خبر نتنياهو يخون منصبه -هآرتس

الساعة 09:29 ص|11 مارس 2010

بقلم: أسرة التحرير

الحكومة مرة اخرى تخطىء بسخافة سياسية ضارة وزائدة، مع بيان اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء في القدس عن ايداع مخطط لبناء 1600 وحدة جديدة في حي رمات شلومو خلف الخط الاخضر في يوم زيارة نائب الرئيس الامريكي جو بايدن الى عاصمة اسرائيل.

وترمي الزيارة الى فتح صفحة جديدة في علاقات ادارة اوباما مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، واظهار صداقة امريكا والتزامها بأمن اسرائيل، تقدم السلام في الشرق الاوسط وصد التهديد النووي من ايران. وذهب بايدن بعيدا في اقوال الدعم لاسرائيل الى ان علم بمخطط وحدات السكن في شرقي القدس – وعندها نشر بيان تنديد وتأخر عن وليمة العشاء في منزل رئيس الوزراء. الانجاز الدبلوماسي لزيارته حل محله حرج شديد.

        نتنياهو دحرج المسؤولية نحو وزير الداخلية ايلي يشاي، الذي من جانبه "اسف للازعاج" والقى بالذنب على موظفي اللجنة اللوائية "الذين لم يطلعوه على الامر". هذه الاجوبة سخيفة وتعرض الحكومة كمنظمة لا توجد سيطرة عليها، موظفوها يعملون دون رقابة وتوجيه من فوق. من الصعب التصور بأن نتنياهو ويشاي لا يعرفان عن خطة بناء كبرى بهذا القدر؛ واذا كانا لا يعرفان حقا، فانهما يكونا تصرفا بانعدام مسؤولية وخانا مهام منصبيهما.

        ولكن المشكلة الحقيقية ليست توقيت نشر البيان عن البناء ولا حتى اهانة حليف هام، مع كل جسامة ذلك – بل سياسة الحكومة، التي ادت منذ البداية الى مبادرة البناء الضارة. وفي ظل الاقوال الجميلة عن "دولتين للشعبين" والفرح لاستئناف المفاوضات غير المباشرة مع الفلسطينيين، نتنياهو وحكومته يواصلان اقرار حقائق على الارض ومساع لاحتلال المزيد فالمزيد من التلال والدروب وتوطين المزيد فالمزيد من اليهود في شرقي القدس.

        بدلا من اتخاذ بادرات طيبة للمصالحة تجاه الفلسطينيين والدفع الى الامام لانهاء النزاع، يعمل نتنياهو على احباط امكانية التسوية في القدس. مشاريع البناء والاسكان خاصته لا تساهم في أمن اسرائيل وازدهارها وتبعد فقط الحل السياسي، تجدد خيبة امل الفلسطينيين وتدهور المكانة الدولية لاسرائيل. حملة السيطرة على شرقي القدس يجب ان تتوقف.