خبر الإتحاد الدولي للصحفيين : موقفنا النهائي من الانتخابات منتصف آذار

الساعة 03:47 م|20 فبراير 2010

الإتحاد الدولي للصحفيين : موقفنا النهائي من الانتخابات منتصف آذار

فلسطين اليوم- وكالات

قال الأمين العام للاتحاد الدولي للصحافيين إيدن وايت إن الاتحاد سيعلن موقفه النهائي من انتخابات نقابة الصحافيين الفلسطينيين التي جرت في رام الله دون غزة خلال اجتماع اللجنة التنفيذية للاتحاد منتصف الشهر القادم.

 

وأضاف وايت في مقابلة خاصة مع وكالة "صفا" أن الاتحاد سيتخذ في اجتماعه "موقفاً حاسماً إزاء ما جرى في فلسطين، وسنرى ما إذا سيكون هناك اتفاق على المطالبة بعقد انتخابات جديدة أو المطالبة بتسريع إصلاح النظام الحالي".

 

وأشار إلى أنه لا يوجد انقسام فعلي بين الصحافيين الفلسطينيين، لكن هناك بعض الشخصيات السياسية تعمل في أوساطهم وتريد تسخير الصحافة بأساليب معينة من أجل أهدافها الخاصة، معبراً عن رفض الاتحاد لذلك الأمر.

 

ورأى أن التدخلات السياسية من المسئولين في رام الله وغزة أثرت بشكل كارثي على "تسميم" الأجواء داخل الوسط الصحافي والصحافة الفلسطينية بشكل عام.

 

وأعرب عن عدم ارتياح الاتحاد بشكل كبير لما اعترى العملية الانتخابية والتدخلات السياسية الواسعة فيها وهو أمر لم يساعد على تنفيذها بالشكل المناسب، بل وسيضيف بعداً أكبر على الانقسام الفلسطيني والانقسام بين الصحافيين أنفسهم.

 وأوضح أن هناك ضرورة لتكثيف العمل وبشكل حثيث من أجل تغيير هذا الوضع واستعادة المبادئ الأساسية للصحافة واستقلاليتها، لكي يتمكن الصحافيون من إدارة شئونهم بأنفسهم، وهو أمر مفقود حالياً لدى الصحافيين في فلسطين.

 

وأشار إلى أن الانتخابات الأخيرة لم تحل المشاكل في نقابة الصحافيين الفلسطينيين، بل إن هناك أموراً أكثر أهمية يجب أن تتم، مؤكداً على أن الاتحاد سيعمل مع الصحافيين لإصلاح الضرر الذي وقع، وخلق عملية انتخابية يثقون بها جميعاً.

 

وقال :" إن الاتحاد لم يرسل مراقبيه إلى رام الله لمتابعة العملية، لأنه لا يريد أي ارتباط بالعملية الانتخابية بأي حال من الأحوال، وقرر عدم الحضور بأي شكل كان، لأنه لا يرغب بإعطاء انطباع خاطئ بأنه يدعم ما جرى".

 

وأضاف "نحن نطالب - وما نزال- بعملية انتخابية غير سياسية في فلسطين تشمل كل الصحافيين الفلسطينيين"، مطالباً الصحافيين بعدم تغليب المصالح الحزبية على المصلحة الوطنية الأكبر وحماية مبادئ المهنة واستقلاليتها".

 

وتابع: "على النقابة الحالية التحرك بسرعة ووضع جدولاً زمنياً لحل الإشكاليات التي تتعلق بصحافيي غزة ومشاركتهم، وعقد انتخابات جديدة من شأنها أن تكون أكثر شمولية ومصداقية لكل الصحافيين الفلسطينيين".

 

يذكر أن الاتحاد الدولي للصحافيين هو أكبر منظمة للصحافيين في العالم، حيث يضم نحو 600 ألف صحافي من أكثر من مائة دولة على مستوى العالم.

 

وتأسس الاتحاد الذي يتخذ من العاصمة البلجيكية بروكسل مقراً رئيسياً له عام 1926 وأعيد إطلاقه مرة أخرى عام 1946، حتى وصل إلى شكله الحالي في عام 1952.

