خبر صبي من غزة يحلم بنجومية السباحة في دورة الألعاب الأسيوية

الساعة 08:21 م|05 مارس 2010

صبي من غزة يحلم بنجومية السباحة في دورة الألعاب الأسيوية

فلسطين اليوم- وكالات

 يتدرب الصبي اياد شمعة في مسبح غير مطابق للمواصفات الدولية وفي ظروف صعبة في غزة لكنه يحلم بالتربع على عرش السباحة في اسيا في دورة الالعاب القارية التي سيمثل فلسطين فيها.

   اياد الذي لم يتم بعد عامه ال16 واحد من اربع فتية غزيين اختارهم الاتحاد الفلسطيني للسباحة والرياضات المائية لتمثيل فلسطين في اولمبياد الشباب في سنغافورة في اب/اغسطس ثم دورة الالعاب الاسيوية في الصين في تشرين الاول/اكتوبر.

   ولم يشارك السباحون الاربعة في اي بطولة خارج قطاع غزة من قبل.

   ولم يخطر ببال اياد ذو العينين العسليتين عندما ترك مدرسته قبل ثلاث سنوات للعمل لمساعدة عائلته الفقيرة انه قد يصبح نجما بمشاركته في مسابقات دولية.

   ويقطع اياد حاليا مسافة 50 مترا سباحة حرة ب25 ثانية ويحرص مدربه على تحسين ادائه سيما ان الرقم الدولي المسجل حاليا يبلغ 21 ثانية فقط.

   ويقول الصبي "اتمنى ان افوز بالمركز الاول وتحقيق رقم جديد لفلسطين في السباحة على المستوى العربي والدولي".

   تعلم اياد السباحة تلقائيا في البحر في مرحلة دراسته الابتدائية قبل ان ينضم الى فريق سباحة الناشئين في نادي "نماء" الرياضي الذي اقيم مطلع عام 2007 بين ازقة مخيم جباليا شمال قطاع غزة.

   ويقول الفتى انه يتدرب "يوميا" في المسبح "مع التزامي مع مدربي ثلاث مرات اسبوعيا" . ويضيف "نحن بحاجة الى معسكر مغلق للتدريب في دول عربية او اوروبية..هنا الامكانات محدودة".

   ويؤكد مروان عجور امين سر اتحاد السباحة ان "وفد بطولة الشباب الاولمبية سيقيم معسكرا تدريبيا مدته شهرا واحدا في السويد ثم سيتجه الى مدينة غوانغجوا بالصين للمشاركة في البطولة".

   ويقر محمود شمعة مدرب السباحين الاربعة ان المسبح الذي يتدرب فيه اياد وزملاؤه الثلاثة "غير مخصص لتدريب السباحين"، مؤكدا ان "هذا المسبح متنفس للاولاد في شمال قطاع غزة".

   ويضيف ان "مسبحا بمواصفات دولية يحتاج الى امكانيات هائلة اكبر من طاقة اندية غزة".

   ويتابع  "نحاول قدر الامكان الاهتمام بسباحينا الناشيئن لكن الظروف المادية صعبة جدا. السباحون لا يحصلون على تغذية سليمة ويأتون الى النادي سيرا على الاقدام لان عائلاتهم فقيرة ولا نستطيع توفير حتى ثمن تنقلاتهم".

   وياتي اياد كبقية زملائه يوميا الى النادي الذي يبعد عن منزله حوالي ثلاثة كيلومترات سيرا على الاقدام.

   من جهته، يقول عماد صالح (16 عاما) الذي سيشارك في مسابقات سنغافورة "اقوم بالجري من البيت الى النادي. اريد ان اصبح سباحا عالميا وامنيتي ان ارفع راس بلادي فلسطين".

   ويحاول صالح وهو طالب، توزيع الوقت بين مدرسته والنادي. واوضح "اتدرب في الفترة المسائية في بركة السباحة في نادي نماء لانها لا تكون مزدحمة".

   وقبل بدء تدريب السباحين الاربعة في المساء يغص المسبح عادة بعشرات الصبية والشبان الذين يقضون وقتا في السباحة مقابل رسوم مالية رمزية.

   وعندما يصل اياد ورفاقه يطلب مدربهم من المشرف اخراج بقية السباحين وتهيئه المسبح للابطال .

   ويبلغ طول المسبح 17 مترا وعرضه 12,50 متر ويتسع ل450 كوب ماء.

   وشرح علي زايد المشرف عليه انه يتم تسخين المياه في المسبح يوميا لمدة 14 ساعة طوال فترة الشتاء بواسطة سخانات تحتاج الى سبعين لتر سولار في الساعة، مؤكدا ان "هذا عبئ كبير على النادي".

   ولا يخفي صالح انه لا يتمنى ان يلاقي رياضيين اسرائيليين في مسابقات خارجية.

   ويقول "لا احب ان ارى اي لاعب اسرائيلي لانهم احتلوا ارضنا وقتلوا اخي احمد صالح  في 2006 وهدموا بيتنا في الحرب في جباليا ولا اعرف لماذا كل هذا".

   ويشدد الفتى اياد ايضا على انه "لن يصافح" اي لاعب اسرائيلي يشارك في هذه البطولة. وقال "لا ارغب ان اشاهد لاعبين وسباحين اسرائيلين لانهم سبب مصيبتنا ومأساتنا".

   الا ان المدرب يؤكد لسباحيه الاربعة ضرورة عدم الخلط بين السياسة والسباحة وضرورة ان يكونوا "سفراء حضاريين لفلسطين".

   ويعبر السباح خالد البرش عن سعادته لمشاركته فيما سيكون "تجربة فريدة".

   ويقول الفتى "هذه اول مرة ساغادر فيها جباليا الى الخارج. انا سعيد جدا لانني سامثل فلسطين. نتدرب بالامكانيات الموجودة واعتقد اننا كسرنا حاجز الخوف".

   ويتابع "المشوار طويل وشاق. نعرف ان الاخرين لديهم امكانيات ونواد ومسابح افضل بكثير لكن سنبقي الارادة والعزيمة مستمرة للمنافسة والفوز"