خبر صيادو غزة ... نيران إسرائيلية في البحر وأسماك مهرّبة في الأسواق

الساعة 06:20 ص|06 مارس 2010

فلسطين اليوم-غزة

استغل صيادون الجوَّ الدافئ نسبياً، أمس، للجلوس على رمال البحر البيضاء يتبادلون أطراف الحديث عن هموهم ومعاناتهم اليومية، جرّاء الـملاحقات والاعتداءات التي تمارسها بحقهم البحرية الإسرائيلية.

وتحرم قوات الاحتلال الصيادين في قطاع غزة، والبالغ عددهم أكثر من ثلاثة آلاف، من ممارسة حقهم بالصيد بحرّية بعد أن قلصت المساحة المسموح الصيد بها، وفقاً للاتفاقات من 20 ميلاً بحرياً إلى ثلاثة أميال.

آخر ضحايا القرصنة الإسرائيلية هم ثلاثة صيادين اختطفتهم قوات الاحتلال صباح، أمس، قبالة سواحل مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.

وقال الصياد حرب الأقرع، أحد أقارب المختطفين: "إن زوارق حربية إسرائيلية أطلقت النار صوب قارب أبناء عمي وهم يصطادون في المسافة المسموح بها".

وأضاف الأقرع "كانوا يمارسون الصيد، فجر أمس، على بعد مسافة 500 متر من شاطئ دير البلح، إلا أن (طراداً) حربياً إسرائيلياً أطلق النار عليهم، وقام باعتقالهم واقتيادهم الى جهة مجهولة.

وأكـد أن الصيادين يتعرضون يومياً لمضايقات يومية من قبل البوارج الحربية الإسرائيلية، تتمثل بإطلاق النار والقذائف وتدمير القوارب وتمزيق الشباك.

وتحذر مؤسسات تعنى بشؤون الصيادين وأخرى حقوقية، من تفاقم أوضاع الصيادين الفلسطينيين، واندثار هذه المهنة بسبب الاستهداف المتعمد لقوات الاحتلال، مشيرة إلى أن الصيادين يتعرضون للمساومة والابتزاز على لقمة عيشهم.

وقال الأقرع: إن الإجراءات الإسرائيلية أضرت كثيراً بمهنة الصيد الفلسطينية، واضطر كثير من الصيادين إلى الجلوس في منازلهم بانتظار مساعدات إنسانية، محمّلاً قوات الاحتلال المسؤولية عن حياة أقاربه المختطفين، ومطالباً المؤسسات الحقوقية بالتدخل العاجل من أجل الإفراج عنهم.

وقال الصياد أبو محمد بكر "نتعرض لإطلاق نار وتدمير مراكبنا وتمزيق شباكنا"، وأضاف "نجوت من الموت عدة مرات عندما استهدفني (الطراد) بشكل مباشر ببعض القذائف وأنا على متن قاربي في عرض البحر".

وروى بكر أنه في أحد أيام الشتاء اعترضهم زورق حربي إسرائيلي وهم يمارسون الصيد غرب مدينة غزة، وأجبرهم الجنود على خلع ملابسهم والسباحة نحو الزورق.

وأضاف أنه تم احتجازهم داخل منطقة مخصصة لتوقيف الصيادين الفلسطينيين داخل إسرائيل، واستجوابهم قبل إطلاق سراحهم.

وأكـد أن مهنة صيد الأسماك تحولت إلى "مهنة المتاعب" وأصبحت محفوفة بالخطر. وقال: "نحمد الله إذا عدنا سالمين إلى بر الأمان".

وأضاف: "من الأعباء التي أصبحت تزيد من معاناة الصيادين هو تهريب الأسماك عن طريق الأنفاق الأرضية بين غزة ومصر، وبيعها بأسعار اقل من الأسماك التي نصيدها".

الحاج أبو أحمد الشنتف (75 عاماً) وهو أحد الصيادين القدامى جال ببصره برهة في البحر وقال: "أصبح البحر سجناً للصيادين مثل البر فالموت يطاردك في كل مكان".

واستذكر الحاج الشنتف أيام الصيد قبل احتلال قطاع غزة، مشيراً إلى "أنه كان يسرح بقاربه الصغير (الأفلوكة) والتي تعمل بالـمجذاف ليصل إلى لبنان شمالاً، ومصر جنوباً دون أية عوائق".

وقال: "كانت البلاد مفتوحة والخير كثير كنا بنصيد بالأطنان ونوزع على الحبايب. اليوم اختلف الوضع صرنا نهرب السمك عن طريق الأنفاق من مصر بعد ما كانت غزة أم الأسماك".