خبر غزيون يبيعون أنفاقهم نتيجة ازدهار التهريب العشوائي الذي أضر بالسوق

الساعة 06:56 ص|17 فبراير 2010

فلسطين اليوم : غزة

على الشريط الحدودي في أقصى جنوب قطاع غزة، يجلس الفلسطيني أبو نبيل في نهاية عقده الثالث، وأربعة من رفاقه الذين يعملون في الأنفاق، فوق كومة كبيرة من الرمال يتبادلون أطراف الحديث، وينفثون دخان سجائرهم في الهواء، بعد أن أوقفت عشرات الأنفاق أعمالها، بينما ترك عشرات من أصحاب الأنفاق مهنة التهريب وباعوا أنفاقهم بعد أن جمعوا الثروات.

ويجلس هؤلاء العمال كغيرهم من أصحاب الأنفاق التي تنتشر بكثرة أسفل الشريط الحدودي، وتستخدم للتهريب، بانتظار صفقة تدر عليهم ربحاً وفيراً.

ويقول أبو نبيل الذي يعمل في الأنفاق منذ نحو سنتين: «لم يعد العمل داخل الأنفاق مجدياً، البضائع المهربة تغرق الأسواق»، ويضيف انه يقتل وقته كل يوم بالجلوس ورفاقه فوق الرمال وتبادل مختلف المواضيع.

ويلفت أبو نبيل الذي اجتازت عائلته سنوات من المعاناة والفقر بعد عمله في الممرات الأرضية، إلى أن «التهريب العشوائي غير المدروس للبضائع من قبل أصحاب الأنفاق أضر بسوق العمل، موضحاً أن انخفاض أسعار البضائع بشكل كبير سببه «التخمة» التي أصابت المحال التجارية».

وتشهد أسعار السلع والبضائع المتوافرة في الأسواق، انخفاضاً ملحوظاً مقارنة بأسعار السلع ذاتها خلال الأشهر الماضية، لاسيما في ظل تكدس كميات كبيرة من هذه السلع في المحال التجارية التي باتت مستودعات لتخزين البضائع.

ونجح مهربون في جمع ثروات طائلة من تجارتهم تحت الأرض، بينما البعض تكبّد خسائر فادحة، هذا ما يقوله أبو كرم صاحب أحد الأنفاق. ويشير أبو كرم إلى أن الكثير من أصحاب الأنفاق، اضطروا إلى إغلاقها، بينما البعض الآخر، باعها بآلاف من الدولارات.

ولجأ الغزيون إلى تهريب البضائع عبر الممرات الأرضية المنتشرة على طول الشريط الحدودي الفاصل مع مصر، بعد أن شددت إسرائيل حصارها على القطاع، وحظرت دخول مشتقات الوقود، ومئات الأصناف من البضائع.

ويقول محمود، أحد عمال الخنادق الرملية: إن معظم الأنفاق تركز عملها حالياً على تهريب مواد المعمار من «اسمنت وسيراميك»، مشيراً إلى أنها تجارة مربحة، وفي ذات الوقت تساعد المواطنين على بناء وتشييد منازلهم.

ويعمل المهربون على الجانب الفلسطيني منذ سنوات بحرية مطلقة، خصوصاً أن الحكومة التي تديرها حركة "حماس" في القطاع، تعتبرها وسيلة لكسر الحصار المطبق على مليون ونصف المليون نسمة.

وترحب منظمات حقوقية كثيرة، بإشباع حاجة السكان المحاصرين، إلا أنها تبدو قلقة من انتشار وتهريب الممنوعات، خصوصا المخدرات، وتلقي الشرطة، القبض على تجار الممنوعات ومروجيها في كمائن تنصب لهم من حين إلى آخر.