خبر وثيقة تكشف محاولة اليهود توسعة « كنيس الخراب » قبل أكثر من 300عام

الساعة 04:16 م|18 مارس 2010

فلسطين اليوم-رام الله

قال د. إبراهيم ربايعة الباحث في التاريخ الإسلامي، إن استهداف اليهود للمدينة المقدسة لم يكن صدفة، وإن اشتدت حدته في هذه الايام، لكن هذا الاستهداف كان موجودا قبل قرون، وبوسائل متعددة حاولوا فرض واقع لهم داخل المدينة، وإن التهويد طال الجغرافيا التراثية والثقافية للمدينة المقدسة.

وكشف الباحث في بيان صحفي، اليوم، عن واحدة من الوثائق التي تبرز وسائل الخداع والحيلة في التوسع داخل المدينة حتى ولو كان ذلك من مال الوقف، وأن الشيء اللافت في هذه الوثيقة هو أنها تكشف كيف حاول اليهود ضم قطعة أرض تابعة لوقف الجامع العمري في محلة الشرف القريبة من كنيس اليهود، ذلك الكنيس الذي عمّره اليهود والذي أطلقوا عليه كنيس الخراب قرب الجامع العمري (جامع المئذنة) في محلة الشرف.

وتقول الوثيقة: إن اليهود استهدفوا هذا المكان منذ مئات السنين؛ لتوسعة الكنيس على حساب أرض الجامع العمري، من هنا، أرى أن أقدم المحاولات التي تعرفت إليها من خلال الوثائق تعود إلى القرن السابع عشر وتحديداً إلى سنة1041هـ/1632م.

وجاء في الوثيقة أن قاضي محكمة القدس الشرعية في حينه الشيخ محمد أمين أفندي كانت عرضت أمامه قضية تقدم بها متولي وقف الجامع العمري، قال فيها: إن من الجاري في وقف الجامع حاكورة تقع جوار المسجد وهي مجاورة لكنيس اليهود، حيث قام اليهود بضم الحاكورة للكنيس في وقت سابق، وأنشؤوا عليها الجدران لإلحاقها بالكنيس الموجود دون وجه حق، عند ذلك قرر القاضي أن يتوجه بنفسه للكشف على المكان؛ لحسايسة القضية ودقتها، وقد رافقه محافظ القدس الأمير محمد باشا بالكشف على المكان المذكور، وهما رأس السلطة الدينة والإدارية في القدس- عندها تبيّن للقاضي حقيقة الأمر وأن اليهود فعلوا ما فعلوه دون وجه حق، لإصدر حكما أمر فيه اليهود بأن يزيلوا ما أحدثه من بناء، وأن تعود الأرض كما كانت في السابق وقف للجامع العمري.

وتابعت: 'أذا كان قاضي القدس العثماني قد حكم بقضية اعتداء اليهود على وقف الجامع العمري قبل ما يزيد على ثلاثة قرون ونيف، بموجب المستمسكات القانونية، لكن اليهود تجاوزا كل تلك الاعتبارات ضاربين بعرض الحائط كل الوثائق القانونية التي من خلالها يأخذ قل ذي حقٍ حقه، فنحن على قناعة تامة أنه لابد من يوم ترى فيه القدس نور الحرية.

وأكد الباحث أن استهداف المدينة المقدسة مستمر بصرف النظر عن المكان والزمان، فمن أرض وقف إسلامي إلى كنيس يهودي، فهذا الواقع القريب البعيد يكشف مدى عمق التهديد وخطورته، تهديد يطال مجمل الجغرافيا التراثية والثقافية للمدينة المقدسة.