خبر أفضل لنا أن نتعرض للضرب.. اسرائيل اليوم

الساعة 10:53 ص|26 فبراير 2010

بقلم: دوري غولد

في نظرة اولى، يبدو غريبا للغاية حين اعلن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بان بلاده تخصيب اليورانيوم من مستوى منخفض بمعدل 3.5 في المائة الى 20 في المائة. لم تستغل ادارة اوباما الفرصة كي تعزز موقفها في الامم المتحدة لتفرض عقوبات أليمة على ايران.

اليورانيوم المخصب دون 5 في المائة (U235) يستخدم كوقود لمنشآت نووية لاغراض مدنية. للتخصيب في مستوى 20 في المائة وان كانت هناك تطبيقات طبية ايضا، الا انه يشكل موقف انطلاق لتخصيب بمعدل 90 في المائة، الضروري للقنبلة الذرية. الناطق بلسان البيت الابيض، روبرت غيتس، تناول باستخفاف بيان احمدي نجاد بقوله: "ايران خرجت في سلسلة من التصريحات المستندة الى السياسة وليس الى العلم". بتعبير آخر قال ان ايران غير قادرة على تخصيب اليورانيوم خاصتها الى مستوى 20 في المائة.

غير أنه بعد سبعة ايام من ذلك نشرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أحد تقاريرها الدورية عن ايران – وتناقضت تماما مع تصريحات البيت الابيض. اثبت التقرير بان طهران خصبت 2.065 كغم من اليورانيوم، ما يكفي لانتاج قنبلتين ذريتين اذا ما تواصلت عملية التخصيب.

وروى مراقبو الوكالة الدولية للطاقة الذرية بانه في 14 شباط نقلت ايران 1.950كغم من اليورانيوم الى منشأة اصغر، حيث بدأت بتخصيبه الى مستوى 19.8 في المائة. كما اشارت الوكالة الى احتمالية وجود نشاطات سرية تتعلق بتطوير رأس متفجر ذري لصاروخ". اذا كان هذا صحيحا، فان ايران لا يفترض ان تواجه مصاعب في الطريق الى تخصيب اليورانيوم خاصتها الى مستوى 20 في المائة.

لماذا لم تكن الولايات المتحدة معنية بان تشير الى خطورة التطورات في ايران. هذه ظاهرة مفارقة يتميز بها سلوك دول عديدة: في احيان قريبة تجدها غير مستعدة لان تعترف بان خصومها ارتبكوا فعلا فظيعا او خرقا لاتفاق دولي.

تشرتشل اقتبس عن احد اسلافه، ستانلي بولدوين، بقوله لو كان تطرق لخرق الالمان لاتفاق فرساي، ما كان حزبه لفاز في الانتخابات. اعتراف بخروقات الخصم يعتبر اعترافا بفشلك الدبلوماسي بل ومؤشر على سذاجتك. فضلا عن ذلك، الاعتراف بان الخصم اتخذ خطوات خطيرة تجبر الحكومة على العمل. وهكذا، عندما يرد روبرت غيبس التصريحات بشأن تخصيب اليورانيوم في ايران فانه في واقع الامر يساعد ادارة اوباما على الامتناع عن الرد.

الرئيس اوباما يوجد في مفترق طرق مع ايران. فقد جرب النهج الدبلوماسي للحوار، ولكن يده، التي مدت الى القيادة الايرانية في عدة مناسبات – ردت. في البداية حدد ايلول كتاريخ هدف يتعين فيه على الايرانيين أن ينفذوا قرارات مجلس الامن للامم المتحدة المتعلقة ببرنامجهم النووي. وبعد ذلك حدد كانون الاول كموعد نهائي آخر.

ردا على سؤال طرح في 9 شباط، قال اوباما ببساطة انه لا يستبعد سياسة الحوار حتى بعد بيان احمدي نجاد بتخصيب اليورانيوم في مستوى 20 في المائة: "في هذه المرحلة يبدو أنهم اتخذوا قرارا، ولكن الباب لا يزال مفتوحا".

في الاسابيع القريبة القادمة من الضروري ان تعترف الادارة بالواقع في ايران وان تعمل بسرعة على فرض عقوبات حادة، مع او بدون روسيا والصين. تخوف الحكومة من ترك الحوار هو أمر مفهوم: من الصعب على الدول اجراء تغيير 180 درجة في سياستها. ولكن الزمن آخذ في النفاد، واهمية القيادة الامريكية في التصدي للخطر الايراني اكبر من أي وقت مضى.