 

وفيما يلي نص المقابلة:

 

غير مرتاحين

كيف تنظرون إلى انتخابات نقابة الصحافيين الفلسطينيين الأخيرة؟

قبل انعقاد الانتخابات وجهنا دعوة من أجل تأجيلها، وفتح المجال أمام مناقشات أوسع حول العملية ككل لضمان تمثيل جميع الصحافيين الفلسطينيين فيها، وركزنا على أنه من المهم أن تحظى العملية برضا ومشاركة الجميع.

 

كنا وما نزال قلقين أن العملية إذا ما ظلت على حالها فإن ذلك سيخلق مزيداً من المشاكل وانقساماً أكبر، ولم يكن من الواضح أن العملية ستكون شاملة للجميع، أو أنها ستكون بعيدة عن المناخ السياسي الموجود.

 

طالبتم بتأجيل الانتخابات، لكن هل حصلتم على أي رد من النقابة حول ذلك الطلب؟

لم يصلنا رد رسمي، لكن علمنا أن نقاشاً جرى داخل النقابة حول ذلك، وفي النهاية كان من الواضح في اعتقادي أن ذلك لم يسفر عنه اعتماد عملية انتخابات ملائمة، لأن الفترة الانتقالية لم تكن كافية كذلك.

 

وإذا عدنا للمرة السابقة التي جرت فيها انتخابات نقابة الصحفيين عام (1999) وكيفية عقدها وما جرى فيها، لم يخطر على بالنا أبداً أن يحدث مثل هذا الانعدام في الثقة تجاه المجلس الجديد بعد نحو عام من اختياره حينذاك، ونحن لا نريد أن يحدث مجدداً، خاصة وأن الانتخابات الأخيرة جرت بنفس الطريقة.

 من المهم أن يتمكن الصحافيون الفلسطينيون من توحيد صوتهم وأن يحافظوا على استقلاليتهم ليتمكنوا من الدفاع عن حقوقهم وحرية عملهم والمساهمة بخلق مجتمع فلسطيني حر.

 

سنراجع ونقيم ما جرى في الانتخابات وستعقد اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي للصحافيين اجتماعاً في المغرب منتصف الشهر القادم، وسنقرر بشأن ذلك.

 

لكنني في الوقت نفسه أؤكد عدم ارتياحنا الكبير لما اعترى العملية الانتخابية والتدخلات السياسية الواسعة فيها وهو أمر لم يساعد على تنفيذها بالشكل المناسب، بل وستضيف بعداً أكبر على الانقسام الفلسطيني والانقسام بين الصحافيين أنفسهم.

 

حن نريد عملية انتقالية محدودة وإجراء عملية انتخابية حرة ونزيهة بمشاركة جميع الصحافيين، وأن يتم ذلك بإدارة الصحافيين أنفسهم بعيداً عن التدخلات السياسية.

 

التدخل السياسي

كثير من الصحافيين في الضفة والقطاع قاطعوا الانتخابات لأنهم يرون أنها لن تكون نزيهة؟ وهناك من تقدم بدعوى منهم لوقفها بسبب فقدان الإجراءات القانونية اللازمة؟ كيف أثر ذلك من وجهة نظرك على سير الانتخابات؟

هذا يكشف عن التعقيدات الراهنة، يجب أن يكون هناك نظام يدير النقابة وتجاوز الخلافات بين غزة والضفة قانونياً وسياسياً، وأعتقد أن هناك جسماً صحافياً يريد أن يعمل بحرية، وأرى أن الغالبية العظمى من الصحافيين تريد الانتخابات بالطريقة السليمة.

 

لا أعتقد أن هناك انقسام فعلي بين الصحافيين، لكن في الواقع هناك بعض الشخصيات السياسية في أوساط الصحافيين ممن يريدون تسخير الصحافة بأساليب معينة من أجل أهدافهم الخاصة، وهذا غير مقبول من طرفنا بالمرة.

 

أعتقد أن التدخلات السياسية للمسئولين في رام الله أو في غزة أثر بشكل كارثي على تسميم الأجواء داخل الوسط الصحافي والصحافة الفلسطينية بشكل عام، وعلينا أن نعمل بشكل حثيث من أجل تغيير هذا الوضع واستعادة المبادئ الأساسية للصحافة واستقلاليتها وأن يتمكن الصحافيون من إدارة شئونهم بأنفسهم، وهو أمر مفقود حالياً.

 

من المهم جداً أن نبذل جهوداً أكبر لخلق عملية تكون أكثر شمولية ومفتوحة لجميع الصحافيين بحرية وبدون تدخل سياسي.

