خبر قول الحقيقة ملزم -هآرتس

الساعة 09:24 ص|03 مارس 2010

بقلم: أسرة التحرير

العميد موشيه (تشيكو) تامير هو من اكثر القادة الميدانيين في الجيش الاسرائيلي جرأة وابداعية في الجيل الاخير، كضابط مقاتل في لواء غولاني، بما في ذلك في وحدة سيريت الخاصة، في وحدة اغوز وفي قيادة اللواء. وقد تميز بالتواصل والمثابرة في المعركة ضد الارهاب في لبنان وفي الضفة الغربية. كقائد فرقة غزة برز تامير في استعدادته الجذرية وفي اتساع آفاقه، الامر الذي يتعارض مع صورته المتصلبة. مواطنون كثيرون – ومعهم ايضا الكثير من جنوده – مدينون بحياته لمهنته العسكرية.

        هذه الخلفية كانت معروفة جيدة لقائد تامير، الفريق غابي اشكنازي، عندما قرر مستقبل تامير في اعقاب ادانته في المحكمة العسكرية. تامير، ربما في لحظة ضعف سمح لابنه القاصر بأن يقود مركبة عسكرية، عرض بذلك حياة الفتى، الجندي المرافق له وسواقين آخرين للخطر، وفشل في "قول ليس هو الحقيقة"، كما عبر عن ذلك دافيد بن غوريون عن قائد ميداني معروف بقدر لا يقل عن ذلك هو اريئيل شارون. المحكمة خفضت لتامير رتبة واحدة ليصبح عقيدا. كان هذا عقابا جسيما، قلص من مكانة تامير وهدد ايضا بالمساس بعائلته ماليا، عند اعتزاله وبعد سنوات طويلة من الخدمة. هيئات الاستئناف فكرت في كل ذلك وأعادت لتامير رتبة العميد، ولكنها لم توفر عنه أقوالا قاسية. كما أضاءت القضية ايضا جوانب اشكالية في عمل الشرطة العسكرية المحققة والنيابة العامة العسكرية.

        حتى التحقيق ضده كان تامير يعتبر مرشحا مؤكدا للترفيع الى رتبة لواء. حين تكلل كفاحه في سبيل الغاء تخفيض الرتبة بالنجاح، أمل تامير في العودة الى الصف الاول من ضباط الجيش الاسرائيلي. وهنا علق اشكنازي في معضلة. ادراج تامير كان سيعطي اشارة للجميع بان الجيش الاسرائيلي يستخف بقيمه المعلنة (ويستدعي موقفا مشابها من العميد عماد فارس). كما أن دحر تامير الى الخارج له ثمن: احساس، في محافل عسكرية معينة، بظلم غير متوازن لقائد تميز وعرض حياته للخطر.

        كان بوسع اشكنازي ان يتملص من المعضلة من خلال اخراج تامير في اجازة تعليمية ونقل الحسم النهائي في قضيته الى رئيس الاركان القادم. ولكنه فضل ان يبث مقياسا ملزما، يفترض ان ينطبق على الجميع، مهما كانت حقوقهم. رئيس الاركان لا يمكنه ان يمنح نفسه وساما، ولكن اشكنازي جدير بالثناء على أنه سار مع القضاء الذي يفرضه رأسه وليس مع الواجب الذي يميل اليه قلبه.