خبر هذه المرة ايضا، اسرائيل لن تتضرر- هآرتس

الساعة 10:25 ص|17 فبراير 2010

بقلم: يوسي ميلمان

 (المضمون: القليل من الشبهات الموجهة ظاهرا نحو اسرائيل لا تزال هامشية، واذا لم يتوفر دليل جديد او دراماتيكي يغير الصورة، يمكن الافتراض بان اسرائيل ستخرج من هذه العملية ايضا دون ضرر والموساد سيواصل التمتع بصورة المنظمة المصممة، شبه كلي القدرة، الذي لا يمتنع عن العمل ضد اعدائه -  المصدر).

 

للوهلة الاولى تقترب الشبهات نحو اسرائيل – في أعقاب المنشورات عن مدنيين اسرائيليين مع جنسيات مزدوجة بريطانية، هاجروا الى اسرائيل وليس مؤخرا، يدعون بان احدا ما استخدم اسمائهم واستدان هوياتهم لغرض تنفيذ التصفية في دبي. وهم يشعرون، وعن حق، كأدوات في لعبة اكبر من حجومهم. وسيتعين عليهم الان أن يشرحوا للقنصلية البريطانية ولوزارة الداخلية في لندن بانهم لم يكونوا في دبي ولم يشاركوا في عملية التصفية، وبشكل عام – بأن جوازات سفرهم كانت توجد معهم دوما.

        ولكن، في نظرة اخرى واكثر عمقا، معقول الا تكون هذه مهمة صعبة بالنسبة لهم. حكومة ايرلندا وكذا حكومة بريطانيا اعلنتا أمس بان جوازات السفر كانت مزيفة. بتعبير آخر، لم يتم استخدام جوازات السفر البريطانية او الايرلندية الحقيقية. الاسماء حقيقية، ولكن جوازات السفر مزيفة. استنتاج كهذا اقل اقلاقا للحكومات ذات الصلة إذ في العالم تعمل ما يكفي من عصابات التزييف لجوازات السفر والتي تنشرها في السوق السوداء.

        في الماضي استخدم الموساد غير مرة جوازات سفر مزيفة أو اسماء لاشخاص من لحم ودم وضمهم الى صور عملائه. احيانا المهمة لم تنجح: قضية ليلهامر في النرويج في 1973، حسب منشورات "الصاندي تايمز"، المحاولة الفاشلة للمس بخالد مشعل في الاردن في 1997 ورجلي الموساد اللذين القي القبض عليهما في نيوزيلندا وهما يحاولان الحصول على جواز سفر حقيقي على اسم شاب محلي مشلول بكل انحاء جسده كان واضحا انه لن يخرج ابدا من حدود بلاده.

وعليه، يمكن الاشارة الى نمط عمل متكرر: اسرائيل اضطرت الى استخدام جوازات سفر اجنبية لحملات التصفية ومن حين الى حين عندما يلقى القبض عليها، تضطر الى الاعتذار والتعهد بعدم تكرار هذه الافعال والدول ذات الصلة تغفر لها.

        المستقبل سيكون اكثر صعوبة لان المزيد فالمزيد من الدول – واسرائيل هي واحدة من اوائلها – ستدخل الى منظومتها الامنية وسائل تشخيص بيوتكنولوجية – وعندها لن يكون ممكنا على الاطلاق استخدام جوازات سفر مزيفة – خطوط رسم الوجه، البصمات أو فتحة العين لا يمكن تزييفها جميعها.

        لدول معتدلة اخرى هناك مصلحة مشتركة مع اسرائيل ضد الارهاب. وحتى تسليم الفلسطينيين من الاردن الى دبي كمشبوهين بمساعدة المغتالين، يحتمل أن يكون ما اخفي فيه اكثر مما اظهر. ومن غير المستبعد ان يكون جزءا من حرب نفسية غايتها زيادة الاشتباه في اوساط قيادة حماس وصرف الانتباه عن المساعدين الحقيقيين، اذا كان يوجد كهؤلاء، في العملية.

        في نهاية المطاف، ينبغي النظر الى هذه العملية بمنظور متوازن. كبير حماس، الذي كان في الماضي ضالعا في قتل جنديين اسرائيليين وعمل كبرغي هام في شبكة تهريب السلاح، صفي. لحماس ولسلطات دبي استغرق نحو عشرة ايام كي يفهموا بان الحديث لا يدور عن موت طبيعي.

        كل منفذي العملية نجحوا في المغادرة دون ضرر لساحة الفعل. طريقة العمل لا تتميز بها اسرائيل وحدها بالذات – كل منظمة استخبارية مهنية كانت ستستخدم وسائل مشابهة.

        وعليه، القليل من الشبهات الموجهة ظاهرا نحو اسرائيل لا تزال هامشية، واذا لم يتوفر دليل جديد او دراماتيكي يغير الصورة، يمكن الافتراض بان اسرائيل ستخرج من هذه العملية ايضا دون ضرر والموساد سيواصل التمتع بصورة المنظمة المصممة، شبه كلي القدرة، الذي لا يمتنع عن العمل ضد اعدائه – رغم أن كل من يتابع الشؤون الاستخبارية واضح له بان الواقع اكثر تعقيدا. منظمات الاستخبارات وكذا الموساد، لم تأتي الى العالم كي تكون مثابة صيغة لـ "القتل محدود الضمان"، على نمط المافيا. بل اولا وقبل كل شيء جاءت كي تكون مهنية، هدفها جمع المعلومات الاستخبارية وتوفير المعلومات لاصحاب القرار والاخطارات المسبقة عن تهديدات الحرب وذلك كي تتخذ هذه القيادات القرارات السليمة.