خبر تدشين دلال المغربي ووجه السلطة-إسرائيل اليوم

الساعة 09:28 ص|11 مارس 2010

بقلم: درور ايدر

 (المضمون: تدشين ميدان في رام الله على اسم دلال المغربي التي قتلت 37 إسرائيليا هو الوجه الحقيقي للسلطة الفلسطينية التي تدعي الاعتدال - المصدر).

"وها هو ميداننا الجديد. اطلقنا عليه اسم البطلة المجيدة في تاريخ شعبنا، مقاتلة الحرية الاسطورة التي قاومت الاحتلال وقُتلت اثناء اداء واجبها، الشهيدة دلال المغربي، رحمها الله".. ماذا فعلت؟ آه، اختطفت باصا مع رفاقها وقتلت 37 اسرائيليا، واصابت 70 آخرين. اطفال؟ نساء؟ بالطبع. كلهم جنود في جيش الاحتلال، كلهم اولاد الموت. دوما كانوا هكذا.

        "ماذا عن محادثات السلام؟ لا تقلقوا، اليهود يموتون على الحديث معنا، لا يهم ماذا نفعل. ماذا يفعلون هناك؟ يتحدثون. نحن نشكوا من الاسرائيليين، نطلب تسهيلات اضافية واموال، وعندها نطلق بيانا لوسائل الاعلام بان الاسرائيليين عنيدون وغير مستعدين للحلول الوسط. الكثير من الاشخاص في وسائل الاعلام عندهم يفكرون على هذا النحو. هؤلاء اليهود، لديهم عادة عنيقة: اتهام أنفسهم في كل الاحوال".

        لو لم يكن هذا مرتبط بنا، لكنت واثقا من أن الاقتباس الموجز هذا هو مهزلة. ولكن الكذب العلني الذي يحاولون بيعه لنا هنا منذ عقدين من الزمن ما كان ليكون اكثر وضوحا ابدا: في قلب رام الله سيدشن اليوم ميدان على اسم الارهابية المسؤولة عن احدى العمليات الاشد في تاريخنا: الباص الدموي على طريق الشاطىء. الموعد لم يتم اختياره بالصدفة: فهذا حصل اليوم تماما، 11 اذار، قبل 32 سنة. هذا، حتى لو خضع الفلسطينيون في نهاية المطاف للضغط الدولي والغوا الاحتفال في اللحظة الاخيرة، هو الوجه الحقيقي للسلطة الفلسطينية المعتدلة. بينما كتائب من الصحافيين والسياسيين يحاولون اقناعنا بان المشكلة هي فينا وفي عدم استعدادنا للسلام، فان الميدان هو الحقيقة. هذا الميدان هو مرآة لكتب التعليم وبرامج التلفزيون وخطب المساجد وحملات الابرتهايد والمقاطعة وتشجيع عناصر الارهاب. أتوجد فظاعة لم توجه ضدنا من السلطة الفلسطينية وملحقاتها، ولم نحصيها؟

        الفلسطينيون اعتادوا على ردود الفعل الطرية من حكومات اسرائيل على اجيالها تجاه كل استفزاز كان – باستثناء عملية كبيرة على نحو خاص. ولهذا فانهم يواصلون اهانتنا لمعرفتهم بان لديهم ورقة مظفرة: فهم يوفرون للعالم الفرصة لتطهير ضميره حيال اليهود. كما أنهم يتصرفون بوحشية تجاه من هم اضعف منهم. بالفعل، صفقة لا بأس بها. ضرب اليهود بواسطة الفلسطينيين. لم يسبق أن كان الكذب مريحا بهذا القدر والغش – سياسة مرغوب فيها. جو بايدن، ومعظم وسائل الاعلام الاسرائيلية، التي تلاحق هذه الحكومة، سينشغلون وسينددون بالرغبة بالبناء في عاصمة دولة اسرائيل، بينما الحقيقة توجد هناك، في الميدان في رام الله – وهذا هو المفتاح لفهم النزعة الوطنية الفلسطينية منذ نشوئها. النزعة الوطنية الفلسطينية العتيقة نسخت تقريبا كل شيء عن الحركة الصهيونية. وعليه، فمنذ الازل وهي توفر صورة مرآة معاكسة لوضعنا الوطني، للمثل والقيم الاخلاقية لدينا.

امام المشنوقين من عندنا، قتلى الملكية الذين خفقت قلوب جيل النهضة بتضحيتهم وجرأة روحهم وأفعمت بالبطولة مقاتلي الجيش الاسرائيلي ستقف دلال المغربي، قاتلة مسافري باص ابرياء اصبح شرها ووحشيتها "رمزا للمرأة الفلسطينية"، على حد مؤيديها في السلطة الفلسطينية. كل شيء ورموزه، كل شعب وابطاله.

"دلال هي رمز لفلسطين"، قال ذات مرة رجل المسرح الفلسطيني الذي عرض مسرحية في مركزها شخصية المخربة. "نحن نتمسك بدلال بصفتها تنتمي للوعي الفلسطيني". كلمات فادحة. هذا هو الوعي الفلسطيني، وكل بقايا بيض محادثات السلام والاتفاقات والتعاون وباقي الخضار السياسية هي زبد غبي على وجه تاريخنا الدامي.