 

ما رأيك بالنسبة لموقف الصحافيين المستقلين الذين قاطعوا الانتخابات وقرروا عدم خوضها لانتفاء الشروط والمعايير القانونية؟ وما هي انعكاسات التدخل السياسي على عدم تحقيق الاستقلالية المطلوبة للجسم الصحافي؟

هناك شئ يجب أن نكون واضحين جداً بشأنه في هذه المرحلة هو ألا نكون ساذجين بشأن الوضع الراهن في الأراضي الفلسطينية، في الحقيقة أن الحرية مفقودة في الضفة والقطاع، لأن المواطن الفلسطيني مقيد سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وعسكرياً من الاحتلال الإسرائيلي.

 

ومن الساذج أن نقول أنه يمكن لأي جزء من هذا المجتمع أن يهرب من تحت مظلة الأزمة السياسية التي خلقها الاحتلال، ونحن نعلم أن العلاقة مع النظام السياسي الفلسطيني أو أي نظام سياسي أمر هام للمجتمع ومؤسساته الأهلية أو النقابات ومنها الوسط الصحافي.

 

 لإعطاء الصحافيين الحرية لإدارة نقابتهم ودون تدخل، وهو ما سيعطي للمجتمع إشارة واضحة أن النظام السياسي ليس رهينة قمع الحريات والسماح للديمقراطية بالتطور.

 

نعلم أن الشخصيات السياسية تلعب دوراً كبيراً، ونعلم أن الاحتلال الإسرائيلي سيسعى جاهداً إلى عدم تحقق أي شكل من أشكال الديمقراطية، لذا على القيادة في غزة ورام الله أن تعمل في هذا الجانب وترفع يدها عن الصحافة والإعلام.

 

التدخل السياسي هو ما أثار سخط الصحافيين المستقلين تجاه الانتخابات، ففي الوقت الذي ينتظرون فيه أن تقدم القيادة بخطوات لضمان الحريات والانفتاح في المجتمع، فإن العكس هو ما حصل، فما جرى يشير إلى أن هذه القيادة تريد للصحافي أن يبقى تحت إدارتها وتوجيهها ووفق سياساتها الإستراتيجية بدلاً من ترك المجال له لتحقيق الأهداف بمهنية وحرية تدعم التطوير والتنمية الديمقراطية.

 

هناك من بين الصحافيين من تبنوا التوجهات السياسية لأحزابهم وهو ما عزز الأزمة الحالية التي يعاني منها الجسم الصحافي كله؟

نعم بالتأكيد، المشكلة هي أن الصحافي يخون مجتمعه في حال اصطفافه خلف تجاه سياسي معين بدلاً من التعامل مع الوضع بمهنية، وهذا يسيء إلى أهداف الصحافة.

 

من الممكن أن يكون الصحافي مستقلاً وفي الوقت نفسه يدعم أو يميل لحركة سياسية معينة، أنا صحافي أيرلندي، وفي أيرلندا ارتبط تطور الصحافة على مر السنين بالأهداف والطموحات القومية للشعب الأيرلندي.

 

لكن هذا في المقابل لا يعني مطلقاً أن نضحي بالمهنية والاستقلالية الصحافية، وهذا هو المطلوب تطبيقه في فلسطين، حيث يجب أن يكون هناك صحافة تتواءم مع النظام السياسي والواقع الاجتماعي لكن مع حرية العمل والتخلص من التدخل المباشر من القيادة السياسية.

 

هذا تحد للصحافيين الذين يجب ألا يتبعوا ويعطوا الأولوية للحزب السياسي في حين أن المسئولية الرئيسية على عاتقهم هي بأن يتبعوا مصلحة شعبهم وأهدافه وحماية حقوقهم والحفاظ على استقلاليتهم المهنية.

 

وإذا ما قدم الصحافيون مصلحة شعبهم على مصلحة حزبهم ولم يتعارض انتماءهم السياسي مع ذلك وحافظوا على مهنيتهم، فإنني أظن أن الأزمة الحالية ما كانت لتحدث.

 

الضفة دون غزة

الانقسام يؤثر جغرافياً وسياسياً على الوضع الصحافي، وأثر بالتالي على الانتخابات في رام الله واستثناء غزة، هل ترى أن ذلك أمر صحي؟

هذا أمر غير صحي إطلاقا للجسم الصحافي، لأنك إذا كنت تريد أن تعقد الانتخابات في رام الله دون غزة، فعليك أن تجيب على السؤال التالي وهو: ما الذي ستفعله لإدماج صحافيي غزة في العملية وفي الجسم الصحافي بشكل ملائم؟.

