خبر تركيا تزاوج بين الدعم السياسي والإنساني للمحاصرين في قطاع غزة

الساعة 06:42 م|23 فبراير 2010

تركيا تزاوج بين الدعم السياسي والإنساني للمحاصرين في قطاع غزة

فلسطين اليوم – غزة

 تزامناً مع مواقفها السياسية الرافضة للحصار الإسرائيلي على قطاع عزة، نشطت تركيا على صعيد العمل الإغاثي من خلال افتتاح ثلاث مؤسسات في القطاع لتقديم الخدمات الإنسانية للفلسطينيين المتضررين من تداعيات الحصار والحرب الأخيرة.

 

وبرز نشاط هذه المؤسسات في مجالات متعددة مثل: كفالة الأسر الفقيرة من خلال برنامج "إخاء" مع أسر ميسورة في تركيا وأوروبا، وتقديم الإغاثات العاجلة للمتضررين من الحرب الأخيرة، إضافة إلى كفالة الأيتام ودعم المؤسسات التعليمية والصحية، والتعامل مع الأزمات الطارئة مثل فيضان وداي غزة.

 

واعتبر محمد كايا ممثل مؤسسة هيئة الإغاثة الإنسانية التركية (IHH) في القطاع أن مشاهد القتل والتدمير التي تعرض لها الشعب الفلسطيني كانت كافية لتتحرك المؤسسات الخيرية في تركيا لمد يد العون لهؤلاء الأبرياء، معتبراً أن رابط الدم والدين والإنسانية كان أقوي من أي موانع يمكن أن تقف في طريق الوقوف إلى جانب المحاصرين.

 

وقال: "ما يحدث في غزة يفوق كل تصور، فالحياة كلها تقريباً مشلولة جراء الحصار والجميع بحاجة إلى مساعدة مهما كانت بسيطة، لذلك فنحن نعمل على زيادة حجم الأموال المخصصة للفئات الفقيرة والمتضررة".

 

وأضاف: "قدمنا أكثر من 25 مليون يورو خلال العام الأخير، في مجالات تعويض أصحاب البيوت المدمرة والكفالات وتجهيز المراكز الطبية والطرود الغذائية".

 

وأكد كايا أن ظروف الحصار حالت دون تنفيذ مشاريع إعادة الإعمار، لذلك يجري دراسة إنشاء مساكن بديلة للمشردين، مشيرا إلى أن العمل الإنساني في قطاع غزة يحتاج إلى مزيد من المؤسسات والبرامج الإغاثية قياساً بحجم الدمار والمأساة.

 

ولفت إلى أن عمل مؤسسته ليس له علاقة بالجانب الحكومي أو الأحزاب، وهي تقدم معونات من الشعب التركي والمسلمين في دول أخرى.

 

من جانبه شدد المنسق العام لجمعية "ياردملي" التركية عثمان الهان في غزة على عمق الراوبط الدينية والإنسانية التي تربط بين الشعبين الفلسطيني والتركي، الأمر الذي يعد سبباً رئيسياً لهذا الاهتمام التركي بالفلسطينيين سواء على المستوى السياسي أو الإغاثي، مؤكداً أن الشعب التركي يحث بشكل دائم المؤسسات الإنسانية على المشاركة في تقديم العون والمساعدة لأهالي قطاع غزة وعدم تركهم يواجهون الاحتلال الإسرائيلي بمفردهم.

 

وقال: "بدأنا عمل المؤسسة قبل فترة وجيزة من خلال برنامج مؤاخاة الذي يقدم الكفالة المالية الشهرية لـ 4500 أسرة فلسطينية تدعمها أسر تركية ومسلمة في أوروبا".

 

وتوقع الهان اتساع العمل الإنساني التركي في فلسطين خلال مرحلة لاحقة، سواء من خلال افتتاح أفرع جديدة للمؤسسات الخيرية أو توسيع العمل الإغاثي الحالي وافتتاح مشاريع جديدة تساهم في التخفيف من وطأة الحصار الإسرائيلي.

 

وبين أن الشعب التركي يحاول تقديم شيء ولو يسير للشعب الفلسطيني المرابط حول المسجد الأقصى، ليساهم في صمود الفلسطينيين وتثبيتهم في أرضهم المسلمة، لافتاً إلى دور هذه المساعدات في تقليص حجم المعاناة التي يتسبب فيها الاحتلال.