خبر الصحف اليومية لا تدخل القطاع منذ عامين..الى متى؟

الساعة 06:34 ص|18 فبراير 2010

الصحف اليومية لا تدخل القطاع منذ عامين..الى متى؟

فلسطين اليوم-غزة

في خضم الدردشة العامة في أحد الـمقاهي الشبابية حول الحصار، قال أحدهم فجأة: "أشعر بحنين غامر للصحف والـمجلات، اشتقنا إليها بشكل جنوني، نشعر وكأننا عطشى لقراءتها واقتنائها ومتابعة صفحاتها الـمختلفة.

حمادة الصفطاوي طالب جامعي يهوى الكتابة الأدبية والـموسيقى، قال بينما كان يحاول تصفح "الأيام الثقافية" عبر الانترنت: "لا يمكن أن تشعر بلذة القراءة إلكترونياً، ومهما أشبعت رغبتك الثقافية تشعر بشهية القراءة والحنين للكتاب والصحيفة".

وأوضح الشاب: أن عدم توفر الصحف اليومية الثلاث ومعها الـمجلات العربية والدولية والـمحلية في غزة لثلاث سنوات متواصلة أشعل الحنين للصحف الـمتنوعة والقراءة وحمل الجريدة من مكان إلى آخر وتخصيص وقت لقراءتها في البيت أو في السيارة، مشيراً إلى أنه استبدل الحنين لقراءة الصحف بقراءة الكتب، إلا أن ذلك لـم يغنه عن الـمواد والزوايا الـمختلفة التي تطرحها الصحف.

وكانت قوات الاحتلال منعت دخول الصحف اليومية الثلاث والـمجلات الـمختلفة إلى قطاع غزة، خلال العامين الـماضيين، في خطوة تعتبر انتهاكاً مباشراً لحقوق الانسان.

وأوضح الدكتور ناهض أبو حرب (34 عاماً ) أنه اعتاد استغلال الوقت في عيادته بتصفح جريدته قبل أن يبدأ قدوم الـمرضى للعلاج، مشيراً إلى أن قهوة الصباح فقدت لديه نكهتها دون جريدته الـمفضلة "الأيام" وبات يشعر بفقدان شيء خاص من حياته اليومية.

وأكد أنه حاول تعويض غيابها من خلال تصفحها عبر الانترنت إلا أن ذلك لـم يشف غليله خاصة أنه يشعر برفيق خاص اسمه الجريدة سواء في طريقه أو في أي مكان، منوهاً بأن الإعلام الإلكتروني إضافة إلى أنه لا يعوض لذة القراءة وبات محكوما بشركة الكهرباء هو الآخر في ظل الانقطاع اليومي للتيار أكتر من 8 ساعات.

وأوضح أن هناك معوقات كثيرة تمنعه من تصفح الجريدة عبر الانترنت أهمها انقطاع الكهرباء وجدوله العملي الذي يمنعه من متابعة الانترنت لفترات طويلة، مشيراً إلى أن الجريدة كانت موجودة بين يديه يقرؤها في أي وقت حتى لو لـم يكن هناك كهرباء.

الـمدرس علاء السيد (38 عاماً )أوضح أن اشتراكه الشهري في جريدة "الأيام" قديم واختار الاشتراك ليضمن وصول الجريدة له كل يوم حتى لو كان مشغولاً، مشيراً إلى أن الصحف البديلة في القطاع حديثة النشأة ولا تشفي الغليل ولا تتضمن الزخم الإعلامي الـموجود في جريدة "الأيام" أو الصحف الأخرى، ولا حتى بكمية الأوراق ونوعيتها أو الـملاحق العلـمية والثقافية التي كانت توزع مع الجريدة.

وقال بلهفه وشوق: "كم أحلـم أن أتصفح بحرية الصحيفة وأشعر بلذتها ومرافقتها لي في كل مكان".

وأشار إلى أنه حاول أن يتصفح الجريدة عبر الانترنت في البيت ولكن بسبب شراكة الحاسوب في البيت مع أشقائه طلبة الجامعة والأطفال من محبي الألعاب اضطر إلى شراء "لاب توب" كي يستطيع أخذ بعض الحرية في قراءة جريدته الـمفضلة سواء بالبيت أو بالـمدرسة.

وأوضح أنه دائماً يعلـم طلابه قراءة الكتب الـمدرسية وحل ما بها من أسئلة مبيناً لهم أفضلية ومتعة ذلك عن التعلـم عبر الوسائل العلـمية الحديثة كالانترنت.

الـمواطن أبو محمد مخيمر (48 عاماً) الذي يعمل صاحب محل لبيع الـملابس أشار إلى أنه اعتاد سابقاً قراءة الصحيفة فور فتح الـمحل ومتابعة ما بها من أخبار بينما يحتسي كوباً من القهوة وسيجارة الصباح، لافتاً إلى أنه كان آخر النهار يحل الكلـمات الـمتقاطعة.

وأوضح أنه يعمل بمحله منذ تسع سنوات ولـم يكف يوماً عن شراء صحيفة "الأيام"، منوهاً بأنه منذ منعها من التوزيع داخل القطاع شعر بأن جزءاً من برنامجه اليومي فقد.

وبين أنه حاول تعويض نقص الصحف اليومية الـمعروفة بعد انقطاعها من خلال شراء الصحف في غزة إلا أن لونها الواحد لـم يشف غليله ولـم يف برغبته، مشيراً إلى أن لديه الكثير من التقارير العلـمية والفكرية والتعليمية الـمقصوصة من جريدة الأيام يلصقها بكتابه وأحياناً ينظر إليها كنوع من محاولة إشباع رغبة الحنين لديه.