 

ليس من المجدي الاكتفاء فقط بعقد انتخابات في رام الله دون غزة، وإذا لم يكن لديك إستراتيجية فيما يتعلق بصحافيي غزة، فإن هذا يعني أن النظام الأساسي فشل وتمت خيانته، من خلال الإخلال بالمبدأ الرئيسي الذي يؤكد على وحدة وتضامن الصحافيين الفلسطينيين.

 

هل كان لديكم مراقبون على انتخابات مجلس النقابة في رام الله؟

لا، لأننا لا نريد أن يكون لنا ارتباط بالعملية الانتخابية بأي حال من الأحوال وقررنا عدم الحضور بأي شكل كان، لأننا لا نريد أن نعطي انطباعاً خاطئاً بأننا ندعم العملية.

 

هل باعتقادك أن موقفكم هذا موقف استباقي يشير إلى عدم قبولكم لنتائج الانتخابات؟

لا بالمطلق، فعلى سبيل المثال جرت الانتخابات في تونس في شهر آب/ أغسطس الماضي، كنا ضد العملية من الأساس ورفضنا الحضور والمراقبة، ولم نرد أن نكون جزءًا منها، لأننا شعرنا أن مشاركتنا ستعني أننا ندعم ونؤيد ما يجري، ولهذا رفضنا المشاركة في تونس وكذلك في فلسطين.

نحن نطالب - وما نزال- بعملية انتخابية غير سياسية في فلسطين تشمل كل الصحافيين الفلسطينيين، وسيأخذ الاتحاد في اجتماع لجنته التنفيذية القادم كل الأمور السابقة في الاعتبار وسيتخذ موقفاً نهائياً مما يجري.

 

في هذه المرحلة تلقينا وجهات نظر مختلفة حول انتخابات الخامس من الشهر الجاري في رام الله، وحتى اللحظة فإن مبعث قلقنا يكمن في أن هذه العملية لا تشكل إجراءً شاملاً وكاملاً وملائماً يتيح الانتخاب للصحافيين الفلسطينيين.

 

على النقابة الحالية التحرك بسرعة ووضع جدول زمني لحل الإشكاليات التي تتعلق بصحافيي غزة ومشاركتهم، وعقد انتخابات جديدة من شأنها أن تكون أكثر شمولية ومصداقية لكل الصحافيين الفلسطينيين.

 

مثال سيئ

ما هو المطلوب لعدم تكرار ما جرى هنا بالنسبة لانتخابات الصحافيين؟ وهل تتوقعون اتخاذ قرارات حاسمة في هذا الصدد خلال اجتماعكم؟

موقفنا واضح للغاية في هذا الجانب، فنحن بالتأكيد لا نريد تكرار ما جرى في أي مكان، وهذا مثال سيء جداً يتطلب من الصحافيين أن ينظموا أنفسهم وأن يضعوا معايير لأنفسهم لإدارة شئونهم بحرية، وأن يضعوا نظاماً شاملاً وكاملاً لنقابتهم.

 

سنتخذ في اجتماعنا القادم موقفاً حاسماً إزاء ما جرى في فلسطين وتونس، وسنرى ما إذا سيكون هناك اتفاق على المطالبة بعقد انتخابات جديدة أو المطالبة بتسريع إصلاح النظام الحالي.

 

ونرى أن المشاكل في نقابة الصحافيين الفلسطينيين لم تنته ولم تحل بهذه الانتخابات، بل إن هناك أموراً يجب أن تتم، وسنعمل مع الصحافيين من أجل إصلاح الضرر الذي وقع، وخلق عملية انتخابية يثقون بها جميعاً.

 

إذن أنتم ما زلتم في إطار عملية التقييم لعملية الانتخابات؟

صحيح، نحن ما نزال في عملية التقييم ولدينا الكثير من التفاصيل حول ما جرى وأعتقد أننا سنتخذ قراراً بهذا الشأن خلال الاجتماع القادم، ونؤكد أننا نعمل على تحسين أوضاع الصحافيين الفلسطينيين، ونتضامن معهم بشكل الدعم الذي يحتاجونه على الأرض.

- وكالة صفا