قبيل النكبة في العام 1948، الا أن قائد فيلق الأردني "عبد الله الطل" قام بهدمه بسبب احتماء رجال من عصابات الهجانا فيه، و قتل المقدسيين منه.

اختلاف على المكان...

و عن مكان البناء الذي تطمح الجماعات اليهودية ببناءة في محيط الأقصى المبارك قال بكيرات:" لا يوجد مكان محدد، فالجماعات اليهودية اختلفت فيما بينها حول مكان الهيكل، منهم من قال مكان الصخرا المشرفة، وهناك  من قال مكان المصلى القبلي، و جماعة ثالثة قالت في منطقة الكأس ما بين الأقصى و الصخرا، و جماعة  رابعة قالت في منطقة المرواني، و خامسة في المنطقة الشمالية.

 

وتابع بكيرات:" أمام هذه الخيارات نقول أن الهيكل لا أساس له و انه مبني على خرافة، ونحن عدنا إلى التوراة و وجدنا مواصفات الهيكل لا تنطبق من قريب او بعيد على المسجد الأقصى، لا من حيث الواقع ولا قياسات و لا مواصفات".

 

وكانت الجماعات اليهودية قد حضرت مجموعة من الحجارة التي قالت أنها مقدسة و سيبنى الهيكل فيها، تحضيرا لإدخالها إلى الحرم القدسي يوم غد الثلاثاء، يقول بكيرات عن ذلك:" أن اليهود لديهم القدرة على تزوير كل شئ، فهذه الحجارة هي من القصور الأموية التي تتم سرقتها بالتدريج و يقوموا كل عام بالنزول إلى "عين سلوان" لغسله و الطواف فيه،  لمباركتها استعدادا لبناء الهيكل".

 

الخرافة و واقع...لا حقيقة

و حذر بكيرات من تحويل الخرافة إلى حقيقية، مشيرا إلى ضرورة رفع الوعي الفلسطيني و العربي، و الفهم الصحيح أن تحويل الخرافة بالقوة كما تفعل إسرائيل، لا يعني إلغاء الحقيقة، فالبلدة القديمة في القدس حقيقية تاريخية عمرها مئات السنيين، فهي ارض وقفية إسلامية.

 

و أشار بكيرات إلى أن الضعف العربي لا يمكن أن يستمر، و أن ما يجري اليوم هو "استقواء" الاحتلال الظالم بسبب الضعف الفلسطيني العربي، الا ان هذا الضعف بالتأكيد سيتبعه أمه إسلامية عربية وجود تأخذ دورها في تحرير الأرض و الإنسان.