خبر أيمن خالد يكتب : العرب والإصرار على وعد بلفور عربي

الساعة 08:31 م|08 مارس 2010

          أيمن خالد يكتب : العرب والإصرار على وعد بلفور عربي

  الذي حدث في القاهرة ليس مجرد موافقة عربية، على تهافت لدى السلطة للعودة الى طاولة المفاوضات، لأن عيوب السلطة وفسادها المخفي علينا والمكشوف لهذا الكيان، تستدعي ان تكون ذليلة للابد أمام الكيان الصهيوني،ولكن ما حدث، هو يكشف مدى الرهان العربي وحتى آخر نفس وآخر لحظة على رهان ضد خيارات ومصالح الأمة. 

  تعلن الأنظمة العربية بهذا الموقف، أن خيارها هو وعد بلفور العربي، الذي أطلقته تحت مسمى المبادرة العربية للسلام، وتعلن أيضا هذه الأنظمة، انها تقف بعيدة عن خيارات شعوب الامة، وتعلن ايضا انها ضد فكرة المقاومة قولا ومشروعا، وتعلن فوق هذا براءتها من فلسطين التي هي المكون الأول، الف باء الثقافة الإسلامية، مهبط الوحي ونقطة التقاء الأمة حول فلسطين.

  لا تعطي الحكومات العربية الضوء الأخضر للتفاوض في ظل ما يجري من تهويد،واعتداء على حرمات ومقدسات العالم الإسلامي الموجودة في فلسطين فحسب، وانما هي تعلن نفسها في مصاف القوى الغاشمة،أو انها تعلن من خلال موقفها هذا بانها لا تملك من امرها شيئا، وانها تعيش حالة قلق يهز زعمائها حتى النخاع، فهو موسم التهديد الصهيوني المباشر لرموز السلطة، وغير المباشر لبقية حكام العرب، الذين من حقهم ان يخافوا من اكتشاف سرائرهم، وبالتالي هم يعيدون بيع فلسطين، كما باعها الأوائل، الذين كانوا بالطبع ثلة من الفاسدين الذين لا ينتمون إلى امة او ضمير او وجدان، لأن ذبح شعب كان أهون عليهم من ترك قصور محاطة بالكلاب والخدم.

 هو موسم الرعب، الذي يعيشه زعماء المنطقة، الذين عملوا طويلا في سبيل طي صفحة المقاومة من حياة الفلسطينيين، ولكنهم فشلوا، وهو موسم انقلاب الكيان الصهيوني عليهم، الذي بكل تأكيد، يحتفظ بخفايا خياناتهم، وبالتالي فالخيارات صعبة أمام ثلة الزعماء، والقرار الذي لا يرجعون عنه، ولا يستطيعون الرجعة عنه هو القرار باتجاه ذبح فلسطين من الوريد إلى الوريد.

   تنتظرنا أياما سوداء، وتنظرنا خفايا لا بد ان تتكشف، لان الكيان الصهيوني يعيش هستيريا وقلق الوجود، وهو يريد اليوم وبأيام معدودة، ان يحني العرب رؤوسهم تحت قدميه، وباتت العنجهية فيه تفوق كل تصور، وهي عنجهية مبنية على هاجس الرعب، ومن يشعر بالرعب، يريد ان تكون السنة تمضي بدقائق، ولذلك فهناك خلف التفويض العربي للسلطة باستئناف المفاوضات، هناك تهديد لهذه الحكومات التي ركعت بفعله.

  وبذلك وبما ان هاجس الزمن مقلق لهذا الكيان، فهذه الأنظمة سوف تتخذ قرارات لا تخطر على بال، وسوف تمشى حانية الرأس أكثر، ولن يكون لدى هذه الأنظمة الوقت الكافي للتبرير لشعوبها، لأن هذه الأنظمة التي اعتادت على بيع شعوبها للمستعمر، تدرك أن خوفها لم يعد من شعوبها حتى تبرر لها، وإنما خوفها من الذين منحتهم كل شيء ولكنهم باتوا يملكون هذه الأوراق لمزيد من الابتزاز.

  وجه الصراع القادم هو بين زعامات عربية عديدة، وبين ماضيهم الأسود الذي يهددهم به زعماء الكيان الصهيوني، الذين بالنسبة لهم انتهت مهمات الأنظمة العربية، فهي أحبطت شعوبها وتأمرت على فلسطين والمقاومة، وأدخلت الفساد الى شريان النظم والقرار، بحيث لا تقوم قائمة في أي كيان عربي من هذه الكيانات، لانها باتت كيانات فوق قمة من فساد لا مثيل له.

  هي حرب صهيونية ولكنها ضد حلفاء الأمس، وهي مهمة أخيرة لزعماء المنطقة، الذين لديهم كل الوقت، لابتكار وتنفيذ أجندة صهيونية دون أدنى اعتراض، ودون أدنى شعور لكرامتهم، وهي الأيام القليلة القادمة التي سيتحول بها النظام الرسمي العربي إلى نظام متوحش داخل أرضه  وذليل يسير محني الظهر وراء جنون وهوس الحاخامات.

  وداعا للكرامة والشهامة العربية، فالأسابيع القادمة ستكشف المزيد، والقمة العربية ( إذا اكتمل نصابها) ستثبت أن الأيام العربية أصبحت مقروءة بما لا يتاح مجالا للشك، أن هذه الأنظمة، كانت تسمى دولا عربية، وكان لها زعماء يستطيعون حتى مجرد الكلام والخطب.

 بريطانيا قامت بنفسها بتنفيذ وعد بلفور البريطاني، فماذا سيفعل زعماؤنا من أجل تمرير وعد بلفور العربي؟؟؟