خبر أنسيتم جلعاد؟ .. معاريف

الساعة 11:42 ص|18 مارس 2010

بقلم: روبك روزنتال

        ان نجاح بنيامين نتنياهو المبرهن عليه الوحيد الى الان في ولايته رئاسة الحكومة هو شأن جلعاد شليت. كم استف ايهود اولمرت من المرار في هذه القضية: فهو لم يعد شليت واتهم بالاهمال وطرد عندما كان الموضوع ما يزال حبة بطاطا ساخنة. ومن العجب ان نتنياهو يحظى برفاهة حقيقية في القضية. لقد عد حتى قرار المطبخ المصغر في هذا الشأن شخصا حميما قلبه مفتوح للموضوع، بخلاف البرودة والرسمية اللتين هبتا من تلقاء اولمرت. في اللحظة التي رفض فيها اقتراح الوسيط – وتفصيلاته في جزء منها يجهلها الجمهور – حظي بالموافقة في وسائل الاعلام والرأي العام ايضا. منذ ذلك الحين يوجد لنتنياهو في هذا الشأن هدوء عام واعلامي يشتمل على هدوء العائلة ايضا.

        ما الذي افضى الى هذا الهدوء؟ تآلف ها هنا عدد من العوامل. اولا التهم التي وجهت علنا الى لجنة اعادة شليت والى العائلة وكأن المظاهرات العاصفة جعلت حماس ترجع عن موافقتها عندما كانت الصفقة قد كادت تنضج وأفضت الى الغائها. ما يزال لهذه التهم تأثير مشل يكاد يكون صادما. آخر شيء تريده عائلة شليت والنواة الصلبة التي  تعمل في اعادة جلعاد أن تشعرا بأنهما اللتان تمنعان اعادته. والسبب الذي هو أعمق لتغيير مواقف الجمهور هو تغير موقف صاغة الرأي العام. فكلما طال أسر جلعاد، رفض صحفيون ومحللون أكثر فأكثر الصفقة المقترحة لمختلف الاسباب. نشأ الى جنب ذلك جو نقد وعيب على عائلة شليت وصيغته: "انه ابننا جميعا" او: "دولة متسبيه هيلاه في مواجهة دولة اسرائيل". عادت انتيبا ايضا الى صورة النقاش، مع تلميح واضح الى ان عملية اعادة عسكرية لجلعاد هي الخيار الوحيد. ان الحادثة ذات الصلة في الحقيقة، حادثة نحشون فايتسمان، صرفت عن الذاكرة. انضاف الى ذلك تغيير المواقف في الحكومة الجديدة التي يصبغ توجهها – في هذا الشأن يقينا – بوغي يعلون. لقد أعلن يعلون، في حلقة مغلقة في الحقيقة، أنه يجب أحيانا "التخلي من أسير"، ولم تهتز أركان الدنيا. بقي ايهود باراك وغابي اشكنازي، موجها جهاز الأمن في شأن جلعاد شليت في قلة.

        طرأ تغيير في الأسابيع الأخيرة. فمسلسل "مختطفون" يتصل على نحو واضح، بغير محاولات طمس، بشأن جلعاد شليت. كشفت محطات تلفاز عربية صورا لأسيرين من الماضي، حازي شاي ويوسي غروف. وخرج مشاهير في اطاره "اصدقاء جلعاد" في حملة اعلامية. اخذت تنفد أيام رحمة نتنياهو المائة في هذا الشأن. يجب ان يحدث أمران الان كي لا يغرق نتنياهو مثل سلفه بالمسيرات والحملات في البلاد والاضرابات قبالة بيته. أحدها ان يجرى التفاوض من جديد – وليس مهما بأية طريقة، فسيكون من الواضح، في الخطوط العامة في الاقل، للجمهور أنه لن يزل عن جدول العمل. ان طرح المسؤولية كاملة عن ذلك على حماس ليس من لب الموضوع. فحكومة اسرائيل ليست مسؤولة عن حماس، انها مسؤولة عن جلعاد شليت.

        والشرط الثاني اخلاقي. فالتخلي العلني والخفي الذي لزم جزءا من الساسة وجزءا من أناس الاعلام، من المبدأ الاخلاقي الأعلى لاعادة جندي حي من الأسر يجب أن يعود ليكتب من جديد على الجدر كلها. يجب ان تمحى مقالة بوغي يعلون السيئة بغير تردد. أجل، جلعاد شليت ابننا جميعا. كلا لا نتخلى من أسير. لاي هدف وبأي شرط.