خبر سكان المناطق الحدودية في غزة.. ترقب مستمر لما هو قادم

الساعة 09:35 م|03 مارس 2010

فلسطين اليوم - خاص

ينظر إليها من بعيد،و لا يستطيع الوصول إليها بعد أن اختلط عرق جبينه بترابها، و ترعرع في جنباتها.هكذا كان حال المواطن أبو عبد الله،45 عاما من منطقة حي الشجاعية في غزة.

أبو عبد الله و في حديث لفلسطين اليوم يروي بألم حقيقة المعاناة التي تعرض لها و لا زال، بعد أن قامت قوات الاحتلال بتجريف أرضه الواقعة قرب الشريط الحدودي الذي يفصل بين قطاع غزة و أراضينا المحتلة عام 48 شرق حي الشجاعية.

و يقول أبو عبد الله بأن قوات الاحتلال قامت و لعدة مرات بتجريف أشجار الزيتون التي كانت مزروعة في أرضه منذ عشرات السنين، و أضاف انه لم يجرؤ منذ ذلك الحين على الوصول لتلك المنطقة للعمل في أرضه سيما و أن قوات الاحتلال تطلق النار و باستمرار على كل ما هو متحرك في تلك المناطق.

و يوما بعد يوم و من منطقة لأخرى تتكشف حقيقة المعاناة التي يتعرض لها سكان المناطق الحدودية في قطاع غزة على طول الشريط الفاصل شرقا و شمالا و تثقل كاهلهم.

فعلى الرغم من انتهاء الحرب الصهيونية على القطاع، إلا أن آثارها المدمرة على الوضع الاقتصادي و النفسي و الاجتماعي لا زالت قائمة حتى اللحظة، و خاصة بعد تكرار التوغلات الإسرائيلية شبه اليومية لتلك المناطق، الأمر الذي يبقي هؤلاء السكان في حالة ترقب دائمة في انتظار ما هو قادم.

المواطن إياد من منطقة جحر الديك وسط قطاع غزة، و التي تعرضت لهجمة تدمير واسعة أثناء الحرب ، و لا زالت تتعرض لعدة توغلات من قبل الاليات الاسرائيلية المتمركزة هناك، حاله كحال باقي المواطنين الذين يدفعون ثمن وجودهم و ثباتهم و تشبثهم بأرضهم، حيث يقول :ان قوات الاحتلال لم تكتفي بمحاصرتنا في لقمة عيشنا و حتى في تنفسنا و خراب بيوتنا، بل أنهم يلاحقوننا حتى في أحلامنا و نحن نائمين، مؤكدا أن العديد من السكان في منطقة سكناه يتلقون اتصالات شبه يومية من أجهزة الاستخبارات العسكرية الصهيونية يطلبون منهم من خلالها أن يدلوا بمعلومات عن الجندي الأسير لدى المقاومة الفلسطينية جلعاد شاليط، و معلومات عن المقاومين في تلك المناطق مقابل مبالغ من آلاف الدولارات.

و أضاف إياد أن هذه الأساليب الاحتلالية ليست جديدة و ليس لها هدفا سوى مواصلة الضغط النفسي على سكان المنطقة لتبقيهم في حالة ترقب دائمة ينتظرون ما هو أسوأ لا سيما مع استمرار التوغلات اليومية التي تقوم بها آليات الاحتلال بين فينة و أخرى للمنطقة.

و أكد أن المواطنين في تلك المناطق الممتدة على طول الشريط الفاصل لا يشعرون بالأمان على حياتهم و حياة عوائلهم و لا يستطيعون التحرك ليلا أو في أوقات متأخرة خوفا من الاشتباه بهم و إطلاق النار عليهم من قبل الآليات المتمركزة قرب الحدود أو طائرات الاستطلاع التي تجوب السماء و تقوم بعمليات تمشيط لتلك المناطق.

 و كان مركز الـميزان لحقوق الإنسان قد حذر من نجاح قوات الاحتلال في فرض منطقة أمنية عازلة تشير الـمعطيات الـميدانية إلى أنها تصل إلى حوالى كيلومتر على طول الحدود الشرقية والشمالية، وهو أمر ستكون له تداعيات خطيرة على حياة السكان في القطاع وليس فقط على سكان تلك الـمناطق، بالنظر إلى أن الأراضي الـمستهدفة كافة هي أراض زراعية وتمثل نسبة مهمة من مجموع الأراضي الـمخصصة لأغراض الزراعة في قطاع غزة.

 

وأعلن مركز الـميزان في بيان له استنكاره الشديد لـمواصلة قوات الاحتلال استهدافها الـمنظم للـمدنيين في الـمناطق القريبة من الحدود، خاصة الـمزارعين، مشدداً على ان الـممارسات الإسرائيلية تشكل انتهاكات جسيمة لقواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.

 

.