خبر ستة براميل وذعر.. يديعوت

الساعة 12:28 م|18 فبراير 2010

بقلم: اليكس فيشمان

ستة براميل مواد متفجرة بدائية قذفت الى الشاطىء. وانفجر اثنان آخرن في الطريق. أصبح شاطىء اسرائيل الجنوبي، من البلمخيم الى حدود القطاع، أشل مدة بضعة ايام. لم يحدث اي ضرر، لكن الارهاب انتصر. فقد نجح في أن يشوش على الحياة في منطقة واسعة وأن يحدد لنا – وان يكن ذلك لامد محدود – جدول عملنا.

هذا بالضبط هدف الارهاب. أما هل انفجرت البراميل ام لا فأقل شأنا. الانجاز هو في الاثر النفسي. دخل سلاح البحرية استعداد البراميل. وفي المرة المقبلة لن يطرحوا ثمانية براميل في البحر ويدعوا الله لتوجد تيارات قوية في الاتجاه الصحيح، بل مئة برميل. يعلمون في الطرف الثاني، انهم بذلك يسقطون الدولة عن الخطوط بغير جهد وبغير دفع.

طورنا في مواجهة صواريخ القسام، بعشرات ملايين الشواكل، دواء "أكامول" أي "القبة الحديدية". يحسن الان اذن ان يدخلوا في رفائيل الصورة وان يطوروا صواريخ توربيد مضادة للبراميل. او ربما يحسن ان يعجلوا بنفقات ضخمة تطوير الرجل الآلي البحري.

لان المفارقة هي أنه كلما كان الارهاب اكثر بدائية اصبحنا في ذعر أشد.

ما الذي كان عندنا هناك في الحقيقة قبل اسبوعين: عدد من الصيادين الفلسطينيين حملوا ثمانية براميل غير كبيرة مع اطواق نجاة على طوافات في قواربهم وخرجوا في البحر. القوارب التي تخرج من غزة موجودة تحت رقابة وسائل الكترونية، لكن البراميل الصغيرة السوداء تصعب رؤيتها في الظلام. كانت الطوافات في مقابلة ذلك كابية اللون براقة. أي ان المنفذين أرادوا جذب الانتباه.

استتر تحت الطوافات في داخل البحر، البراميل المغلقة. في كل برميل – ثلاثون كيلوغرام TNT. كان الجهاز كما نشر مبنيا من جهاز هاتف لاسلكي. والفكرة كما يبدو جذب انتباه اشخاص سلاح البحرية، وعندما يقتربون من الطوافة يستعمل الجهاز من بعيد وتفجر السفينة. فكرة غير جديدة جربت في الماضي مع قوارب متفجرة، ودمى لسباحين ملغومة وغير ذلك.

من اجل تفجير البرميل على هدف اسرائيلي، سواء أكان قاربا أو شاطئا مليئا بالمستحمين، يفترض أن يحافظ شخص ما على صلة بالعين بالقنبلة – وليس معقولا أن تتابع قوارب صيد فلسطينية البراميل الى عسقلان او اسدود او البلمخيم. منذ اللحظة التي ابتعدت فيها البراميل عدة كيلومترات عن غزة، لم يعد المستعملون يرونها.

فلماذا اغلقوا عندنا الشواطىء أياما كثيرة جدا؟ أيمكن أن الجلبة لم تكن أكثر من شيء فارغ؟ وتخيلوا ان هذا حدث في الصيف والشواطىء مكتظة. ماذا كانوا يفعلون آنذاك؟ أيعلنون منع تجوال؟ اذا اطلق غدا عدد من المجانين في غزة مئات البالونات الى السماء، مع مواد متفجرة او بغيرها، وذهبت مع كل ريح. ماذا تفعل اسرائيل؟ أتغلق النقب؟ أتدخل سلاح الجو في استعداد؟ أتنزل الى الملاجىء؟.

وماذا ستفعل الجماعة في غزة وبيروت ودمشق؟ من الواضح انها ستنظر الى التلفاز وتموت ضحكا. لا يجب ان يجتهدوا من أجل ان نصاب بالجنون، ولا ان يطلقوا رصاصة واحدة ولا يعرضوا انفسهم للخطر.

تحرص حماس على كف جماح المنظمات الارهابية الصغيرة في القطاع – لئلا تخل بالانضباط وتطلق صواريخ القسام على اسرائيل. فهي تعلم ان رد الجيش الاسرائيلي يأتي بعد كل اطلاق. انه يأتي سواء أكان فعالا أم لا. لم ترد اسرائيل في مقابلة ذلك على البراميل، وتستطيع حماس ان تفهم من ذلك انه يحل ان تصيبنا بالجنون من طريق البحر.

السلطات في غزة لم تقف اذن ارسال البراميل برغم ان المنظمات التي وقفت وراءها تحملت المسؤولية، واوحت بأن صواريخ القسام ممنوعة لكن الاعمال في البحر مسموح بها.

او بعبارة أخرى: تحدد حماس لنا مرة اخرى قواعد اللعب.