خبر تأييد الهيئة الفلسطينية للدفاع عن الثوابت ..عبد الستار قاسم

الساعة 11:49 ص|26 فبراير 2010

تأييد الهيئة الفلسطينية للدفاع عن الثوابت ..عبد الستار قاسم

 

 

 

أعلن فلسطينيون عن تشكيل هيئة للدفاع عن الثوابت الفلسطينية في مواجهة التفريط ونهج المفاوضات العبثي الذي يستنزف الشعب الفلسطيني معنويا ووطنيا وعاطفيا واجتماعيا وأخلاقيا. لقد تدهورت الأحوال الفلسطينية إلى درجة الاستهتار ليس فقط بالحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني وإنما أيضا بأبسط القيم الأخلاقية والأعراف الحميدة، وإلى درجة الهجوم الشرس على الوعي الفلسطيني بخاصة وعي الأجيال الشابة التي من المفترض أنها ستحمل الآلام والأحزان الفلسطينية إلى خلاص وحرية، وإلى درجة أن أعداء الشعب والأمة هم الذين يقررون للشعب الفلسطيني ويرتبون له أوضاعه القيادية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية. لم يعد الشعب الفلسطيني تحت وطأة الاحتلال فقط أو معاناة التشريد، وإنما يعاني أيضا من جهل العديد من القادة وضيق أفقهم وانغماسهم فيما تسود منه الوجوه ويلطخ التاريخ ويقبح الصورة.

 

من المفروض أن يثور شعب فلسطين على أبناء جلدته الذين يجرونه إلى مهاوي التمزق والتفتيت والشرذمة والتنازل والتفريط. لقد خرج السيل عن كل مجاريه، والساحة الفلسطينة داخل فلسطين وخارجها تئن من سلوكيات أهل الجهالة والزعرنة، ولا بد من عمل يعيد عقارب الساعة إلى الوراء، أو إلى تكاتها الصحيحة. خلفنا تراث مقيت كان قد بدأ عام 1988 بقرارات المجلس الوطني الفلسطيني التي اعترفت بإسرائيل، وعلينا أن نركله خارج التاريخ الفلسطيني.

 

من المحتمل أن تساهم مبادرة الإخوة خارج فلسطين بجهود إعادة بناء المجتمع الفسطيني، وإعادة الصلابة الأخلاقية والاجتماعية إلى صفوفه، ومن المهم أن نقدم لها الدعم لكي تنجح. الشكر موصول للمبادرين، لكن من واجبنا الآن أن نقف معهم ونساندهم ونقدم ما بإمكاننا من أجل نجاحهم الذي سيكون بالتأكيد نجاحا للشعب الفلسطيني.

 

إنما ندرك أن المهمة التي أخذها المبادرون على عاتقهم تتطلب الجهد والوقت والتعب والشجاعة والتضحيات. نحن الآن في عالم يرى خطرا في كل حركة فلسطينية تصر على الثوابت الفلسطينية وتهاجم اتفاق أوسلو وملحقاته، ولا نظن أن أنظمة عربية وغربية وأجهزة مخابرات فلسطينية وعربية وغيرها ستكون رحيمة أو ستقدم الدعم والتأييد. بالتأكيد يتوقع المبادرون الملاحقة والعراقيل، والإساءة والاعتقال والاتهام، لكن الصبر والعمل الدؤوب سيؤتي ثماره في النهاية. وأخال أن المبادرين يعون تماما أن الجواسيس والعملاء سيوجهون إليهم اتهامات العمالة كعادتهم في مواجهة كل من يقول الحق.

 

لا نتوقع المعجزات من المبادرين، لكن الزخم الشعبي وراءهم، وتأييد قطاعات واسعة من الأمة العربية والإسلامية لهم سيصنع بالتأكيد ما نتطلع إليه.