خبر غزة: المزارعون متفائلون بهطول الأمطار وقلقون من سيولها

الساعة 06:23 ص|01 مارس 2010

فلسطين اليوم : غزة والوكالات

اكتفى وائل غبن، بما ارتوت به أرضه من مياه الأمطار، وبدا راضيا لأنه لـم يعد يواجه عناء الري بالبحث عن حصته من مياه الآبار.

وبدت علامات الارتياح على وجه الـمزارع غبن (30 عاماً) وعدد آخر من الـمزارعين من منطقة السيفا في أعقاب هطول كميات كبيرة من الأمطار خلال اليومين الـماضيين.

واستبشر غبن كباقي الـمزارعين بري مزارعهم، لتعويض مصروفات ريها من آبار الـمياه القريبة.

وقال في حديث صحفي إن ري مزرعته كان يكلفه مئات الشواكل يومياً، لافتاً إلى أن سقوط الـمطر على فترات متباعدة سيغنيه عن دفع مبالغ مالية جديدة.

وأضاف أن زرع مساحات واسعة من الخضراوات يتطلب رياً يومياً، الأمر الذي يزيد من حاجته لتوفير السولار لتشغيل بئر الـمياه، لافتاً إلى أنه يقوم بذلك بالـمشاركة مع عدد آخر من الـمزارعين.

من جانبه، اعتبر الـمزارع سليمان طافش (32 عاماً) الذي استأجر أرضا قريبة من أنقاض مستوطنة دوغيت الـمدمرة لزراعتها بالتوت الأرضي أن سقوط الأمطار يعوضه عن دفع أموال مقابل ري الأرض، مشيراً إلى أنه كان يبذل جهداً كبيراً من أجل توفير مياه الري للـمزرعة، عدا مخاطر كبيرة يواجهها أثناء عمله فيها.

ويحتاج محصول التوت الأرضي للري الـمتواصل، لكن الهطول الـمستمر للـمطر أعاق عمل طافش وحجب عنه فرصة تصدير كميات من الـمحصول.

وأضاف أنه يمتلك أرضا مزروعة بأشتال التوت الأرضي وبعض اصناف الخضراوات، وأشار إلى أن الأسابيع القليلة الـماضية التي سبقت هطول الأمطار كبدته تكاليف ري قدرت بنحو ألفي شيكل، معربا عن فرحته بسقوط الأمطار التي أغنته عن دفع الـمال وزيادة تكاليف الزراعة.

من جانبهم، اعتبر مزارعون آخرون أن تبدل الأحوال الجوية وسقوط الـمطر بمثابة بشرى للـمزارعين الذين يعتمدون على زراعة القمح والشعير في مساحات واسعة شمال بيت لاهيا، مشيرين إلى أن هذه النوعية من الزراعة تحتاج إلى الكثير من الـمياه، ما يضاعف تكاليف زراعتها.

وأضافوا أن انحسار الأمطار في فصل الشتاء يجبرهم على الاعتماد على آبار الـمياه لتزويد أراضيهم بمياه الري، التي تعتبر عالية التكاليف.

ويحرص الـمزارع ساهر أبو حليمة (25 عاماً) الذي يعمل في مزرعة مؤجرة في بيت لاهيا على تخزين الـمياه في حفرة مغطاة بالنايلون أعدها مسبقاً لهذا الغرض، معرباً عن أمله في استمرار هطول الأمطار.

وقال إن تخزين الـمياه يحتاج فيما بعد لتشغيل ماكينة لشفط الـمياه وتوزيعها على الـمساحات الـمزروعة، لكنه اعتبر أن ذلك أقل تكلفة من تشغيل بئر للـمياه في حال توقف سقوط الأمطار.

على الصعيد ذاته، أعرب عدد آخر من الـمزارعين عن استيائهم للأضرار التي تعرضت لها دفيئاتهم بسبب الرياح الشديدة، وغمر مزارعهم بكميات غير قليلة من مياه الأمطار.

وقالوا إنهم واجهوا صعوبات في التنقل والحركة بعد تدمير الشوارع الترابية بفعل الأمطار، وكذلك غرق بعض الـمزارع، لافتين إلى أنهم اضطروا إلى قضاء وقت كبير في ترميم دفيئاتهم الـمتضررة بفعل الرياح.

وأكد الـمزارع حازم غبن (27 عاماً) أن الأمطار الأخيرة التي هطلت بغزارة تسببت في غرق مساحات زراعية تقع في مناطق منخفضة، وتدمير نسبة كبيرة من الطرق الترابية، ما عرقل نسبياً حركة وتنقل الـمزارعين.

وأضاف أن مزارعين اضطروا إلى استئجار آلية لإعادة إصلاح هذه الطرق، وإقامة سواتر ترابية حول مزارعهم التي غرقت بمياه الأمطار، لكن هذه الأضرار لـم تصل إلى حد الخسائر الكبيرة وتمت معالجتها بأقل التكاليف.

من جانبه، قال الـمزارع محسن العطار إنه وجد النايلون الذي يغطي دفيئاته ممزقاً، والدفيئات عارية من النايلون، الأمر الذي يضر بالـمحاصيل الـمزروعة داخلها.

وأضاف أنه خصص مبلغاً لإعادة ترميم دفيئاته، ما ضاعف من تكاليف زراعته.